news-details

فضائيات بثياب مليشيات | سهيل عطالله

 

تفيض علينا الفضائيات بفيض من الفوضى.. فوضى مُمنهجة تسعى الى دفعنا نحو نهج لا نريده.. نهج حياة يُعكر صفو الأنام على الدوام.. هذا النهج الذي ارفضه هو التشرذم المقيت الذي يُقيم اسوارا فاصلة لعزل أبناء الوطن الواحد بعضهم عن بعض.

مالكو الفضائيات من أُمراء نفط وزعماء احزاب ومتشيعين مُتحزبين لمذاهبهم يتحلقون حول قاسم مشترك قوامُهُ اقامة امبراطورية (الأنا) .. في هكذا امبراطورية أكون (أنا) الصادق الأوحد الوحيد وغيري لا مكان للصدق في ذهنه ومن على شفتيه!

ببرامجهم وتحليلاتهم وفتاوى مرتزقتهم من ادعياء وخطباء يبتغون تفخيخ أذهاننا وابقاءها في خيام الضلال والظلام!

أما في ميادين السياسة وبالأحرى التسييس فلفضائية ما حق الهي في تقديس ما هو تدنيس!

عندما انتقل بعيني وأذني من شاشة فضائية الى اخرى أجد نفسي في محيط مليشيات متحاربة تتعارك بتشنجات وتحليلات ظلامية مُفبركة مُلفقة تنفُث سُمها وحقدها مستهدفة منطق وصواب افكار سواها!

والمضحك المُبكي ان المُزايدين الكاذبين لا يندى لهم جبين وهم يُسّوقون أفكارهم السُوقيّة لإبقاء شعبنا شيعا وفرقا متباغضة!

أجلس حائرا أمام فضائيات الدين او بالأحرى التديّن المسيحية منها والاسلامية على حد سواء.. فضائيات تعُجُ بالدعاة وكذبة الوعاظ الذين يصولون ويجولون في حيواتنا! الحقُّ يُقال أننا قوم لا ينقصنا دُعاة أدعياء بل تنقُصنا دعوة الى الحق وهداية الناس نحو الصواب.

لستُ من الحنبليين الذين ينشدون الكمال في كل شيء.. لكنني أنشد ان يغمد دعاة التفرقة سيوفهم في اغمادها كي يُتيحوا لدعوة الصواب أن تتوج افكارنا وأعمالنا بالخير والفكر السديد!

بفضائيات كهذه لن تُرمم الجُسور المقطوعة وسيبقى التفكُك نبض حياة أُمتنا.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب