news-details

على ماذا تدور المعركة اليوم | فاتن كمال غطاس

مشهدان لهما دلالة كبيرة، احدهما كان في الأمس في الطيبة، تظاهرة ضد امر هدم منزل لمواطن على أرضه وفي وطنه، بمختلف الحجج. 
واليوم استوقفني مشهد لأربع شباب يهود يدخلون السجن لرفضهم الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، يدفعون ثمن موقف سياسي مشرف لكل يهودي في بلادنا.

هذا هو جوهر الصراع الحقيقي في إسرائيل،هذا املنا وعملنا لخلق تغيير نوعي في المجتمع اليهودي، يقف أمام الانحدار السياسي في اسرائيل، ومع حق الفلسطيني بدولة مستقلة ذات سيادة.

هذه القضايا التي تشغل الناس ونحن أول من يحمل هموم الناس، كنا في تظاهرات تضامن مع المعلمين، والأطباء المتخصصين في المستشفيات والظلم اللاحق بهم، قضايا غلاء المعيشة الفاحش، وأزمة المسكن بكاملها والهجوم المستمر على النقب.

في الشهر الماضي، قادت الشبيبة الشيوعيه 15 مخيما صيفيا لابنائنا في شتى البلدان، مخيمات ترفيه وتثقيف لبناء جيل وطني يعرف من أين تؤكل الكتف.

هذا هو العمل الوطني الميداني، هذا هو التحدي الاكبر لنا كحزب عريق، يسير كقائد في مقدمة المضحّين، الحزب الذي منع الأسرلة والتصهين وحافظ على الهوية القومية للأقلية الفلسطينية في إسرائيل، وحافظ على اللغة العربية، ونال بجدارة احترام العدو والصديق، ليس منه تطلب التعهدات.

سنبقى مرابطين وحاملين هموم الناس، كل الناس، لنكون خير خلف لخير سلف.

الى جانب هذا نستعد لتحدي الانتخابات، نمقت الانتخابات لكن نرى فيها التعبير عن أزمة الرأسمالية الصهيونية المغتصبة لارضنا والمحتلة والقامعة لشعبنا، الانتخابات هي ضريبة ندفعها للتأكيد على وجودنا وثباتنا في وطننا، الذي لا وطن لنا سواه. 

منذ شهرين نعمل جاهدين لتوحيد جميع القوى السياسية التي صمدت في الفترة الماضية، في مواجهة تيار الخنوع والتذلل الذي قادته الموحدة. 
لنا عتب كبير على إخواننا في التجمع الوطني الديمقراطي الذين افتعلوا معركة مع حلفائهم، بدلا من تصويب سهامهم للعنوان الصحيح، حكومة الاحتلال ورأس المال البشع، التي تعمل على اغناء الأغنياء وزيادة الفقراء فقرًا ، على هذه الحكومة بكل مركباتها، الموحدة وميرتس والعمل ولبيد، للأسف يوجهوا الانتقادات الى الخط الوطني الذي قاد معركة الصمود والبقاء وتحصيل الحقوق القومية والمدنية على مدى عشرات السنين. هذا "هدف ذاتي" في مرمى شعبنا، شعبنا يريدنا موحدين في مواجهة هذه الحكومة القذرة، التي بجرائمها مهّدت وتمهد الطريق لنتنياهو ومعه بن غفير، للعودة لسدة الحكم.

امام هذه المخاطر، ندعو لوحدة كفاحية، تناضل على البعد القومي والمدني وانهاء الاحتلال، وضمان الحرية لشعبنا الفلسطيني. بإمكاننا الاتفاق سياسيًا بأسرع ما يمكن، مع بقاء المساحة الكافية للاختلاف والتميز الايديولوجي لكل حزب في القائمة المشتركة.

شعبنا ملّ من النقاشات البيزنطية بيننا، ويعرف انه ما دمنا قد عملنا موحدين معا فإنه بمقدورنا الاستمرار معا.

لم ندخل بعد لعمق النقاش على كيفية الوحدة، الاختلاف على توزيع وترتيب المقاعد هو شرعي، ومن حق وواجب كل مركب ان يعمل على تحسين مواقعه، وقليلًا من التواضع ورؤية الواقع الميداني لا تضر ابدا.

لكن هذا يتم بالتجاوب حالًا مع ندائنا للجلوس معا على طاولة مستديرة لانجاز هذه المهمة بأسرع ما يمكن.مؤسف ان ندائنا المتكرر للجلوس معًا لم ينفذ حتى الآن. لكل حزب نقاشاته الداخلية لكن دعونا لا نصدّر هذه النقاشات ونعلقها على شماعة الآخرين.

أهلنا وشعبنا


الاحباط واليأس لا ينفع أحدا منًا، هو فقط يصب في مصلحة العدو المشترك، السلطة الغاشمة هي التي تسرق منا لقمة العيش، السلطة هي التي تهدم البيوت، السلطة هي اساس مصائبنا، وشركائها من الموحدة يريدون أن نقبل بهذه السياسة ونقتنع انه ليس بامكاننا تغييرها، وعلى هذا الموقف الانهزامي مستعدة الحكومة ان تدفع لنا ثمنا! ثمن للتنازل عن كرامتنا وعن حقوقنا وانتمائنا القومي.

دعونا لا نحمّل المشتركة بأحزابها المسؤولية عن  أزمة الحكم في البلاد، كافة أعضاء الكنيست من المشتركة هم الأفضل والمتميزين في عملهم البرلماني والميداني، هذا لا يعني عدم وجود انتقادات، لكن علينا رؤية الصورة كاملة.

بحث الحزب الشيوعي عن الحلفاء دوما، وكان نجاحه بقيام الجبهة، وكان المبادر لإقامة المشتركة، عمل لاقامة الاطر الجماهيرية النضالية الموحدة، وعلى رأسها لجنة المتابعة، وما زلنا نعمل لأكبر وحدة  نضالية.

هذه طريق طويلة وصعبة، لكننا مقتنعين بإمكانية نجاحها.نحن نقوم بواجبنا الوطني وفي نفس الوقت سنحترم كل قرار للشركاء، بهدوء ورويّة، وطول نفس، ورؤية سياسية بعيدة المدى بكل تواضع واخلاص لمبادئنا، وعهدنا امام  شعبنا بالعمل الدؤوب لتحسين حياتنا اليومية بكرامة قومية.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب