news-details

لا توجد رصاصة طائشة، يوجد شباب طائش

 

*لكي لا تطرق بيتك "رصاصة طائشة" قم اطرق كل الأبواب لمحاربة العنف*

 

لا توجد رصاصة طائشة، الرصاصة تخرج من سلاح يحمله مجرم، نعم مجرم من يطلق النار ولا تهمه حياة الناس، لا تقولوا شاب متهور او غير واع او محبط او يائس، قولوا مجرم ويجب معاقبته.

كفى هذا التملق بمواجهة العنف داخل مجتمعنا، علينا طرح هذه القضية بشكل شجاع دون محاولة تبرير اي جريمة على الإطلاق.

ان مقتل الطفل وليد شهاب الذي لم يتجوز عمره الرابعة عشر عاماً جاء من سلاح ملوث يحمله شباب متهور وعديم الأخلاق، مجرم، وليس من “رصاصة طائشة".

انها رصاصة موجهة لكل واحد وواحدة منا، انها رصاصة العنف، رصاصة الكراهية، رصاصة الفساد الاخلاقي، انها رصاصة رسالة، رسالة عن فشلنا كمجتمع في التصدي لهذه الظاهرة المقيتة، رسالة للشرطة المتقاعسة في تنفيذ واجبها بحماية الناس، رسالة لإدارات المجلس المحلية والبلديات التي لا تقوم بواجبها بمحاربة الظاهرة، رسالة لكل القوى السياسية والاجتماعية التي لا تعمل على رفع وعي الشباب لمخاطر العنف ولم تستطع استقطاب الجيل الجديد للعمل الجماهيري والوطني.

انها ليس رصاصة طائشة وإنما رسالة صارخة، فهل من اذان سامعة؟

ان هذه "الرصاصة الطائشة الموجهة" اصبحت امرًا خطيرًا ويهدد كل واحد منا، فهل نقف مكتوفي الايدي منتظرين رصاصة اخرى؟

لا وألف لا، انه واجبنا الإنساني والأخلاقي والوطني، وإذا أردتم الديني أيضاً، واجبنا كأبناء المجتمع الواحد ان نعمل معا لمحاربة العنف بكل أشكاله، وأننا نتوجه للسلطات المسؤولة أن تأخذ دورها وبشكل جدي ومدروس ببناء خطة عمل لمواجهة هذه الظاهرة.

نتوجه للشرطة ونطالبها بالقيام بواجبها بمحاربة الجريمة ونضغط عليها بكل ما نملكه من قوة.

وايضاً نتوجه لإدارات السلطات المحلية، ونطالبها ونقف معها ونساعدها بالعمل لوضع خطة شاملة لمواجهة العنف في جميع المجالات والعمل على زيادة الكوادر المهنية وزيادة الخدمات الوقائية والعلاجية في مجال العنف بين الشباب.

واجبنا ان نطالب كل القوى السياسية والاجتماعية بأخذ دورها في تثقيف وتوعية الناس، وبالأخص الشباب منهم، عن أسباب ومخاطر وطرق معالجة ظاهرة العنف، ووضع هذه القضية في اعلى سلم أولوياتها وعلينا معاً ان نقوم بتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي.

واجبنا العمل على تنمية روح العطاء والانتماء لدى لشابات والشباب.

واجبنا إعطاؤهم كل الإمكانيات، وليس بالشعارات الرنانة، ليصبحوا وبقناعة جيلًا أكثر وعيا لقضايا مجتمعه ومشاركا في تطويره، جيل يفهم بعمق وقناعة أهمية العطاء للمجتمع والانتماء للوطن، للبلد، لأهل البلد بشوارعها ومدارسها وبيوتها وطبعا بأرضها ومياهها وهوائها. جيل يعي مخاطر العنف والجريمة.

لكيلا تطرق بيتك "رصاصة طائشة" قم اطرق كل الأبواب لمحاربة العنف.

دورك هام جداً، فلا تدع اللامبالاة تقتل ابنك او ابنتك!!

وتذكر جيدا مقولة لوثر كنغ: (أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في اوقات المعارك الاخلاقية العظيمة".

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب