news-details

شباب دائم في عالم غريب بعيد| سهيل عطاالله

كنت في زيارة ولمدة شهر وأكثر في استراليا حيث يقيم أخوان لزوجتي.. يقيمان في مدينة سدني.. حينها كنت أتردد فيها على مكتبة في حيّ سكني القريبين، وفي أحد الأيام وفي حانوت بيع الكتب شاهدت مسنة يصطحبها شاب يافع اعتقدت أنه حفيدها وتعارفنا متجاذبين أطراف الكلام لِتَلْتحفني الدهشة لاكتشافي بأن اليافع ابن العشرين كان ابنا للعجوز ابنة التسعين.. رأت السيدة استغرابي فقالت:

لقد ولد ابني هذا يوم كنت في السبعين من العمر، فسألتها كيف لابنة السبعين أن تحمل وتُنجب؟! قالت: هذا أمر عادي في قبيلتي.. وسألتها: أية قبيلة؟! قالت: أنا باكستانية من قبيلة الهونزا وسرد لي ابنها معلومات لم أعرفها من قبل.

في حديثي معهما رأيت أن السيدة من قبيلة باكستانية قلما يمرض أفرادها والنساء لديها قابلات للإنجاب حتى الشيخوخة.

تسكن قبيلة الهونزا في جبال باكستان في وادٍ يُدعى وادي الخالدين.. واقع حياتهم هو شبابهم الدائم وذلك بفضل أكلهم الصحي وقوامه الخضراوات والفواكه.. يعملون بنشاط دائم ولا يعرفون الكسل، فالكسل والترهل لديهم مفقودان لأن الحالتين تهددان صحة القلب والدماغ.. لا مكان وحتى لا وجود للأوبئة واسقام السرطان والسكر وضغط الدم في حياتهم!!

تقول موسوعة بريتانيكا إن أبناء القبيلة يبقون في كامل نشاطهم حتى بلوغهم المئة عام أما أعمارهم فتبلغ القرن ونصفه ولهذا أطلق على الوادي الذي يسكنونه وادي الخالدين.

قبيلة الهونزا قبيلة لا تعرف المرض ولا تشيب.. هم لا يستحمون إلا بالماء البارد حتى في أيام الشتاء.. يعتمرون السير عراة.. يقطعون المسافات مشيا على سطح أنهار جليدية.. لا يعرفون التكنولوجيا في حياتهم وربما لهذا كله لا تعرف أجسادهم الاسقام والعلل.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب