news-details

طـُب الجرّة...

عندما يشهر الناقد سيفه على طيور ذاكرتي يجردني من حقي الطبيعي بالحياة، أستل إبداعي وألملم كلماتي وأستمر. عندما يشهر الناقد سيفه ليقطع رأس تعابيري الحانية تنبعث رائحة النرجس لتهمس كفاك اجترارا للكلمات وابحث عن ملهاة غيري. كفاك تسكعا في زوايا عمري فيكفيني فخرا أنّي منحتك الإلهام وبدوني أبدا لن تكون، فمع كل سجدة وسجدة أصلّي من أجلك، علّمني يا رب أن أقذف جارحي بزهرة، علّمني كيف أطهّر حقده وأحوله لحب وحنان علّمني يا رب كيف أرفعه للمثل والقيم، لا أن اهبط إليه فيجرفني حقده ويبتلعني.

ساعدني يا الله أن أحوّل جحده لعرفان اجعلني أحبه بكل أحاسيسي وبكل مشاعري لأستطيع التّغاضي عن عيوبه وخطاياه وان كثرت. ولنبدأ من جديد. يا رب أزح الغشاوة عن عينيه ليرى الجانب الحلو فينا وليبصر أنّ لدينا العقل والقلب ولنا الشعور والإحساس وبإمكاننا الغوص في بحور الابداع والتحليق في عالم الفن وبناء حدائق من الكلمات.
احرق النميمة في نفوسهم يا إلهي وطهّرها كي تستوعب حبنا ولا تجعلهم ينهمكون بالقشور وبتوافه الأمور غير آبهين به يا الله. فكلما جادت قريحة الرجل بالأمثال الشعبيّة ويبدع حين يكون المثل محطا من قيمة المرأة كمفكرة وأديبه وشاعرة فينتشي حين يسمع هذا المثل طب الجره على تمها البنت بتطلع لامها.
فالفتاة التي تخطو نحو سن المراهقة تعتريها بعض التخبطات والصراعات، وأي تصرف غريب وغير حكيم تظلم الأم وتلصق البنت بأمّها، كيف لا وهي التي أورثتها كل صفاتها الجميلة والقبيحة. غلاظة الطّباع والطيبة والوداعة. البنت لأمّها اللهم في حالات التفوق بدراستها ومواهبها وإبداعاتها يلصقونها بأبيها فاخترعت هذا المثل وقلت: "الجرّه لما كفوها طلعت البنت لأبوها".
يكفينا تخلفا ولنعلم أنّ الابنة نتاج لزواج مشترك بين اثنين، بل تلاحم وارتباط مشاعر وأحاسيس وعواطف الأب والأم. وفي أي عرف نقول إنّ الصفات الحميدة للبنت موروثة عن الأب، والصفات الرعناء الطائشة موروثة عن الام. يكفينا استهتارا بمكانة المرأة ولنعترف بها كإنسانة أولا وقبل كل شيء. نرجسية أنا ككل نساء الارض أمقت النقد وأمطرك بوابل غضبي إن جرحتني.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب