news-details

سلاح اللاعنف| سهيل عطاالله

عندما احتلت اسرائيل غزة وأخواتها عام (67) احلوْلك العيش في القطاع وقبَعت المدينة تحت قبضات الاسرائيليين.

بجبروت الزعماء الاسرائيليين وسلاحهم من جهة وخنوع الزعماء العرب من جهة اخرى ركعت غزة عند اقدام المحتل المتغطرس المتجبر! فما كان على ابناء فلسطين إلا ان يقاوموا الدخيل المحتل بشنهم عليه الحرب النفسية الباردة غير الساخنة. كان جنود الاحتلال متمترسين في كل مكان.. في الزوايا والحواري والازقة!!

في حربهم على العنف باللاعنف (عنف المحتل ولا عنف المسلوب)، اعتمر الغزّيون مسلك ازعاج الدخيل نفسيا وذلك بربط أذناب القطط بالمعلبات التنكية الخاوية لتحوّل بقفزها وركضها صحو جنود الاحتلال الى كوابيس نهارية تقلق الابصار والبصائر!!

لم يحارب المتمترسون القطط.. لقد تعاطفوا معها لأنهم من جماعة الرفق بالحيوان.. لم يطلقوا رصاصة واحدة على القطط طالما اصحابها متواجدون في الأسْر والخيام وعتمة البيوت المتداعية!! لقد كانت ايدي جنود الاحتلال حريرية ومخملية في تعاملها مع الحيوان لكنها بربرية وهمجية مع اصحاب الحيوان وسكان المكان!

هذه المقاومة التنكية القططية تذكرني بمقاومة البوذيين الهنود لعساكر الانتداب البريطاني يوم كانوا يصولون ويجولون في الهند وربوعها. كان الرهبان البوذيون يقفون صامتين في الازقة وجوانب الشوارع وكانوا يملأون الارض بالبصاق دونما كلام!! كانوا يتفون البصاق مع مرور المحتلين!! برصاص اللعاب كان الهنود يحاربون الغزاة الدخلاء.. تلك هي لغة الجسد التي بها حاور المسلوب سالبه!!

أنماط المقاومة السلمية هذه تنهض فاعلة افعالها في عصرنا هذا حيث يقبع آلاف الاسرى من ابناء فلسطين في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي.

في هذه السجون نجد الاسرى الفلسطينيين يحترفون الجوع رافضين الركوع يقاومون الجور والقمع!! يقاومون بتحويلهم ساحات السجون الى باحات نضال تمتد من خارج القضبان الى داخلها!

بالأمعاء الخاوية يقاوم الاسير عنف السجانين! بسياسة القمع وكمّ الافواه لا يستطيع الحاكم الظالم الاستمرار في ظلمه وظلامه.. بصمود المظلومين تتهاوى المعتقلات وتخفت اصوات التهديدات.

تحية اجلال لماهر الاخرس الذي بصيامه ومهارته أخرس السجانين القامعين السالبين!!

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب