news-details

تصويت تضامني للمشتركة

 

 

 

جدعون ليفي

هآرتس- 15/9/2019

 

* لا توجد أي وسيلة لإظهار التضامن مع المضطهد أكثر من التصويت للقائمة المشتركة كي نوضح لسخنين والناصرة والعفولة بأن هناك اسرائيل اخرى لن تقف مكتوفة الأيدي *

 

تذكير أول: توجد ظواهر مثل هذه تسمى تضامن وتماهي، وإن كنا منذ فترة طويلة لم نسمع عنها. تذكير ثاني: المواطنون العرب هو هدف لا يتوقف للهجمات، للإقصاء والاهانة. وبصورة أقوى في الحملة الانتخابية الحالية. تذكير ثالث: في النهاية، خلف الستار، بعد أن نخصم كل الاعتبارات المتطورة، الاستراتيجية والتكتيكية، يقف المواطن امام ضميره وينتخب البطاقة الاقرب الى قلبه. التصويت هو عملية للتعبير الشخصي والاستقلال الذاتي وخطوة من المشاعر والعقل والاخلاق، وهي تعبر عن الهوية الشخصية جدا. هذه المقدمة تؤدي بالطبع الى محاولة اقناع اشخاص بالتصويت بعد الغد لصالح القائمة المشتركة.

هناك عدد قليل من اليهود الاسرائيليين الذين يمكنهم تصور ما هو معنى أن تكون عربيا في اسرائيل. أن تتحدث العربية في الباص وأن ترتدي الحجاب في القطار وأن تنكشف على الاهانة في الشارع وفي وسائل الاعلام وأن تحاول استئجار شقة في تل ابيب لترى أن اخوتك يتم سحقهم تحت الحذاء الوحشي لدولتك. لا يوجد يهودي في العالم يعيش في ظروف كهذه الآن. لغتك مقصاة وهويتك ممسوحة وماضيك غير قائم وكارثتك لم تحدث ووجودك في البلاد مشروط وأنت دائما مشبوه، اخوتك هم الاعداء وأنت الطابور الخامس.

الحملة الانتخابية الحالية أدت بالتحريض الى مستوى متدني جديد. بالنسبة لليمين، فان خمس ابناء البلاد هم كيس اللكمات الذي بواسطته يجرفون الاصوات – لا يوجد اليوم أمر شعبي وموحد جدا من زرع الكراهية ضد العرب. ايضا الوسط يشارك في احتفال التحريض. ايضا هو لن يجلس في أي يوم مع العرب. في اسرائيل الكهانيون والنازيون الجدد هم أكثر شرعية من العرب.

المعركة تدور حول ابعادهم من الحياة البرلمانية وحول نزع الشرعية الى درجة اخراجهم خارج القانون. كنيست يهودية ليست فقط كابوس آخر الزمان، بل هي اصبحت فعليا حلم قريب. بعد ولاية أو ولايتين سنكون هناك. منذ الآن يجب أن نأخذ في الحسبان فقط 110 أعضاء كنيست. العرب لا يتم أخذهم في الحسبان. ما الذي يسألونه حولهم، مثلا، هل مسموح لهم التواجد في لجنة الخارجية والامن، هذه اسئلة غير مشروعة في أي برلمان في العالم، عندما يدور الحديث عن يهود مثلا.

احتمالية الانضمام للحكومة التي طرحها ايمن عودة، رفضتها الاحزاب الكبيرة باستخفاف. افيغدور ليبرمان، أمل اليسار، لم يوافق على الجلوس قرب عضو من القائمة المشتركة في الكنيست، ولم يتم طرده بصورة مخجلة. تخيلوا ما الذي سيحدث لعضو برلمان اوروبي أو امريكي يرفض الجلوس الى جانب عضو برلمان يهودي. عندنا رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي يسمون الممثلين الشرعيين للمواطنين العرب بـ "مؤيدين للارهاب" و"مخربين".

يمكننا أن نخجل من هذه الظواهر، أن لا نحرك ساكنا، ويمكن القيام بالخطوة الوحيدة التي يجب أن تقضي بوضع نهاية لها. أو على الاقل اعطاء علامات للمواطنين العرب بأنهم ليسوا وحدهم. إن حجم القائمة المشتركة لا يقرر المصائر، هي ستكون القائمة الثالثة في حجمها والاخيرة في اهميتها في الكنيست. المهم هو أن عدد كبير من اليهود سيصوتون لصالحها. هذا سيكون التصويت الاحتجاجي الحقيقي ضد اليمين وضد العنصرية، اظهار التضامن الحقيقي مع المضطهد.

عرب اسرائيل يستحقون ذلك وهم بحاجة اليه. إنهم يستحقون معرفة أن الجميع ليسوا جلعاد اردان، الطبيب العربي في المستشفى والممرضة والصيدلانية والنادل وعامل البناء الذي يبني البلاد، جميعهم يستحقون أن يعرفوا بأنهم ليسوا وحدهم في بلادهم ودولتهم، وأن اسرائيل لن تلفظهم في أي يوم من جوفها، مثلما كان يريد الكثيرون. عشرات آلاف اليهود الذين سيصوتون لممثليهم هم الوسيلة لنقل الرسالة. الحرب ضد الأبرتهايد تبدأ بهذه الخطوة الصغيرة.

مسموح ايضا أن مشاعر الذنب العميقة والمحقة، أن تكون أحد الاعتبارات في الانتخابات. مسموح اظهار التضامن مع الضعيف وأن نضع جانبا كل الاعتبارات الأخرى، حزب كبير، كتلة كبيرة – الذي لا أحد أن يقدر بصورة صحيحة اهميته. مسموح ويجب علينا الاظهار لسخنين والناصرة، وأيضا لنوف هغليل والعفولة، أن هناك اسرائيل اخرى، لن تواصل الصمت والجلوس مكتوفة الأيدي.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب