news-details

لا يوجد ولاء، توجد محاكمات

*الملتمس الذي يدعي أمام المحكمة العليا بأنه ليس قانونيا إلزامه بأن يحاكم امام هيئة قضائية غير ملزمة بالولاء لقوانين الدولة التي انشأتها*

 

من الخطابات الهاذية لبتسلئيل سموتريتش وامير اوحانا يتبين أنهما ايضا يحتجان على أن القضاة غير منتخبين من قبل الجمهور، وأن عملية انتخابهم مقيتة حيث أن "صديق يجلب صديق"، وأنهم لا يمثلون وأنهم مقطوعين عن الشعب. سموتريتش يريد ايضا "تعزيز المحاكم الدينية".

هذا امر هام لأنه بالضبط المجال الذي فيه من المناسب أن نسمح لهذين الشخصين تجسيد حلمهما. حيث أنه هناك في المحاكم الدينية تجري كل العيوب الكريهة التي ينسبها السموتريتشيين للقضاة في اسرائيل: مؤامرات سياسية نتنة، المحاباة تصرخ إلى عنان السماء، صديق يجلب صديق، الأب يجلب الأبناء، الابن يجلب صهره... كل شيء يبقى داخل العائلة. و"اهلية المحاكمات" تقوم بتوزيعها الحاخامية الرئيسية، وهي جسم زائد يأخذ صلاحياته من قانون هستيري تماما، يميز بشكل صريح بين الاشكناز والسفارديم.

ومثال على ذلك "كل عضو في الجمعية العامة التي تقوم بالانتخاب يقوم بالتصويت لصالح 3 إلى 5 مرشحين سفارديم، ولصالح 3 إلى 5 مرشحين اشكناز. واذا لم يفعل ذلك يتم الغاء صوته" (المادة 15ب من قانون الحاخامية)، وهناك المزيد مثلها. بالمناسبة، يمكن الافتراض أنه ايضا في هذا الشأن مثلما في مواضيع لاثبات اليهودية، تقوم الحاخامية باجراء فحص الـ دي.ان.ايه لاعضائها من اجل التأكد جينيا من هو الاشكنازي ومن هو السفاردي.

باختصار، المحاكم الدينية تتوسل من اجل تحطيم سموتريتش واوحانا. هنا من الجدير تجسيد كامل حلمهم: القضاة الذين سيتم انتخابهم من قبل الجمهور (بمن فيهم من يأكلون الطعام غير الحلال)، محاباة يتم اجتثاثها بقبضة حديدية، ومن اجل تعزيز التمثيل يجب التقرير بأن العلمانيين والعلمانيات ايضا يمكنهم أن يكونوا قضاة/ قاضيات. وكل اربع سنوات، بالضبط مثلما يحلم اوحانا، سيتم انتخاب القضاة في انتخابات جديدة يشارك فيها جميع الناخبين.

فائدة كبيرة ستكون من كل ذلك للمجتمع الاسرائيلي. لأن ما هو مرفوض وخاطئ ومحظور في جهاز القضاء في دولة سليمة، بالتأكيد مسموح ومناسب وحتى حيوي في جهاز قضاء قسري واحتكاري واستبدادي وظلامي. مسخ يسيطر بشكل مطلق على المكانة الشخصية لجميع الجمهور اليهودي. وللوقاحة الشديدة، هو يقرر من ينتمي لهذا الجمهور ومن لا ينتمي. ولكن قمة اللامعقول تختفي في مكان آخر. حسب القانون القضاة، وقضاة المحكمة الدينية، عند دخولهم إلى وظيفتهم يجب عليهم التصريح بتصريح الولاء.

القاضي يصرح: "أنا ألتزم بالحفاظ على الولاء لدولة اسرائيل وقوانينها، وأن أحكم بالعدل، وعدم التحيز لأحد". القاضي في المحكمة الدينية يصرح: "أنا ألتزم بالحفاظ على الولاء لدولة اسرائيل وأن أحكم بالعدل، وعدم المحاباة في الحكم وعدم التحيز". هل انتبهتم أيها القراء الاعزاء إلى الفرق الدقيق، كلمة واحدة، بالتأكيد هي مهمة جدا، اختفت في تصريح قاضي المحكمة الدينية، تبخرت، ذابت كلمة وقوانينها. لماذا؟ لأنه لا حاجة لها. لأن قضاة المحكمة الدينية تم اعفاءهم من الواجب القمعي بالحفاظ على الولاء للدولة وقوانينها.

أليس هذا لطيفا؟ دولة تفرض على مواطنيها جهاز محاكم القضاة فيه معفيون من قوانينها. شعار الحاخامية يجب أن يكون "لا يوجد ولاء – يوجد محاكمات دينية".

هذا ليس فقط أمر يثير السخرية ومضحك، هو ايضا يشكل صدمة امام المحكمة العليا: الملتمس الذي يدعي بأنه ليس من القانوني إلزامه بأن يحاكم امام هيئة قضائية غير ملزمة بالولاء لقوانين الدولة التي شكلتها. هذا سيكون أمر يثير الاهتمام.

على كل الاحوال عندما سأكون رئيسا للحكومة، وعلى الفور بعد استكمال الانسحاب إلى خطوط 1967، سأحول كل نظام المحاكمات الدينية إلى أمر تطوعي تماما. نادي للمهتمين فقط. مثل نوادي التسادو مازو. لأنه هكذا، هكذا فقط، يجب أن يكون الامر.

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب