news-details

كيف طلعت معك هذه المقارنات يا أستاذ؟| توفيق كناعنة

 

كنت قد تعرفت في المدة الأخيرة على الكاتب فهيم أبو ركن وفي الواقع إنّني أحترمه خاصة بعد أن عرفته عن قرب وكان بيننا نقاش حول المواقف التي تنشر في جريدة الحديث، كواحد من القراء الدائمين لهذه الجريدة التي يصدرها أسبوعيًا.

للأستاذ فهيم أبو ركن زاوية أسبوعية دائمة تحت عنوان "للحديث موقف" وقد قرأت يوم الجمعة 15.4.2022 موقفًا فيه بعض التجني وعدم الدقة حول تصريح أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، بشأن دعوته إلى أبناء شعبنا الذين يخدمون في "أجهزة الأمن الإسرائيلية" وبشكل خاص الذين يخدمون في المناطق المحتلة في مواجهة أبناء شعبهم أن يرموا أسلحتهم وان يرفضوا أن يكونوا أداة قمع لأبناء شعبهم في هذه الأمكنة وكان في مثل هذا الموقف مغالطات وحديث لم يذكره ولم يتطرق إليه أيمن عودة.

أوّلاً- أيمن عودة لم يذكر اسم أي طائفة، بل كان توجهه لكل الذين يخدمون في "أجهزة الأمن الإسرائيلية" من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني الذين يخدمون في المناطق المحتلة وبشكل خاص القدس
العربية، ومن المعروف أننا لم نقسم شعبنا إلى طوائف، ومعروف جيّدًا من يحاول أن يقسمنا بالفعل إلى طوائف، كما هو معروف أيضًا للقاسي والداني أن أبناء الطائفة المعروفية هم جزء لا يتجزأ من شعبنا العربي الفلسطيني، وهذا يعني أنّه قصد الجميع ولم يقصد أبناء أي طائفة محددة، كيف يمكن أن تستنج يا أستاذ أن هذا النداء وكأنه موجه فقط لأبناء الطائفة المعروفية فقط؟ أعتقد أن الإعلامي عليه واجب التحري والتدقيق أكثر من غيره والإسهام بشكل جدي من أجل وحدة جماهيرنا العربية الفلسطينية في هذه البلاد وتقوية الترابط والمحبة بينهم من خلال دوره الاعلامي المميز.
ثانيًا- نحن ولا مرة عملنا على تجزئة شعبنا إلى طوائف وديانات بل كنا وما زلنا نعتبر شعبنا في هذه البلاد هو وحدة متكاملة وهو جزء حي وواعٍ من شعبنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد ودائمًا عملنا وناضلنا ضد محاولات السلطة لتجزئة شعبنا إلى طوائف وحتى انهم اخترعوا لنا طائفة جديدة هي طائفة "البدو" وكل هذا من أجل الاستفراد بنا تحت شعارهم "فرق تسد" لأننا رأينا دائمًا أن قوتنا تكمن في وحدتنا الكفاحية.

ثالثًا- كيف طلعت معك يا أستاذ أن تقارن بين الذي يقمع شعبه وبين الذي يدافع عن شعبه بمثابرة؟ وتصل حتّى دعوة أيمن عودة للاستقالة من البرلمان حيث تقول: "إن الخدمة في الكنيست الاسرائيلي مثل الخدمة في الشرطة، وبوجودكم في الكنيست تساعدون اسرائيل لإقناع العالم بديموقراطيتها" وهنا لا أريد أن أضيف ما كتبته والمقارنات الأخرى.

والله يا أستاذ إنني أعرف جيّدًا أنك أديب وشاعر وإعلامي وإنك انسان ذكي جدًا وانت تعرف ان هذه المقارنة ليست في مكانها وليست صحيحة.

 العضوية في الكنيست الاسرائيلي ليست لتجميل "الديموقراطية الاسرائيلية" بل هي منصة يجري استغلالها كباقي المنصات التي يمتلكها شعبنا لفضح وجه حكام اسرائيل البشع أمام الجماهير وأمام العالم كله وهذا ما قام به نوابنا في الكنيست منذ تأسيسه حتى يومنا هذا والتاريخ يشهد على ذلك منذ معركة البقاء في هذا الوطن وحتى فضح المجزرة التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا في كفر قاسم سنة 1956 ابان العدوان الثلاثي على مصر العربية، ومعركة أوّل أيّار 1958 والمعركة من أجل إلغاء الحكم العسكري، ومعركة يوم الأرض الخالد التي استطعنا استرداد 21,500 دونم ارض ارادت السلطات الاسرائيلية مصادرتها، وكذلك هبة أيار في السنة الماضية وغيرها الكثير من المعارك التي خاضها شعبنا وكان لأعضاء البرلمان دور مميز فيها، وهذا ما يقومون به اليوم أعضاء البرلمان من المشتركة ومن ضمنهم أيمن عودة حيث أسهموا وما زالوا يسهمون في فضح زيف "ديموقراطية اسرائيل" محليًا وعالميًا.

عرابة البطوف

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب