news-details

بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإيرانية: حقائق لصالح الثورة رغم الخلاف الفكري

كتب: توفيق كناعنة

بدأت بشائر الثورة الإيرانية تلوح في الأفق من خلال حركة الجماهير الشعبية ضد الفساد السياسي والمالي والذي برز بشكل واضح من قبل العائلة المالكة والمقربين منها، وهذا عمليا كان الدافع الأول في تلك المرحلة - أواسط السبعينيات من القرن الماضي. وتطورت فيما بعد الى معركة أيضا ضد الاستعمار الأمريكي حيث كانت إيران الشاه في ذلك الوقت احد المعاقل الرئيسية للاستعمار الأمريكي بشكل خاص والاستعمار العالمي بشكل عام الامر الذي أدى إلى فتح الأبواب على مصاريعها من أجل دخول حكام إسرائيل إلى هذا البلد الهام في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه كانت احد مراكز القوى الأساسية التي كان يعتمد عليها الاستعمار الأمريكي في مواجهة حركات التحرر الوطني في المنطقة، وفي الوقت ذاته دعم القوى الرجعية العالمية ومن ضمنها حكام إسرائيل الذين كانت تربطهم علاقات متينة ومميزة مع نظام الشاه الإيراني.

من المعروف أن لإيران موقعها الاستراتيجي والمتميز والهام جدا على الخليج العربي والذي يسيطر على ممرات مائية هامة، هذا بالإضافة الى أن هذا البلد هو أحد الدول الغنية جدا بالموارد الطبيعية وبشكل خاص البترول. ولذلك كان من الطبيعي أن يعمل الاستعمار الأمريكي بكل قوة من أجل المحافظة على نظام الشاه الذي يسير في فلكه وأن يعمل على قمع كل تحرك ثوري في هذا البلد الاستراتيجي للدول الاستعمارية، وهذا عمليا ما جرى في أوائل الخمسينات من القرن الماضي حيث جرى القضاء على الثورة الوطنية التي قام بها الشعب الإيراني ضد الشاه والتي قادها في تلك المرحلة مصدق.

إن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه منذ القضاء على هذه الثورة الوطنية، مثلت الدولة الإيرانية بقيادة الشاه احدى الركائز الأساسية لمواقع الاستعمار في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. وشعب هذا البلد يقاسي من الفقر والإذلال من خلال السيطرة عليه بالحديد والنار من قبل نظام الشاه الدكتاتوري، ولذلك كان من الطبيعي أن يتطور هذا الحراك الجماهيري من المعركة ضد الفساد السياسي والمالي إلى المعركة ضد الشاه ونظامه الدكتاتوري، الذي هو السبب الأساسي للوضع المأساوي الذي عاشه الشعب الإيراني في تلك المرحلة. وعلى أساس هذا الواقع الجديد بدأ في أواخر سنة 1978 يتسع التحرك الجماهيري في إيران شيئا فشيئا حتى وصل من الناحية الفعلية إلى مرحلة الانتفاضة الجماهيرية الواسعة في جميع أنحاء إيران والتي ضمت جميع القوى الوطنية والدينية بما فيها الحزب الشيوعي الإيراني "توده" وكان هذا التحالف الواسع وبكل أطيافه والمعنيون بإسقاط نظام الشاه الدكتاتوري قد قبلوا بشكل واضح قيادة الزعيم الروحي الإيراني آية الله الخميني، والذي كان متواجدا في المنفى في باريس منذ ان طرده صدام حسين من العراق بعد اتفاقية الحدود التي وقّعها صدام حسين مع الشاه في سنة 1975.

كان الهدف الأساسي لجميع هذه القوى المتحالفة اسقاط نظام الشاه الاستبدادي وإخراج هذا البلد الهام والمركزي في منطقة الشرق الأوسط، من التحالف والسير في فلك الاستعمار والقوى الرجعية العالمية الى السير في طريق التحرر الوطني والديمقراطية. وقد ادى اتساع الوحدة الوطنية بين جميع القوى في ايران، من الناحية العملية الى اتساع التحرك الجماهيري في ايران ضد نظام الشاه، وكان قد أثلج صدر جميع قوى السلام والتحرر والديمقراطية في العالم، وفي الوقت نفسه رأت فيه خطوة ثورية هامة من اجل اضعاف مواقع الاستعمار والرجعية في منطقة الشرق الأوسط,

وهذا التحالف الثوري الجديد الذي بناه الشعب الإيراني كان قد أخاف الشاه ورأى فيه من الناحية الفعلية خطرا حقيقيا على نظامه الذي بدأ في التصدع، ونتيجة لخوفه هذا أعلن حالة الطوارئ وفي الوقت نفسه اعلن عن إقامة حكومة عسكرية برئاسة الجنرال غلام أزهري، الأمر الذي أدى الى زيادة البطش بالجماهير المنتفضة. وكان جواب هذه الجماهير لهذه الحكومة العسكرية ان العنف لا يزيدنا الا عنفوانا واصرارا على السير في طريق الانتفاضة الجماهيرية حتى النصر الأكيد، الأمر الذي أدى الى اتساعها ووصولها الى مختلف المدن والأقاليم الإيرانية. وهذا الامر أدى الى ان يضطر الشاه الى إقالة الحكومة العسكرية التي فشلت فشلا ذريعا في مهمة وقف الانتفاضة الجماهيرية الشعبية. بعدها جاء الشاه بحكومة مدنية جديدة حيث أوكل الى شهبور بختيار تشكيل حكومة بديلة جديدة، وكان هذا الشخص معروفا في ذلك الوقت على انه من أعضاء الجبهة الوطنية. والهدف الأساسي الذي أراده الشاه من اقامة هذه الحكومة امتصاص نقمة الجماهير الشعبية بعد الجرائم التي ارتكبها هذا النظام بحق شعبه.

في تلك المرحلة الحساسة ومع اعلان الحكومة الجديدة أعلنت الولايات المتحدة الامريكية على انها وضعت خططا طارئة من اجل العمل على وضع حد لمثل هذه الانتفاضة الجماهيرية في ايران من اجل دعم الشاه، ولكن في المقابل وبعد هذا الإعلان من قبل الولايات المتحدة جاء التحذير الواضح من قبل الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت على لسان السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ليونيد بريجنيف حين اعلن "ان الاتحاد السوفييتي سوف يقف موقفا حازما وحاسما ضد أي تدخل خارجي في شؤون ايران الداخلية بأي صورة كانت وبأي حجة من الحجج"، وأضاف أيضا "ان الأحداث الجارية الآن في ايران لها طابع داخلي وعلى الإيرانيين ان يجدوا بأنفسهم حلا لها بدون أي تدخل خارجي".

بعد هذا الموقف الواضح والحازم من قبل الاتحاد السوفييتي جاء تصريح لوزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت سايروس فانس حيث اعلن فيه "ان الولايات المتحدة لا تعتزم التدخل في شؤون ايران الداخلية او شؤون اية دولة أخرى".

ان هذا الموقف الواضح والجريء الذي وقفه الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت كان قد اعطى دعما ونفَسا جديدا للجبهة الوطنية الإيرانية وفي الوقت نفسه للجماهير الشعبية في ايران، الامر الذي أدى الى ازدياد تلاحم ووحدة هذه الجماهير ضد نظام الشاه وضد الحكومة الجديدة التي عيّنها الشاه، حيث رأت هذه الجماهير الشعبية وجميع القوى الوطنية في قبول شهبور باختيار تعيينه لرئاسة الحكومة خيانة للجبهة الوطنية والجماهير الشعبية الإيرانية، ولذلك كان من الطبيعي ان تتعاظم الاحتجاجات والمظاهرات في جميع انحاء ايران والتي تطالب بإسقاط نظام الشاه وحكومة باختيار.

في مثل هذا الواقع الجديد حاول باختيار بذل كل جهده للعمل على تهدئة الخواطر من خلال إعلانه ان الشاه سوف يغادر البلاد وان السلطة الفعلية ستكون بيد رئيس الحكومة، ولكن مع البقاء على النظام الملكي في ايران وانه سيعمل على تقديم جميع القوى التي شاركت في الفساد الى المحاكمة.

هذه التصريحات التي اطلقها باختيار لم تنطل على الجماهير المنتفضة وقيادتها الوطنية، الامر الذي أدى الى اتساع الانتفاضة الجماهيرية وخروج الجماهير بشكل مكثف اكثر الى شوارع العاصمة طهران وباقي المدن الإيرانية وهم يهتفون بإسقاط نظام الشاه وحكومة باختيار وهذا ما كان. حيث انه في مثل هذه المرحلة كان قد اعلن أيضا في أواسط شهر كانون الثاني من سنة 1979 عن بدء الاستعدادات لعودة ىآية الله الخميني من منفاه في باريس الى ارض الوطن والى العاصمة طهران بالذات. ان هذا الإعلان أدى الى زيادة قوة الحراك الشعبي وفي الوقت نفسه الى ارباك الشاه وحكومته الامر الذي أدى الى مغادرة الشاه ايران وهو ذليل.

في تاريخ 1979/02/01 عاد آية الله الخميني الى ارض الوطن وهبط في مطار طهران الدولي حيث كان في استقباله هناك جميع قادة مرّكبات الجبهة الوطنية. من الناحية العملية كانت عودة الخميني الى ايران هي بداية النهاية لعهد الشاه في ايران. وفي الكلمة التي ألقاها الخميني في المطار بعد عودته كان قد "دعا الى تلاحم جميع قوى المعارضة وأكد ان الوحدة الوطنية هي الطريق الى النصر"، هذا التوجه

الإيجابي من قبل الخميني كان قد أعطى الراحة والثقة لقيادة الجبهة الوطنية التي قادت المعركة في الداخل في ذلك الوقت.

بعد عودته ودعوته الى تعميق الوحدة الوطنية أعلن عن الدعوة لإقامة حكومة مؤقتة في ايران ودعا الدكتور مهدي بدر خان الى تشكيل مثل هذه الحكومة، وكذلك اعلن أيضا ان هذه الحكومة "سوف تحترم الحريات السياسية وسوف تتيح حرية الأحزاب والتنظيم النقابي وسوف تضع حدا للسيطرة الاستعمارية على ايران".

إن هذه التصريحات الإيجابية التي أطلقها الخميني في ذلك الوقت كانت مطمئنة لكل مركبّات الجبهة الوطنية وبما فيها حزب "تودا" الشيوعي الذي أعلن وبشكل واضح جدا عن ثقته بقيادة آية الله الخميني وجاء ذلك على لسان السكرتير العام لحزب "تودا" الرفيق نوري الدين آية نوري.

في تاريخ 1979/02/11 أعلن الخميني عن قيام الجمهورية الإيرانية حيث كانت قد سيطرت الجماهير الشعبية في مختلف المدن الإيرانية الأساسية وعلى العاصمة طهران وعلى جميع المراكز الحكومية في هذه المدن.

ان الواقع الثوري الذي حدث بعد رحيل الشاه وعودة الخميني وإقامة الحكومة المؤقتة يؤكد في الواقع انتصار الثورة في ايران وبعد هذا الانتصار التاريخي للثورة كان قد بدأ الصراع على السلطة بين القوى الديمقراطية في الجبهة الوطنية والمؤيدة للخميني وبين حكومة بدر خان التي مثلت في ذلك الوقت الاتجاه البرجوازي الليبرالي. وفي هذا الصراع كان المنتصر هو الاتجاه التقدمي الديمقراطي. وكانت هذه المرحلة مرحلة تثبيت الثورة وتعميق عدائها للاستعمار وبشكل خاص ضد الولايات المتحدة الامريكية حيث كان وما زال دورها الأساسي هو العمل على إعادة عجلة التاريخ الى الوراء في ايران.

في مثل هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ بناء وتطور هذه الثورة الشعبية المعادية للاستعمار والصهيونية، وحيث كانت في بداية انطلاقتها الثورية الهامة من اجل تطورها المستقبلي. كان قد بدأ صدام حسين حاكم العراق في ذلك الوقت التحرش بالثورة الإيرانية المنتصرة على نظام الشاه وبدلا من التحالف معها ومد يد التعاون مع الثورة الشعبية الجبارة التي قضت على اكبر موقع استراتيجي للاستعمار الأمريكي والحركة الصهيونية العالمية، ولكن من المؤسف انه اختار العداء وافتعال الصدامات العسكرية مع هذه الثورة على حدود البلدين، واكثر من ذلك اعلن صدام حسين في أواسط أيلول من سنة 1980 الغاء اتفاقية الحدود التي أبرمت بين البلدين في الجزائر، بين حكومة العراق وحكومة شاه ايران في سنة 1975 وهذا من الناحية العملية كان اعلان الحرب على ايران الثورة من قبل حكومة العراق.

نشوب هذه الحرب بين العراق وايران قد كلف شعبي هذين البلدين اكثر من مليون من الضحايا، هذا بالإضافة الى الخسائر المادية التي تساوي المليارات من الدولارات.

كما أن هذه الحرب كانت قد أعطت أملا جديدا للولايات المتحدة الامريكية في القضاء على ثورة الشعب الإيراني وإعادة الشاه الى الحكم من جديد، ولذلك لم يكن صدفة ان يتنفس الصعداء حكام أمريكا وإسرائيل وجميع القوى الاستعمارية والرجعية في العالم، لأنهم رأوا في مثل هذه الحرب بين هذين الطرفين اضعافا واستنزافا لقواهما ومثلما يقول المثل "فخّار يكسّر بعضه" وكان هذا شركا أمريكيا لصدام حسين وهو الامر الذي لم يفهمه نتيجة للعنجهية المبالغ فيها التي كانت الصفة المميزة له في ذلك الوقت، الامر الذي أدى به الى الوقوع في شَرك آخر نُصب له وهو احتلاله لدولة الكويت حيث كانت هذه الحجة من اجل التدخل الأمريكي لضرب العراق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية العالمية في تلك المرحلة.

ونظام البعث العراقي بقيادة صدام حسين لم يفهم المخطط الأمريكي الذي وضعته أمريكا من اجل ضرب العراق واحتلاله فيما بعد، والمؤسف انهم فهموه بعد فوات الأوان.

الحقيقة الواضحة ان هذه الحرب التي دامت اكثر من ثماني سنوات بين العراق وايران كان المستفيد الأساسي منها هو الاستعمار الأمريكي وأعوانه في هذه المنطقة. وفي الوقت نفسه كانت ضد مصالح شعبي البلدين، حيث انه تحت حجة حالة الحرب كانت قد قمعت جميع الحريات الديمقراطية، الامر الذي أدى الى الغاء دور الجبهة الوطنية والى تحديد تحرك جميع الحركات السياسية الوطنية التي أسهمت اسهاما هاما في انتصار الثورة الإيرانية، ومن هنا كانت قد بدأت مرحلة جديدة في حياة هذه الثورة، حيث بدأت بالتراجع الى الوراء وسيطرت القوى الرجعية عليها في تلك المرحلة من تاريخ هذه الثورة.

التاريخ يؤكد ان هذه الثورة قد مرّت في عدة مراحل من تطورها ونحن نعيش اليوم مرحلة جديدة من تطورها حيث استطاعت القوى الأكثر عقلانية من التغلب على القوى المتشددة من أمثال احمدي محمد نجاد وان يقودها أناس من أمثال حسن روحاني وجواد ظريف اللذين يعتبران اكثر انفتاحا على العالم، ويتحليان برؤية سياسية اكثر واقعية واكثر فهما لهذه المرحلة السياسية التي يمر بها عالمنا، ونتيجة لهذا الفهم الواقعي وحنكتهم السياسية استطاعوا من الوصول للاتفاق النووي مع الدول الخمس الكبرى زائد المانيا، هذا الاتفاق الذي رأت به الأكثرية المطلقة من دول العالم على انه انجاز تاريخي هام بالنسبة لشعوب العالم باستثناء حكام إسرائيل وفيما بعد لحقهم ترامب الرئيس الأمريكي الجديد الذي اعلن عن خروجه من هذه الاتفاقية التي اقرها مجلس الامن الدولي بالاجماع.

لا شك انني اختلف فكريا مع النظام الإيراني ولكن هنالك حقائق يجب ان تُسجل لصالح هذه الثورة، أولا انها انهت نظام الشاه الاستبدادي، هذا النظام الذي كان مرتعا للاستعمار الأمريكي والحركة الصهيونية، والحقيقة الثانية هو موقف هذه الثورة منذ بدايتها حتى اليوم وهو موقف معاد للاستعمار وبشكل خاص الاستعمار الأمريكي والحركة الصهيونية العالمية، وثالثا انها تدعم وبشكل مثابر قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها من الأماكن التي تحتاج لمثل هذا الدعم. رابعا انها أسهمت اسهاما هاما في مقاومة الإرهاب في سوريا من خلال دعم سوريا وجيشها الوطني في مقاومة الإرهاب المتمثل في داعش والنصرة وغيرهما من المنظمات التكفيرية التي عاثت فسادا واجراما ضد الشعب السوري.

إن الواقع يؤكد الدور العدائي لحكام الولايات المتحدة وحكام إسرائيل حيث انهم منذ اليوم الأول لهذه الثورة وهم يناصبونها العداء ويعملون بمختلف الأساليب من اجل عرقلة تطور هذه الثورة ولذلك يفرضون العقوبات المختلفة عليها ومحاولة شيطنة ايران تحت شعار دعم الإرهاب، ولكن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس انهم هم من خلقوا الإرهاب في العالم كله. وان كل الأساليب التي استعملت ضد الثورة الإيرانية قد باءت بالفشل.

وحكام الولايات المتحدة لم يرموا سلاحهم، سلاح التآمر على ايران ولذلك اخترعوا سلاحا جديدا وهو الصراع السنّي الشيعي بين الدول الإسلامية وكل هذا عن طريق حكام السعودية ودول الخليج التي تخاف على نظامها الوراثي والمجرورة وراء مخططات الاستعمار الأمريكي في هذه المنطقة، هذه الدول التي قال عنها ترامب انه لولا حماية أمريكا لها لما بقيت قيادتها في الحكم أسبوعا واحدا.

هذه التصريحات المهينة التي أطلقها ترامب لم تجابه بأي تعليق من قبل هؤلاء الحكام ولم يثوروا ضدها او يدافعوا عن كرامتهم حتى الذاتية ولكن على ما يظهر ان لمثل هؤلاء لا توجد اية كرامة.

بالرغم من كل هذه الاهانات يتبنون الاقتراح الأمريكي الذي يحاول إقامة حلف جديد في المنطقة يضم دول الخليج والسعودية وحكام إسرائيل ضد إيران تحت شعار الخطر الشيعي او الخطر الايراني المفتعل.

أمام هذا الواقع والتآمر المستمر من قبل القوى الرجعية العالمية لا يمكن لقوى السلام والتقدم في العالم الا ان يكون لها موقف واضح وثابت ضد الظلم والوقوف إلى جانب المظلوم والذي تحاك ضده المؤامرات منذ أربعين عاما حتى يومنا هذا. وهذا الأمر ينطبق أيضا على سوريا هذه الدولة التي تكالب عليها وضدها تحالف اجرامي عربي اجنبي للقضاء عليها وتفتيتها الى دويلات، ولكن وبالرغم من كل هذا التكالب والتآمر على الشعب السوري، ها هو هذا الشعب البطل يخطو خطواته الأخيرة في تحقيق النصر على كل هذه القوى العدوانية التي حاولت تركيع هذا الشعب وهذا كله بفضل الشعب وجيشه خلال ثماني سنوات. هذا بالإضافة الى الدعم الهام الذي قُدم من قبل حلفاء الشعب السوري مثل روسيا وايران وحزب الله، ولكن الحقيقة التي يجب ان تسجل وان تقال انه لولا الدعم الشعبي الكبير من قبل الشعب السوري لجيشه وقيادته خلال السنوات الأربع الأولى لما استطاعت سوريا ان تصمد امام هذا العدوان والتحالف الاجرامي الأمريكي والرجعي العربي، والذي جاء بعده الدعم الأكبر من قبل حليف الشعب السوري الا وهو دولة روسيا التي أسهمت مع الجيش السوري وحلفائه في القضاء على ما سُمي دولة "داعش" وباقي المنظمات الإرهابية والتكفيرية التي خلقتها وتبنتها أمريكا والدول العربية الرجعية التي صرفت حسب اعتراف ترامب الترليونات من الدولارات في هذه الحرب القذرة على سوريا وباقي شعوب المنطقة.

إن بشائر النصر النهائي الذي سوف يحققه الشعب السوري بدأت تلوح في الأفق بعد اعلان أمريكا عن انسحابها من سوريا ودخول الجيش السوري الى مدينة منبج وعودة السفارات العربية الى دمشق، كل هذا يؤكد ان الشعب السوري سوف يحقق انتصاره الكامل وكنس كل القوى العدوانية التي دنست التراب السوري الطاهر.

الحقيقة الأخرى والواضحة التي يجب ان تقال أيضا هي ان لهذه الثورة الإيرانية كان لها دور هام الى جانب الحلفاء الآخرين في هذا النصر الذي تحقق في سوريا في هذه المرحلة و"الخير لقدام" من اجل تحقيق النصر النهائي على كل اشكال العدوان الذي يحاول ان ينال من حرية واستقلال الشعوب، وكلنا ثقة وامل ان تكون السنة الجديدة سنة خير وسلام وتقدم لجميع شعوب الأرض.

(عرابة البطوف)

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب