news-details

شوال (كيس) الشمينتو (الاسمنت).. يتكلم | غالب سيف

تفصلنا عن المعركة الانتخابية للكنيست في 1.11.22 أيام قليلة، فيها يبدو وكأنها معركة خاملة ولا اهتمام فيها ولا نقاش جوهري يُطرح في خضمها وممنوع ان يكون للعرب دور لا حاسم ولا غيره فيها، بل كل الضخ الإعلامي ونشاط الأحزاب الصهيونية وكل من يدور في فلكها وهو تحت وطأتها، في العلن والخفاء، يحاولون اقناعنا كعرب ان مشاركتنا فيها، حتى العادية هي في ادنى مستوياتها وفي احسن الظروف ستصل الى 42%، وعلى ذمة هذا الاعلام وتقييماته هناك الكثير الكثير من الأسباب التي تستدعي هذا الامتناع، وان الجمهور العربي لن يقبل التصويت وسيرفضه بحماس منقطع النظير وبترحاب، لأنه بهذا الفعل الطائش وغير المسؤول والانتحاري في نظر كل عاقل " سيفش" له خُلقه!.. من النواب العرب الذين فيهم فقط آفات وسلوكهم فيه فقط القرف، ومن أعظم هذه الآفات اهتمامه الكلي بالقضية الفلسطينية غير عابئين بوجود جمهور اوصلهم للكنيست وله قضاياه اليومية الحارقة والمنسية بالكامل من قبل هذه القيادة الفاشلة. مع ان المعطيات الرسمية التي أعلنتها الكنيست تقول ان معطيات أعضاء الكنيست العرب بالمقارنة هي الأجود من بين باقي الأعضاء، وانهم يحتلون المراتب الأولى في النشاط، وان 90% من هذا النشاط المبارك والوفير والغني موظف 100% لقضايانا اليومية وفي شتى المجالات.
في السياق استنجدت بقصة شوال الشمينتو التي حدثني عنها رفيقي الدكتور عفو اغبارية ابن ام الفحم التي تعتبر بحق أيقونة نضالية مُشرفة وهكذا نعهدها، وهو عضو كنيست سابق واليوم رئيس جبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة، قصة حكاية وتحكي، وتناسب ان تكون عيِّنة وحقيقة تتناسق وتؤكد معطيات الكنيست الرسمية عن أداء نوابنا المُشرّف.
بدايتها ان أحد عمال البناء أراد المزاح مع الرفيق عفو عندما طلب منه مازحا ان يسعى لتخفيف وزن شوال الشمينتو من 50 كغم الى 25، لأن ال 50 كغم حلت له ظهره. الرفيق عفو ومن حسه الطبقي لم يعتبر الأمر مزحة، وانما من حسه الطبقي وفكره وعقيدته وتعاطفه مع هذا العامل ومعاناته، بادر بكل جدية وطرح مسودة قانون يُجبِر شركات انتاج الاسمنت الى تخفيف وزن الشوال الى 25 كغم، معتبرا ان الأمر ضروري للعمال ولكنه ليس قضية امنية او قضية أخرى لها اعتبار يمنع هذا التشريع. في الواقع اتضح ان الأمر لم يكن لا بسيطا ولا مُبسطا بالمرة، وتحول الى صراع مرير مع الشركات الرأسمالية صاحبة الشأن مما حول سن القانون الى امر مستحيل، وتحت ضغطها تم تعطيل المشروع.
بعد فترة وبالصدفة توجه رئيس لجنة العمل في الكنيست والذي ساهم بهذا التعطيل للرفيق عفو واوصل له سلام حار من احد المقاولين من بلده الغالي ام الفحم، ولما استشف الرفيق عفو ان العلاقة بين المقاول وهذا النائب متينه جدا، اخبره ان المقاول في حالة صحية بائسة وكنتيجة من الوزن الثقيل لشوال الشمينتو، وان هذا النائب احد المسؤولين عن تدهور صحة صاحبه الحميم، لأنه ساهم بتعطيل سن القانون المُقترح، لأنه والآخرين رضخوا لضغوط الشركات ومصالحها، حديث الرفيق عفو اثر على هذا النائب والذي طلب منه ان يجدد مبادرته لسن القانون، وهذا ما جرى، الا ان انتخابات للكنيست في حينه أوقفت انهاء مراحل تشريع القانون، والرفيق عفو لم يتخلى عن المحاولة بل اوكل بعده الرفيق الدكتور يوسف جبارين بملاحقة حثيثة لهذا المطلب الطبقي، وبدوره وبالفعل هذا ما عمله الرفيق يوسف، وهكذا تم سن القانون. واليوم شوالات الشمينتو وزنها 25 كغم وتتكلم وتنطق وتُكذّب الاعلام الصهيوني الذي لا يريد لهذا الصوت الطبقي والقومي والعادل والصادق ان يصل لمواقع صنع القرار وسن القوانين، لأن صوت اليمين الفاشي الترانسفيري احق وابدى منه بهذا الموقع، بالفعل نظرة استعلائية مُستخفة بعقول جمهورنا وبمستوى وعيه ومنسوب ضميره ولا تستاهل منا سوى الإدانة والتنديد والاستنكار ورفضها والعمل بما يتناقض معها بالكامل، وتملي على كل عاقل ومسؤول وصاحب ضمير حي ان يوفي نوابنا المهتمون بنا وبقضايانا وبكرامتنا حقهم، وان نرفض جملة وتفصيلا الدعايات والدسائس والأكاذيب الصهيونية والذين تحت بنديرتها وذيلها لآنها بالفعل كاذبة ومفترية، ونوابنا يستاهلون منا الشكر والعرفان وتجديد الثقة بهم، لذلك لنكثّف التصويت ونهرول نحو صناديق الاقتراع كمن يعطي الدواء لهذا الداء العنصري. 

(كاتب المقال المرشح السابع في قائمة الجبهة والعربية للتغيير العريقة والمجربة)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب