news-details

يجب احاطة إسرائيل بسورٍ من الفضائح | تميم منصور

هناك مثل شعبي يقول  خذوا أسراكم من صغاركم ربما هذا المثل ينطبق على كشف العديد من الاسرار التي تحاول المؤسسة الأمنية في إسرائيل اخفاءها، هذه المؤسسة كانت ولا تزال تتستر على الكثير من الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق المواطنين الفلسطينيين في عام النكبة 1948   وما بعده، وتحاول أيضًا أن تتستر على الكثير من الأعمال الوحشية التي ارتكبتها خلال السنوات التي أعقبت النكبة، أي خلال الاعتداءات التي كانت تقوم بها على الدول العربية المحيطة بها، كالجبهة المصرية والجبهة السورية والجبهة الأردنية والجبهة اللبنانية.

غالبية من كشف وفضح هذه الأسرار هم من الصحفيين الصغار، أو من بعض الباحثين الذين وصلت أياديهم أو أصابعهم إلى أرشيفات وزارة الدفاع بطرق مختلفة، منها انقضاء الزمن المطلوب للكشف عن هذه الأسرار، من هؤلاء الباحثين أذكر الباحث  بيني موريس  و  هلل كوهين  وغيرهم.

كذلك هناك جرائم كثيرة ارتكبها الجيش بحق المواطنين العرب بقيت سرية حتى تم فضحها من قبل جنود عاديين أنهوا الخدمة العسكرية، فدفعتهم ضمائرهم للكشف عن الكثير من هذه الجرائم خاصة في أيام النكبة والحروب التي تلتها، فالجرائم التي ارتكبها شارون عندما كان يقود الوحدة 101 كشفها جنوده الذين شاركوا في هذه الجرائم، والجرائم التي قام بها بنيامين بن اليعزر في حرب 1967 كشفها أحد الضباط الصغار من وحدة  شكيد  التي قادها بن اليعزر، وهذا أيضًا ينطبق على الجرائم التي ارتكبت ضد سكان قرى كثيرة مثل دير ياسين وقبية والطنطورة وغيرها.

تعترف وسائل الاعلام الإسرائيلية حتى اليوم أن الكثير من الأعمال الاجرامية لا تزال طي الكتمان ولم يكشف عنها حتى الآن، بالرغم من مرور مدة طويلة على حدوثها خوفًا من أن تؤدي إلى فضيحة داخل إسرائيل وخارجها، آخر هذه الفضائح التي تم إزاحة غطاء الرقيب الأمني عنها بشكل جزئي كشفها الكاتب  آدم راز  وهي تدور حول معلومات يخجل منها كل مواطن يهودي في العالم، وذكر الكاتب أن من ذكره في هذه الحادثة هو الحصار الذي فرضته حكومة نتنياهو على الكثير من مؤسسات الدولة من مدارس ومصانع ومطارات وغيرها، بسبب تفشي فيروس الكورونا.

هذا الحصار أعاد إلى الأذهان حصارا من نوع آخر قامت به العصابات الصهيونية عام 1948 وما بعد، يذكر الكاتب  آدم راز  بأنه قد اقيمت معسكرات غيتو داخل عدد من المدن العربية بعد احتلالها عام 1948، وقد رفض بعض قادة هذه العصابات هذا النوع من التنكيل لأنهم اعتبروه امتدادًا لما قامت به السلطات الألمانية أثناء الحرب العلمية الثانية، فقد حاصرت هذه السلطات مئات الألوف من اليهود داخل غيتوات، مثل غيتو وارسو وغيتو ميدانيك وغيتو خاركوف وغيرها.

جدير بالذكر أنه تبقى عددًا قليلًا من السكان العرب داخل المدن الفلسطينية التي تم احتلالها، لم يتمكن هؤلاء السكان من الهرب فاختاروا البقاء في بيوتهم مرعوبين ينتظرون الموت، فقد تبقى في مدينة حيفا مثلًا حوالي 3500 مواطن من سكان المدينة الأصليين ومثل هذا العدد تقريبًا في مدينة يافا، وتبقى في مدينتي اللد والرملة أربعة الاف مواطن، أما بقية المدن فقد اقتلع جميع سكانها مثل بئر السبع، صفد، طبريا، بيسان، والمجدل، لم تفكر سلطات الاحتلال كثيرًا في اختيار الطرق التي تتعامل بها مع المواطنين العرب، لقد تقرر فرض الحكم العسكري الجائر على جميع المواطنين العرب في المدن والقرى، وقدر عددهم حوالي 160 الف مواطن، لقد تولى المسؤولية عن هذا الملف في حكومة بن غوريون الوزير شطريت، وعرفت وزارته بوزارة الأقليات،روالغريب أن الأجهزة الأمنية كما يذكر الكاتب  آدم راز  ترفض حتى الآن السماح بالكشف عن كافة الملفات التي لها علاقة بالقرارات وممارسات التنكيل بحق المواطنين العرب، خوفًا من الفضائح، من بين القرارات التي سمح الكشف عنها قرار بنهب جميع ممتلكات المواطنين العرب في المدن المذكورة كالبيوت والمحلات التجارية ونهب الماشية، تقرر أيضًا طرد من تبقى من المواطنين العرب من بيوتهم التي يمتلكونها ونقلهم إلى أحياء خاصة مثل وادي النسناس ووادي الصليب في حيفا، وتقرر تجميع سكان يافا في حي العجمي، وهذا الأمر انطبق على سكان اللد والرملة، فقد أصبحت أملاكهم وبيوتهم تُعرف بالأموال المتروكة، وكان السبب في ذلك يعود إلى تسليم هذه البيوت الى المهاجرين الجدد الذين بدأوا يتدفقون على البلاد.

اعترف الباحث  يوسف واشظ  من قادة القسم العربي في حزب مبام أنه شاهد بأم عينيه الغيتوات التي أقيمت للمواطنين العرب في حيفا، فقد تم قذفهم كما ذكرنا في وادي النسناس ووادي الصليب، والعيش في ظروف قاهرة غير إنسانية، وركز هذا الباحث على أنه قد أقيمت حولهم الاسلاك الشائكة وذكر آدم راز أنه تقرر إقامة غيتو مشابه في حي العجمي في مدينة يافا، تمت احاطته بالأسلاك الشائكة لمنع السكان من مغادرة الحي.

هناك نص واضح في أحد أرشيفات بأقوال الحاكم العسكري لمدينة يافا ويدعى  مئير لنداو: يجب اخلاء العرب من بيوتهم وحرمانهم من أثاث هذه البيوت لتسليمها للمهاجرين الجدد، كما ورد في أقواله أنه يتوجب على المواطنين العرب البقاء في معسكرات خاصة بهم بعيدًا عن المواطنين اليهود.

هذا وجه واحد من وجوه إسرائيل العنصرية التي من المفروض أن تحاط بسور من الفضائح. 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب