news-details

شبان فلسطينيون ينشئون أول مدرسة لتعليم فنون السيرك للأطفال في قطاع غزة

   غزة - (شينخوا) - بخفة ورشاقة يستعرض الفتى قصى محمد مهاراته في ألعاب الجمباز والأكروبات الهوائية بإتقان داخل خيمة كبيرة أقيمت على أطراف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

    ويتجمع عشرات الأطفال يوميا داخل الخيمة الكبيرة المقامة على مساحة دونم لتلقي تدريبات مختلفة من مهارات وفنون السيرك على أيدي مدربين محليين في محاولة لتفريغ طاقاتهم السلبية.

    وما إن تطأ قدماك الخيمة ترى مجموعات صغيرة من الأطفال يرتدون زيا موحدا يمارسون ألعاب الجماز والأكروبات الهوائية والمهرجين وسط أجواء من الفرحة والحماسة.

    وأصبحت الخيمة المصنوعة من النيلون المقوى ذات الألوان الفاقعة الأحمر والأصفر أول مدرسة رسمية لتعليم الأطفال فنون السيرك باسم "نجوم غزة" وبتأسيس من مجموعة شبان هواة كانوا يمارسون الألعاب منذ سنوات.

    ويقول محمد (12 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ممارسة الأكروبات الهوائية ساعدته بشكل كبير على التخلص من خوفه الداخلي ومنحته الشجاعة في مواجهة المواقف الصعبة في الشارع.

    ويضيف الفتى الذي يتمتع ببنية جسدية إن حياته قبل التحاقه في ممارسة الرياضة وفنون السيرك كنت "انطوائيا وخجولا، وأخاف أن أشارك في أي ألعاب مع أصدقائي سواء كان في المدرسة أو الشارع".

    وتعمل المدرسة على تنظيم عروض لطلابها ليستعرضوا قدراتهم على تنفيذ فنون السيرك في الشوارع والمدارس والمؤسسات من خلال نصب خيم متنقلة لهم، وذلك لتشجيعهم على مواجهة الجمهور في القطاع.

    وأبدى مؤسسو المدرسة فرحة عارمة بعد تمكنهم أخيرا من تحويل الحلم الذي طال انتظاره إلى حقيقة، من خلال نشر ثقافة فنون السيرك في المجتمع داخل قطاع غزة.

    ويقول ماجد المسلمي أحد المؤسسين للمدرسة لـ((شينخوا)) إن حلمه بدأ فعليا في العام 2015 عندما بدأ ممارسة فنون السيرك لوحده داخل منزله في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

    وفي ذلك الوقت كان يعتمد المسلمي (28 عاما) على نظرية "المحاولة والفشل"، وذلك بمحاكاة ممارسي فنون السيرك التي يراها عبر التلفاز والانترنت بين الحين والآخر.

    وبعد عام واحد فقط، تمكن الشاب من إنشاء فريقه الخاص المكون من أصدقائه الذين يمتلكون نفس الميول والشغف في ممارسة تلك المهارات في وقت لم يكن يوجد في غزة أي من متقني فنون السيرك.

    وحاول المسلمي بدء الفكرة بنفسه وأصدقائه للتعلم ذاتيا كيفية ممارسة فنون السيرك، معتمدين على لياقتهم البدنية وقدرتهم العالية على تعليم المزيد من المهارات.

    ومع ذلك لم تكن الأمور سهلة كثيرا بالنسبة لماجد ورفاقه، فكانت هناك الكثير من المحاولات الفاشلة لتنفيذ بعض المهارات وبخاصة الأكروبات الهوائية التي تعتمد بشكل كبير على اللياقة البدنية والخفة في الحركة من أجل إتقانها.

    ويقول المسلمي "في بعض الأحيان كان يسقط أحدنا على الأرض من منطقة مرتفعة، فتنكسر قدمه أو يده، وفي أحيان أخرى كنا نتقن تلك الفنون بسرعة.

    ولكن بسبب إيمانه بحلمه وإصراره على تحقيقه تمكن الشاب من توسيع فريقه الذي يمارس تلك الفنون بعد عدة أعوام من الصواب والخطأ في ممارستها ليصبح عددهم عشرة أشخاص.

    ومن أجل تطوير مهاراتهم تلقت تلك المجموعة من الأصدقاء العشرات من التدريبات شهريا على أيدي متطوعين أجانب كان أبرزهم الإيطاليين، كي يتمكنوا من ممارسة تلك فنون في الأماكن العامة.

    ويقول عمر مصطفى أحد المدربين في المدرسة "بعد سنوات من العمل الجاد والإصرار على أن نصبح أول مجموعة شبابية تتقن ممارسة فنون السيرك والألعاب البهلوانية، قررنا أن ننشئ المدرسة لنعلم الأطفال على ممارسة هذه الهواية".

    ويضيف بعدما أنهى جولته بتدريب طلابه على كيفية ممارسة الأكروبات الهوائية، "نستطيع أن نقول الآن إن أهل غزة أصبحوا قادرين على صناعة الفرح بأنفسهم بدلا من الغرق في المعاناة طويلا بسبب الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة".

    ويتابع أن الأطفال داخل المدرسة يستطيعون التنفيس من خلالها عن طاقاتهم المكبوتة ويُنْمّو مواهبهم الرياضية عبر ألعابٍ بهلوانية مُتنوعة يتم تدريبهم عليها بكل إتقانٍ".

    ولا يقتصر دور القائمين على المدرسة على تعليم الأطفال على مهارات السيرك فقط، ولكنهم يأملون بتحقيق أحلام بعض الأطفال الموهوبين في خوض منافسات سيركٍ دولية أسوةً ببقية أطفال العالم.

    وتلقى العروض الترفيهية إعجاب الأطفال وذويهم، حيث يقول محمد صالح من سكان القطاع، إن أطفاله يشعرون بسعادة حين يشاهدون مثل هذه العروض الترفيهية.

    ويضيف صالح (35 عاما) بينما كان يراقب ابنه وهو يمارس حركات بهلونية إن "العروض تُحفز الأهالي على تسجيل أبنائهم في مدرسة السيرك، للتعلم على هذه المهارات، فهي تساعد الأطفال على التخلص من ضغوطهم النفسية".

////ص

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب