صباح الخير: المشتركة والمشاركة
لأسفِنا غابت المشتركة ولسعادتنا بقيت المشاركة. يبدو ان المشتركة جسد فان اما المشاركة فهي الروح الباقية العصية على الفناء. هذا ما كنت اردده بيني وبين نفسي غداة تقديم القوائم للانتخابات البرلمانية في التاسع من نيسان القريب، ما رأيناه وسمعناه قبيل وعشية موعد تقديم القوائم ثبّط عزائمنا ولم يثلج صدورنا فرحيل المشتركة امسى كابوسا يقض مضاجعنا.. ايام عصيبة مرت علينا نسمع فيها ما ردده بعض ممثلينا منشدين تراتيل النرجسية والقبلية!!
لأسفنا ذهبت المشتركة لتربض مكانها ولفرحنا مشتركتان فالمركبات الاربعة امست رافديْن في نهر عربي فلسطيني واحد. كنا نريد ان يبقى هذا النهر موحدا بروافده الاربعة لكنه انقسم الى رافدين. هذا ما حصل لكننا على يقين ان مياه هذا النهر ستبقى سلسلبيل مشاركة وستبقى فراتا عذوبته مصل يتدفق في عروقنا لنبقى مواطنين اصحاء اقوياء نحمي وجودنا ولغتنا وهويتنا في وطن نحن فيه متجذرون اصلاء نرفض الخنوع والركوع.
في الذود عن همومنا المشتركة ننصب شركا بين خيوطه وحباله سيتهاوى السالبون، وفي شباكه سيختنق المنتهكون الحاقدون في شراكتنا هذه ندفن العائلية والطائفية.. في شراكتنا هذه نعلنها اننا على قلب واحد نعيش متكاتفين تحت سقف واحد حيث لا تفرقنا انانية ولا مكاسب شخصية ولا مناصب.
عند وصول ممثلينا في القائمتين الى البرلمان سنقولها مجلجلة اننا ابناء امة ترفض الاذلال والخنوع.
ليعلمْ جمهور المنتخبين اننا تحت لواء القائمتين سنبقى في زوارق عصية على الاعاصير والانواء.. تحت سقف القائمتين نكون اقوى ولن نكون من المستضعفين المهمشين.
لنعلمْ اننا مع المقاطعة والنأي عن الاقتراع سنكون لقما سائغة في افواه وبين انياب الحاقدين الظالمين من اهل اليمين المجهزين علينا لغة وهوية ساعين الى تهجيرنا من دولة ليست لكل مواطنيها.
إضافة تعقيب