news-details

في انتظار الردع |سهيل عطاالله

 

في غياب الردع، نعلّق المشانق للأبرياء بعيدا عن أعناق الأشقياء.

إداناتنا للأشقياء لا تحرق الشقاء، إداناتنا كلام رنان لا يجلب العقاب، والتساهل في العقاب يفتح شهية المجرمين للإجرام!

في التساهل وغياب الردع، نحوّل المجرمين إلى طيور سمندر– تلك التي تدخل النار ولا تحترق!

إن عقابا لا يردع ليس عقابا! وفي غياب الردع ننشر الافتراء ونقتل الأبرياء الأنقياء.

في أيامنا هذه، ننام على جريمة ونصحو على جريمة، ننام على جنازة ونصحو على جنازة.

إن ما يجري في قرانا ومدننا من سلب ونهب وهتك وانتهاك لا تداويه خيام العزاء ومسيرات الإدانة والاحتجاجات، فهذه مجتمعة نتاج صيدليات حافلة بالمسكنات. كلام الرثاء وتنكيس الرايات تقاليد عابرة سرعان ما يلفها الاجترار والابتذال، وهذه بتكرارها لا ولن تقص أجنحة العنف والإجرام، وفي غياب قص الأجنحة، تمارس هكذا طيور التحليق والطيران!

في غياب الردع تستشري الفتنة، وهذه أشد من القتل كما ورد في القرآن الكريم.

في غياب الردع، يحقنون أهل السوء بلقاحات تزيدهم سوءا، وفي مصلها يعطون الشرعية لأشرار الرجال كي يقتلوا نساءهم وبناتهم دون وخز ضمير!

في امتناعنا عن تأديب الأشرار، يبقى مجتمعنا متمرغا في وحول الرذائل.

في الحديث عن القتل لأجل عيون شرف العائلة، يتطاير الشرف وتفقأ عيونه، لتصبح العائلة بكل أفرادها فاقدة للشرف! في حضور مَن يؤمن بشرعية هكذا همجية يفقد الشرف وجهه، ليصبح رجسا ينغص علينا الحياة ويفقدنا الأمن والأمان. هذه الهمجية هي من أخوات الغدر والثأر والاغتيال.. بئس هكذا بربريات!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب