news-details

يوم قاتم بعنف الشرطة ومُرسليها، ومُشرقٌ بالوقفة الوطنية الشجاعة| ديمة عابد

شاركت اليوم فيما أستطيع وصفه من أكثر المظاهرات الشرسة، العنيفة وغير الانسانية.

ليست هذه المرة الاولى التي أشارك بها في مظاهرات في مدينتي الناصرة، لكن ما شهدته اليوم فاق أي شيء آخر رأيته.

بدأت التظاهرة حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وقفنا بها جميعُ المتظاهرات والمتظاهرين في شارع ديانا بالناصرة نهتف ضد قدوم النتن-ياهو الى مدينتنا ،مدعومًا ومأخوذًا في الاحضان من قبل علي سلّام. لكن هذا المشهد لم يرق للشرطة طبعا، فقام عناصرها مباشرةً باستفزاز المتظاهرات والمتظاهرين ليستغلوا ردة فعلهم كذريعة لاعتقالهم بطريقة وحشية وشرسة نراها فقط لدى جنود احتلال.

عند اقتراب قدوم "سيدهم" الى المكان، بدأوا بدفعنا ورفشنا وقذفنا، غير مبالين بصغيرٍ او كبيرٍ، حتى لا "نمس بمشاعر" النتن عندما يرانا. فِي اثناء ذلك، عندما وقفت انا واختي بجانب والدي، انقضت مجموعة من الجنود نحونا بهمجية ودفعونا للخلف، دون اية كلمة مسبقة، وكان ذلك مصحوبًا بالتهديد بالعنف الاضافي والاعتقال ان لم نبتعد الى وراء الحاجز. وعندما رأيت اعتداءهم على ابي، اشتعل بي الغضب الشديد مما دفعني الى دفعهم في المقابل صارخةً بان يزيلوا أيديهم القذرة عنا.

ما اثار اشمئزازي هو وقوف الجنود العرب خصيصا وبطريقة مدروسة في مقدمة الجنود المهاجمين، الذين يقومون دون ذرة خجل باستعمال اقصى درجات العنف مع المتظاهرين وايذائهم بطرق متعمدة خالية من الإنسانية، اكتسبوها من جيش الاحتلال واستخدموها ضد ابناء شعبهم ومجتمعهم.

عندما علمنا بان النتن ذهب الى دار البلدية ليلقي هو وعلي سلام خطابات المودة والمحبة بينهم، سارعنا بالانتقال الى هناك كي نكمل مظاهرتنا، لكن شرطة الاحتلال قامت بالطبع بسدّ كافة الطرق، الرئيسية منها والفرعية، التي تؤدي الى المكان، حتى يتمكن "سيدهم" من الوصول دون عرقلات. عندما استطعنا اخيرا ان نصل الى المنطقة، كانت احصنة الشرطة بانتظارنا مانعين الجميع من الاقتراب الى دار البلدية.

وطبعا لم ينتهِ العنف هناك ايضا، فقد استُخدمت كلاب الشرطة بالهجوم ودفع الهاتفات والهاتفين أرضًا ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا ايضا باستخدام الخيول للانقضاض علينا ليشتتونا ويفرقونا وبذلك يتمكنون من القيام باعتقالاتهم الحيوانية بطريقة أسهل، فمن الواضح ان قوتهم لم تكفِ والتجأوا الى قوة الحيوانات لردع صوت الحرية وصوت الناصرة الحقيقيّ.

ما شهدناه اليوم في الناصرة هو دليل قاطع ومثال حي على وحشية وعنف الشرطة المتفشي ضد الصوت الفلسطيني العربي الحر والجريء. لكن ما رأيته اليوم من غضب واستنفار من أبناء الناصرة هو ايضًا تأكيد لوجود وثبات هذا الصوت الجبار المنافي للصهيونية العنصرية والاحتلال.

في نهاية اليوم، ما عشناه ورأيناه هو جزء صغير من بشاعة الاحتلال غير المتناهي ضد شعبنا الفلسطيني، الذي يعلي في رأسي الكثير من التساؤلات: هل يُعقل ان هذا الجسم الوحشي والشرس لا يستطيع السيطرة على العنف والسلاح المنتشر في جميع مدننا وبلداتنا العربية؟ هل من الممكن ان هذه هي شرارة لعودة النضال النصراوي الوطني الحقيقي؟ هل سيقبل الشارع النصراوي رئيس بلدية مجاهرًا بتأييده لمحتل، مجرم حرب، محرّض باني مستوطنات وسارق أرض شعب؟

الناصرة، الأربعاء  13.1.2021.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب