news-details

قيود "كورونا" في إسرائيل جزء مما يعيشه الفلسطينيون| خلود بدوي

تقييد الحركة وتشتيت العائلات هما الواقع اليومي للملايين منهم

 

في 14 أبريل/نيسان، أمرت الحكومة الإسرائيلية بحظر سفر الإسرائيليين بين المدن لمدة 36 ساعة، في أحدث إجراء يُتخذ لمنع انتشار فيروس "كورونا" المستجد. خلال الشهر الماضي، أغلقت السلطات عدة أحياء وبلدات، وفرضت مراقبة رقمية على كل من يُشخّص بإصابته بالفيروس أو يشتبه في تعرضه له.  

طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المواطنين التكيف مع "نمط الحياة الجديد" هذا. زعزعت تلك الإجراءات حياة الناس اليومية، وأغلقت الشركات، وأجبرت الكثيرين على الاحتفال مع أقاربهم بعيد الفصح اليهودي عبر الشاشة، بدلا من اللقاء وجها لوجه.

لكن الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي اعتادوا طيلة عقود قيودا أشد من هذه. منذ 2007، أغلقت السلطات الإسرائيلية قطاع غزة إلى حد كبير لتحظر خروج مليونَي فلسطيني يعيشون هناك باستثناء "الحالات الإنسانية الحرجة"، وأبقت رسميا على "سياسة الفصل" بين الضفة الغربية وقطاع غزة. إغلاق إسرائيل لقطاع غزة، والذي لا يتناسب إلى حد كبير مع أي تهديد أمني ملموس، يفصل بالكامل آلاف الفلسطينيين عن أقاربهم في الضفة الغربية وداخل إسرائيل وفي الخارج.

كما تفرض السلطات الإسرائيلية قيودا واسعة على حركة أكثر من 2.5 مليون فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية المحتلة، باستثناء القدس الشرقية. ويلزم الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بالحصول على تصاريح مؤقتة لدخول إسرائيل وأيضا أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وكذلك المناطق الخاضعة لسيطرة المستوطنات أو الجيش. وصفت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية نظام التصاريح بأنه "نظام بيروقراطي تعسفي مفتقد لأي شفافية". ووفقا "لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، أنشأت السلطات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية أكثر من 700 عائق دائم، ما بين نقاط تفتيش وعقبات لإغلاق الطريق. من شأن نقاط التفتيش أن تحوّل الزيارة العائلية في الجوار إلى رحلة مذلّة ومرهقة.

كما أوقفت السلطات الإسرائيلية منذ العام 2000 إلى حد كبير تسيير طلبات فلسطينيي غزة والضفة الغربية لتشريع إقامة أزواجهم وأقاربهم ممن لا يقيمون معهم قانونيا-  بحسب المعايير التمييزية - في نفس المنطقة. ويمنع القانون الإسرائيلي فلسطينيي الضفة الغربية وغزة من الإقامة قانونيا مع أزواجهم في إسرائيل أو القدس الشرقية المحتلة، وهو أمر مسموح للأزواج اليهود، سواء كانوا مواطنين إسرائيليين أم لا. وتقدر منظمة "مساواة" الحقوقية أن أكثر من 30 ألف أسرة تطالها هذه القيود.

على عكس التدابير المؤقتة لحماية الإسرائيليين من وباء "كوفيد-19"، لا تهدف هذه القيود القائمة منذ زمن طويل إلى حماية الفلسطينيين، ولن تزول قريبا.  

الصورة: معاناة المواطنين في الوصول لأراضيهم التي ضمها جدار الفصل العنصري في بلدة نعلين. (عدسة: حذيفة سرور/وفا).

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب