news-details

في رحيل الأب العزيز| د. فاطمة ريان

لم أعتد أن اناديه أيها الأديب أو الرفيق أو الاستاذ... 
ناديته "يا با" .. 
فكان يُمازحني في كل لقاء قائلًا:" شو يا با هاي انا بعدني شب صغير" 
ما أجمل روحك أيها العزيز. 
ترجلت عن صهوتك عزيزًا أبيّا تاركًا في نفس كل من عرفك بصمة خير ومحبة وإنسانية باقية حتى الأزل. 
سأفتقدك كثيرًا... 
سأفتقد معايدتك لي كل عيد، سأفتقد زيارتك السنوية محمّلا بالكرز الأحمر اللذيذ ، كنت تتصل بي قائلًا: ״ حضري فنجان القهوة يا بوي هياني جاي " تصل... فنجلس.. أصغي لحضورك، لهيبتك، لروحك المرحة، وأنهل من معرفتك... 
وقبل أن تودعني تمازحني قائلًا:" هياني شربتلك غلاية القهوة كلها" 
سيفتقدك الكثيرون وينعوك ، لكنّ فقدي لك سيظل ممزوجًا بعبرة عالقة هناك في عمق الزور... 
عزائي الوحيد ما عايشته مع أدبك العميق أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراة؛ موسوعة علميّة تراثيّة وطنيّة وإنسانيّة أنت. عميق الطرح سلس السرد، سهل ممتنع أسلوبك. عشت مناضلًا وكرّست قلمك لتصقل وتُؤسس لهويّة عربيّة فلسطينيّة لعرب ٤٨. محظوظة أنا بهذه الدراسة التي منحتني أبًا روحيّا مثلك أيّها الغالي. صاحب فكر متنوّر وعقيدة، منك ومن أدبك تعلمت، ومن أسلوبك الساخر النابع من قلب المرارة بكيت. ومن حسّك الفكاهي ضحكت. أمّا من إنسانيتك الحقة وطيبتك فقد تشبّعت وشبعت. أديب مسكون بهاجس الهم الجماعيّ أنت، ... آن الأوان أن ترتاح من هذا الهم الذي حملته سنين طوال. 
نم قرير العين هانئها أيها العزيز الغالي. 
رحمك الله وأحسن مثواك ووسع مدخلك وأبدلك دارًا خيرًا من دارك وأهلًا خيرًا من أهلك أيها الانسان المعطاء. 
رحيل العزيز محمد نفّاع

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب