news-details

دعكم من العيسوية

محمد عبيد، من سكان العيسوية ابن 20، قتل يوم الخميس الماضي بنار شرطي. يكاد لا يكون خلاف على حقائق الحدث: عبيد قتل في زمن المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وافراد الشرطة في قرية تقع تحت الحرم الجامعي في جبل المشارف في القدس.

وحسب الشرطة، اطلق عبيد العابا نارية نحو مجموعة من أفراد الشرطة، امتشق احد افراد الشرطة مسدسا واطلق النار عليه. اصابت الرصاصة صدره، فمات بعد وقت قصير من ذلك. الالعاب النارية هي سلاح منتشر جدا في الضفة الغربية وفي شرقي القدس. عشرات الاف الالعاب النارية تطلق كل سنة، بعضها في تصويب مباشر نحو افراد الشرطة. ورغم ذلك، تكاد لا تذكر حالات من الاصابات كنتيجة لنار الالعاب النارية – مما يثير اسئلة حول مدى الخطر المحدق بالشرطي والحاجة الى استخدام النار الحية لتحييدها.

مثلما بالنسبة للسكان من اصل اثيوبي، هنا أيضا يجب طرح اسئلة أوسع بالنسبة لسلوك الشرطة في العيسوية وفي القدس الشرقية. وفي السنوات الاخيرة تبنت شرطة القدس سياسة حملات انفاذ للقانون واسعة موجهة ضد احياء كاملة. في هذه الحملات يشارك مئات من أفراد الشرطة، ممن يغلقون المداخل والمخارج ويفحصون بتشدد كل سيارة في محاولة لايجاد سبب لتسجيل مخالفة له. واضافة الى ذلك تجرى جولات دورية مسلحة لاستعراض الوجود. واحيانا ترافق حملات الشرطة اعمال تقوم بها سلطات اخرى – لجباية الضرائب ولفرض الغرامات لاسباب متنوعة.

الرسالة غير المعلنة، التي تنقل المرة تلو الاخرى في احاديث شفوية بين الضباط وسكان الحي هي ان الحملة تستهدف حمل السكان على التوقف عن رشق الحجارة على افراد الشرطة الذين يدخلون الى القرية. بكلمات اخرى مغسولة اقل: هذه حملات عقاب جماعي.

لقد بدأت الحملة في العيسوية قبل نحو ثلاثة اسابيع، وتضمنت اجتياحات يومية على القرية والتحرش بسكانها. معظم اصحاب الاعمال التجارية في القرية اختاروا اغلاق محلاتهم، والسكان اغلقوا على انفسهم منازلهم خشية الاصطدام مع الشرطة. تطرفت الاحداث في القرية، حتى موت عبيد. موته، مثل حقيقة أن الشرطة اصرت على عدم تسليم جثمانه للعائلة على مدى أربعة ايام، ضمن استمرار العنف. عشرات السكان اصيبوا في الاحداث.

ان السلوك الشرطي تجاه العيسوية ليس قانونيا، ليس اخلاقيا وليس ناجعا. هذه سياسة تعاقب سكانا عدون 20 الف نسمة بسبب افعال يقوم بها افراد، وتزيد احساس الاهانة والغضب لدى سكان شرقي القدس، الذين بدورهم يشعلون نار العنف تجاه افراد الشرطة. حسن يفعل قادة الشرطة اذا ما أمروا بوقف حملات الانفاذ المبادرة اليها، وبتحقيق حقيقي للاحداث التي أدت الى موت عبيد.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب