news-details

لن يكون من يصد التطرف في الحكومة

مجال الترفيه والطعام الذي نشأ في ايام اليوروفيجين في حديثة تشارلز كلور في تل ابيب وفر نقطة رقابة مشوقة لفهم سلم الاولويات الإسرائيلي. ففي كل مساء كان يصل إلى هناك عشرات الالاف – في الساعات الاولى، المبكرة، ولا سيما عائلات، الابوان وابنائهما، وفي ساعات متأخرة الشباب، ازواجا وأفراد أساسا. بوظة وفلافل في الساعات الاولى، بيرة في الساعات المتأخرة. جاءوا من بعيد ومن قريب – واساسا من بعيد، اذا ما نظرنا إلى الزحام في المحلات.

جاءوا ليروا عروضا بالمجان، ليلمسوا البهاء، ليأكلوا، ليحرقوا المال والوقت. كل مساء كان يزداد عدد الوافدين، إلى أن لم يعد مفر من اغلاق الشوارع المجاورة. وقال النائب ميكي زوهر من الليكود ذات مرة ان "تل أبيب هي مدينة تتعارض مع كل ما يتعلق بالفكرة اليهودية في الدولة". شعبية قرية اليوروفيجين تدل على ان الناخبين يختلفون معه.

منذ الانتخابات يروي لنا زوهر وزملاؤه بأنهم يتحدثون باسم الاغلبية. الاغلبية تريد منح الحصانة لمنتخبي الجمهور المشبوهين بالفساد؛ الاغلبية تريد خصي المحكمة العليا؛ اغلاق الدولة في السبت؛ اعفاء الحريديم ن التجنيد تماما؛ ضم المناطق؛ سكب مئات ملايين الشيكلات على مؤسسات الحريديم وجمعيات مستوطنين وتشريع عملية التدين في الجيش، في جهاز التعليم وفي المجال العام. لم يسبق أن كان هذا ابدا.

ان الرسالة التي نشأت عن صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات كانت أبسط بكثير: اغلبية الإسرائيليين راضون عن الوضع القائم. هم يريدون أن يستمر – ان يكون الاقتصاد مستقرا وان يحسن لهم، ان يريحهم الاحساس بالامن، القومي والشخصي، بحيث لا تكون حرب، واذا كانت – الا تجتاز عتبة بيتهم. انا اختلف معهم، ولكني افهم واحترم حسمهم.

نتنياهو هو جزء الرزمة، مثل رحلة الطيران زهيدة الثمن ورزم الاستجمام. في هذا قوته، في هذا ضعفه. إلى جانب احساس الضحية وتنمية الخوف من اعداء خارجيين وداخليين، تجده ملزما بان يوفر للناخبين الخبز والتسلية. وعليه فقد تصرف بحكمة حين فضل متعة اليوروفيجين على جولة اخرى مع حماس في غزة.

سموتريتش ليس جزءا من الرزمة. تماما لا. الجماعة السياسية التي يقف على رأسها، تكوما، تأتمر بإمرة حاخامين يدعون ضد كل ما تحقق هنا في مئة وعشرين سنة من الصهيونية. فهم يحتقرون القوانين الاساس، وثيقة الاستقلال، قيم الجيش الإسرائيلي، قواعد اللعب الديمقراطية. سموتريتش لا يمكنه ان يتحدث باسم الاغلبية. هو أخطر من كهانا: كهانيته مدهونة بروح الكشافة.

الحاخام من غور هو الاخر ليس جزءا من الرزمة. حاخام طائفة غور زعيم جماعة مغلقة من المؤمنين، ممن يعتبر زعماؤهم اشكاليين وغريبين حتى في مجتمع الحريديم. لا غرو أن ليتسمان، مندوب هذه الجماعة في السياسة يتجند لمنح امتيازات لمحبي الاطفال ممن ادينوا في المحكمة، مثلما انكشف في برنامج "همكور" هذا الاسبوع. لا غرو ان هذه الجماعة باءت بالفشل في كل مرة تنافست فيها وحدها في صناديق الاقتراع، امام محافل حريديم اخرى.

الحاخام، من خلال مبعوثه المخلص يعقوب ليتسمان، ينقض الان على هدفين حساسين. واحد هو مصنع فينيسيا لقناني الزجاج في يروحام. زرت هذا المصنع غير مرة. الفرن الذي يعمل فيه لا يمكن اطفاؤه. في يوم الغفران تدمر منتجاه، يوم واحد في السنة. يقول ليتسمان: ما هو جيد ليوم الغفران جيد لكل سبت. 50 يوم في السنة.

يقول ليتسمان ايضا: تحدثت مع نتنياهو. هو مستعد لان يعوض المصنع بالمال. لا مشكلة. ولكن توجد مشكلة. لانه بعد فينيسيا ستأتي مصانع اخرى، هي ايضا تعمل بالاذن في السبت. الضرر سيصل إلى عشرات مليارات الشواكل في السنة. هذا لا يمكن لاي رئيس وزراء أن يدفعه. معظم الإسرائيليين، العلمانيين والمتدينين، يفهمون بان دولة تسعى لان تكون مجتمعا عاديا في العالم الصناعي لا يمكنها أن تطفئ الافران في مصانعها في كل سبت.

للرابي من غور يوجد ما يقوله ايضا في قانون التجنيد الجديد، المخفف، المدعوم من شاس ويهدوت هتوراة. رغم أن الصيغة تعفي عمليا الحريديم من التجنيد، في نظر الحاخام هو لا يعجبه. بدون الحاخام لا يوجد ليتسمان، وبدون ليتسمان لا توجد حكومة.

ان اقامة ائتلاف، كل ائتلاف، تنطوي على تنازلات. عندما يجمع حزب صغير قوة كافية لان يصبح لسان الميزان فإنه يطالب، بطبيعة الحال، بان يحصل على أكثر مما يستحقه وفقا لحجمه. في الحكومة السابقة كان توازن ما: تطلع متطرفي الليكود لهدم الجهاز القضائي صدّه كحلون؛ تطرف الحريديم صدّه ليبرمان. ولكن كحلون لم يعد ما كان: نتنياهو احتسى له الاصوات التي اتاحت التوازن. والمتدينون ايضا لم يعودوا ما كانوا عليه: سموتريتش ليس بينيت، وبن غبير ليس أييليت شكيد.

الذيل يريد دوما ان يهز الكلب. الجديد هو ان الذيل يقول الان: انا الاغلبية.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب