news-details

ما الذي حققتموه؟

*ما الذي حققته اسرائيل من التصفيات؟ الجواب هو لا شيء. فلماذا هي تستمر في ذلك؟ لأنها تستطيع ذلك ولا تريد التحدث عن الحل الحقيقي ولأنها تستطيع تنفيذ الاعدام والقول للعالم بأنه لا يوجد لديها قانون للاعدام. ولأنه لا يوجد من يعارض ذلك في اوساط الاسرائيليين*

 

مرة اخرى جاءت الوحدة المقدسة. مرة اخرى جميعنا شعب واحد بدون معارضة وبدون نقاش عام. مسيرة من يقولون نعم ويشككون بالاعلام. سفك دماء بدون مشككين. ومثلما هو الامر دائما في هذه الاوضاع، مقولة "هدوء، إنهم يطلقون النار" المقرفة.

اسرائيل تقوم بتزوير القطبية في اوساط الشعب. ودائما نصبح أخوة بصورة سحرية في مواجهة أي عملية قتل. يتجادلون على الحياة ويتفقون على الموت، شريطة أن يكون قتل العرب. اذا كنا نتفق بشكل تلقائي على أي عملية عدائية فعندها لا يوجد قطبية حقا ولا يوجد نقاش. ومن المؤسف جدا أن الامر هكذا.

لم تولد بعد المعارضة اليهودية التي تقف ضد عملية عنيفة للجيش الاسرائيلي في مهدها. المعارضة تأتي فقط عند حدوث الفشل. عندها يتشجعون من اجل الاحتجاج. لكن دائما الوقت يكون متأخر جدا. ومن خلال الصمت يخرج دائما السؤال الهامشي: التوقيت هو ملجأ الجبناء. كان بالامكان قبل ذلك وكان يجب أن يتم بعد ذلك، لكن فقط ليس الآن؛ العملية الحالية، مثلا، مشوبة باعتبارات انتخابية وكأن هذا يحتاج الى اثبات.

اذا كان سفك الدماء لا يمكن منعه فان توقيته غير مهم. واذا كان يعتبر جريمة وضار فان أي توقيت لن يغيره. حتى كراهية بنيامين نتنياهو نسيت. يائير لبيد يبارك وبيني غانتس يثني، "قرار صحيح"، وعمير بيرتس يقول "الاهم هو اعطاء دعم مطلق للجيش". لماذا؟ هكذا. دائما؟ نعم.

يمكن الموافقة على وصف بهاء أبو العطا بأنه المسؤول عن اطلاق الصواريخ المستمر على اسرائيل، لكن يجب معرفة أن الحصار على غزة مسؤول أكثر عن اطلاق الصواريخ من جميع قادة الجهاد وحماس معا، وعن هذا بالطبع لا يتحدث أحد. أبو العطا ترعرع في غزة في ظروف لا يعرفها أي اسرائيلي، واختار طريق المقاومة المسلحة التي هي عنيفة. وهناك اسرائيليون ايضا اختاروا خدمة شعبهم في الجيش. تصفية أبو العطا لا توجد لها أي فائدة.

ما الذي كسبناه من ذلك؟ بماذا تخدم تصفيته وتصفية غيره مصالح اسرائيل؟ اذا كان هذا السؤال ايضا لا يطرح للنقاش فان الحديث عندها يدور عن شلل دماغي. هل وضع اسرائيل سيكون أكثر أمنا في اليوم التالي للتصفية. هل الوضع في مستوطنات الجنوب سيكون أفضل؟ وهل الجهاد الاسلامي أصبح أكثر ضعفا؟ وهل الجيش الاسرائيلي اصبح أكثر قوة؟ الجواب يوجد في مركز السؤال. لا وألف لا. لا يوجد أي جنرال من الجنرالات ومن المحللين نجحوا في شرح ما الذي كسبته اسرائيل من كل ذلك.

يستحق الموت؟ حسنا، سمعنا ذلك. لكن ماذا كسبنا؟ واليكم موازنة مؤقتة: كراهية أكبر في غزة. هذا اذا كان هناك أصلا مجال للمزيد من الكراهية تجاه من خرب عالم خمسة أجيال تقريبا ولم يتوقف. دماء كثيرة سفكت وتواصل التدفق، 21 قتيل حتى ظهر أمس، دمار وذعر زرع في الطرفين، بدون أي فائدة. بالطبع، النبأ الذي لا يوجد أكثر صحة منه، أنه سيكون وريث لأبو العطا، متطرف وأكثر خطرا بأضعاف. مثل الذين جاءوا بعد مئات القائدة والزعماء الذين قتلتهم اسرائيل خلال السنين. وجميعهم عبثا وبدون فائدة أو جدوى.

لم تثمر التصفية الكبيرة لابو جهاد أي شيء، أو تصفية أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وثابت ثابت واحمد الجعبري، أو تصفية عباس موسوي ايضا. التصفية البطولية لجميع هؤلاء كانت بلا فائدة. اسرائيل لم تستفد من ذلك سوى المزيد من سفك الدماء. فلماذا تواصل عمليات التصفية؟ لأنها تستطيع. ولأن هذه اعمال بطولية. ولأنها تحب المقاتلين الفلسطينيين الموتى.

ولأن غريزة الانتقام وشهوة المعاقبة تخرجها عن اطوارها. لأنهم بذلك يظهرون للشعب بأنهم يفعلون شيئا ولا يضبطون انفسهم. لأنه بهذا يمكن تنفيذ الاعدام والقول بأنه لا يوجد لدينا حكم الاعدام. لأنه بهذا يمكن الهرب من الحل الحقيقي. لأنه عن الحل الحقيقي الوحيد، رفع الحصار والتحادث المباشر مع حماس، لا يوجد لأحد شجاعة على التحدث. لأن الجميع هنا يهتفون للتصفيات ولا يتجرؤون على التشكيك. اسألوا ازرق ابيض والعمل. اسألوا تقريبا كل اسرائيلي من هو ضد. جميعنا مع.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب