news-details

قوّوا هذا الحزب بعد تطبيع ثالوث الاجرام والكذب | محمد نفاع

 لا اقصد أبدا التزمّت لحزبنا الشيوعي، على حساب الكثيرين من شرفاء الناس غير الحزبيين، اقصد تعلّم الدرس والعبرة مما حدث ويحدث هذه الايام، والاعوام التي سبقتها، والحذر من المزايدات الموسمية، بهدف كسب التأييد المؤقت الزائل على حساب القضايا الجوهرية. اثبتت الايام ان الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية يقفون في خندق واحد، ضد شعبنا العربي الفلسطيني البطل وحقه المشروع الذي لا غبار عليه، وضد كل من هو معاد لهذا الثالوث.

احدى ميزات هذه الايام والاعوام، هذا الالتقاء المباشر بين مركبات هذا الثالوث، ما كان سرا بالأمس صار علنيا مكشوفا مفضوحا حتى لمن به صمم.

قد تكون الاجيال الشابة لا تذكر مزايدات السعودية وقطر وامثالهما من نظم الخليج، وتوجيه اسهمها السامة ضدنا نحن، الحزب الشيوعي الأممي اليهودي العربي، عن طريق اتباعها المتعيّشين على ما تقدمه من رشوات ملطخة بالنذالة والحقارة، وهي فتات. هذا ما قاله الشيوعيون قبل عشرات عديدة من السنين، البعض كان بخيلا في ادانة الرجعية العربية. كان "الفرَج العربي" كما قال إميل حبيبي باللّاءات والرفض والمتاجرة بالقضية الفلسطينية لخداع الشعوب العربية وكأن الهاجس والشغل الشاغل لهذه النظم العفنة هو قضية فلسطين! استغلوا ذلك اقتصاديا ومعيشيا وسياسيا وأمنيا لحماية عروشهم على حساب الشعوب، اما اليوم فبالخنوع والخضوع. هذا الثالوث يستهدف كل من لا يقول نعم لأمريكا واسرائيل، هذا ينسحب على ايران، وعلى المقاومة اللبنانية الباسلة، وعلى فلسطين بتاريخها الغني بالتضحيات، والغني بالكفاحية والصمود. ومن يقف ضد هذه الدول والمنظمات يلتقي مباشرة مع الولايات المتحدة واسرائيل ورجعية المنطقة من عرب وتُرك وارهابيين دمويين امثال داعش والنصرة ومن لفّ لفهما من اسماء طنانة رنانة.

نذكر ما قاله أنور السادات في خضم حرب اكتوبر سنة 73، وهي حرب في عزّها وحماها ليست فقط مشبوهة بل مفضوحة، يومها قال: لاقيت نفسي بحارب امريكا، وأنا مليش قُدرة أحارب امريكا. اما شعب الفيتنام والفيتكونغ وهوشي مِنْه والجنرال غياب، فكانت لهم القدرة بمحاربة فرنسا والتغلب عليها، ومحاربة امريكا والتغلب عليها، وهنالك أمثلة اخرى في الصمود وبكرامة، امريكا واسرائيل تحمي عروش ملوك ورؤساء الجبن والخيانة والنذالة من شعوبهم المغلوبة على أمرها مؤقتا. اما جامعة النظم العربية فحدث ولا حرج وفي طليعتها مصر "أم الدنيا"، وهي السمكة الكبيرة الدسمة التي بدأت امريكا واسرائيل بصيدها، والبقية تأتي، السعودية ترشي وتشحّد وتشتري الذمم ومصر على أتم الاستعداد لتقوم بدور الشحاد مع حزمة من الضغوط المحبوكة في السودان واثيوبيا ومياه نهر النيل، عندما ستقول الشعوب العربية كلمتها وستقولها، وعندما تضع ثقلها ستُمحق هذه الخيانة وهذا التطبيع.

وكلمات الى رفيقات ورفاق الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية والاصدقاء المخلصين، فلندرس تاريخ ومواقف هذا الحزب ونعتز بها وبالحركة الشيوعية العالمية التي لم نحِد ولو قيد أنملة عن تأييد حق شعبنا العربي الفلسطيني، هنالك قلة من الرفاق يتلهون بقضايا بائسة ويعتكفون عن النشاط. في احدى الحروب بين المانيا وفرنسا قال الفرنسي للألماني: كيف حدث وتغلبتم علينا!! قال الالماني: عندما كنتم تقيسون قُطر تنّورات وبنطلونات نسائكم، كنا نقيس قطر مدافعنا وقصَلات هذه المدافع والقذائف!! وهي حروب لصوصية، نحن نتكلم عن مقاومة عادلة، وعادلة فقط.

أية بطولة في الخروج على التنظيم والقطيعة مع الرفاق!! أية بطولة في عدم تحمل النقد والترفع عن النقد الذاتي، أية مبدئية في الزعل على جريدة الاتحاد لأن أحد المقالات لم يُنشر!! او لم ينشر في "المكان اللائق"!! هل هذه اسباب وجيهة؟!

نحن في ايام سوداء حبلى بالمزيد من التآمر والخيانة، لذا فالحاجة ماسة، وماسة جدا، لوحدة هذا الحزب ابن المئة عام من النضال المشرّف والدفاع عن مواقفه ضد الحفّارين والمزيفين من عرب امريكا واوروبا والخليج واسرائيل.

لولا فيروس الكورونا كنا شهدنا مظاهرات الاول من ايار واحتفالات الحزب والمظاهرات، هي مناسبة اليوم لمراجعة النفس والتحلي بالوعي والمسؤولية ووقف "الحرب الباردة" بين بعض الرفاق، وخاصة من على صفحات ادوات التواصل. قبيل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى كان هنالك رفاق بالاسم يقولون: خذوا اشتراكات العضوية وقوموا انتم بالثورة، اما أنا فاعفوني وإلا فأعفي نفسي!!

ترى البعض عندنا متمسك الى اقصى حد ببطاقة الحزب وفي نفس الوقت جل اهتمامه ووقته ونشاطه كيل الاتهامات لفرع الحزب وقيادة الحزب، عدد من الرفاق عالجوا هذه الانقسامات، في بعضها كان النجاح، وبعضها فشل ذريع لغاية الآن، لكن الامل باق، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

الموقف المفصلي في المنطقة هو موقف شعبنا العربي الفلسطيني، وهو موقف مشرّف وبديهي، عنده تنهار كل مخططات التآمر عليه وعلى حقه، ومع هذا الشعب الجبار تقف قوى التقدم في العالم، والقوى المعادية للاستعمار والصهيونية والاحتلال والرجعية وهي كثيرة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب