news-details

صباح الخير: السّاعةُ..

أَنا لا أَقصِدُ السّاعةَ الآلةَ وإنَّما السّاعةُ الّتي تُساوي سِتّينَ دَقيقةً، وبِفعلِ تراكُمِ الدَّقائِقِ تُصبِحُ أَيّامًا فَأَسابيعَ فشُهورًا فَسِنينَ فقُرونًا.. في هذا التَّراكُمِ الَّذي هو الزَّمنُ تمُرُّ أَحداثٌ تَتْلوها أَحداثٌ، مِنها ما يَخْدُمُ البَشَرِيَّةَ، ومِنها ما كانَ لَعْنَةً عَليها.. هذا الَّزَّمنُ أَصبَحَ عِلمًا اسمُهُ التّاريخُ؛ وعُمْرُ الإنسانِ من هذا التّاريخِ مهما طالَ، قد يكونُ جُزْءًا من جُزْءٍ من ثانيَةٍ من هذا التَّراكُمِ الزَّمَنيِّ، معَ أَنَّنا نراهُ في لا وَعْيِنا طَويلًا!

السّاعةُ إذًا سِتونَ دقيقةً، وهذا في رَأْينا تَعريفٌ مَجازيٌّ، فقد تطولُ الساعَةُ أو تقصُرُ، ذلكَ بحسَبِ حالَةِ الإنسانِ النَّفْسيَّةِ؛ فالحزينُ مَثَلًا تَمُرُّ السّاعَةُ عليهِ كَأَنَّها دهْرٌ، وأَمّا السَّعيدُ فتَمُرُّ عليهِ مَرَّ الثّانِيَةِ.. وأَكثرُ من ذلكَ فساعةُ العاملِ البَسيطِ جُهدٌ وعرقٌ،محروقٌ صَيفًا مجلودٌ شِتاءً بأَجْرٍ زهيدٍ؛ وساعةُ صاحِبِ العملِ راحَةٌ في غُرَفٍ مُكَيَّفَةٍ، وأَرباحٌ بالملايينِ.. وأَمّا ساعَةُ العاطِلِ عنِ العملِ فهيَ إحساسٌ قاتِلٌ بالفشَلِ والدّونِيَّةِ مِمّا يزيدُ من قَناعَتي بأَنَّ البِطالَةَ نَهجٌ مقصودٌ في دُوَلِ رأْسِ المالِ هدفُهُ إِذلالُ الإنسانِ ليظَلَّ بحاجَةٍ الى صاحِبِ العمَلِ طالِبًا رِضاهُ صابِرًا حالِمًا بِغَدٍ تسودُهُ العدالَةُ الاجتِماعِيَّةُ.. ومَهما أَطَلْنا أَو أَوجَزْنا في طرْحِنا سَتَظَلُّ أَجَمَلُ السّاعاتِ ساعَةً نكونُ فيها سُعداءَ.

صباحُكم سُكَّر

 

حسين مهنّا

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب