news-details

كذب نيسان.. حرام أم حلال| سهيل عطاالله

في نيسان يتحدث الناس عن الكذب الأبيض وكأنه حلال في حلال!! هل يصدق الناس في هذا الكلام؟

يُخطئ الناس في ترديدهم هذا الكلام فالكذب لا لون له.. انه رذيلة يسكنها الحرام مهما تعددت الألوان والاشكال.

الكذب الحلال في نيسان يمارسه الناس شرقا وغربا جنوبا وشمالا وذلك من باب المزاح أو الدعابة الكاذبة.. لقد أمسى الكذب في نيسان تقليدا سنويا من خلاله يخادع الناس بعضهم البعض، والاعتقاد في هذا أن شهر ابريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع تحلو المداعبة ويحلو المرح.. هكذا أصبح أول نيسان يوما مباحا يعلو فيه صوت الكذب لدى كل الشعوب فيما عدا الشعبين الاسباني والألماني وذلك لأن هذا اليوم مقدس دينيا في اسبانيا، أما في ألمانيا فهو يوم مولد بسمارك موحد ألمانيا وأول مستشار لها.

رذيلة الكذب تتصدر كل الرذائل.. في الوصايا العشر التي ناولها خالق الكون للنبي موسى يطالبننا ألا نكذب وألا نشهد بالزور.. وفي القرآن الكريم يرد هذا الكلام.. "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون". ولدى السنة يرددون: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر".

وعد الكاذبين هنا يذكرني بوعد ألتهم حقوق أهلنا في هذا الوطن الجميل: لقد وعدوا أهلنا في اقرث ومعهم أهلنا في برعم بالعودة بعد أسبوعين من الترحيل الى مسقط الرأس!! لم يفِ الواعدون بهذا الكلام.. لقد بقي الأهل بعيدين عن القريتين المهدمتين المهجرتين ينتظرون وفاء للوعد وتحقيقا للعهد.. لم تلتزم حكومات إسرائيل بالصدق فهذا قد يجلب منفعة وحقا إنسانيا لنا ومضرة لأمنهم وأمانهم كما يزعمون!!

هكذا تفعل الدول المتجبرة عندما تستخدم شعارات حقوق الانسان للتدخل في شرعية حيوات الناس الأصلاء المقموعين!! هكذا يكون للكذب حضور قويٌ في مجرى حياة الأبرياء المظلومين!!

لقد مضى على الوعد ما يزيد على العقود السبعة وبقيت العودة فقط لجثامين المرحومين الراحلين!!

هل سيبقى عزاء الناس بترديدهم ما ورثناه عن ارسطو الاغريقي وهو يقول:

" الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب"!

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب