news-details

​التصويت للمشتركة فقط، عنوان وعينا

الرحمة والقسوة تتصارعان في قلب الانسان ولا شك ان النصر في النهاية للرحمة الانسانية الدافئة لانها في قلوب الكثيرين من البشر، والقسوة في قلوب زمرة من الطغاة الفاسدين والفاجرين الاقوياء لحين مهما طال وقته فهناك ايادي تدفع الى الشقاء والتعاسة والبؤس، وبالمقابل هناك الايدي التي تعمل لتخلص وتنفذ وهناك من يتنعم ويتلذذ بأموال الشعب ويحرم الناس من الحياة السعيدة، والظالم يعلم الكفر ويزرع الاحقاد والشرور ويسمم العقول والنفوس ليضمن اليأس من التغيير الى الاحسن والافضل المفيد.

من يفتح عينيه يرى النور مشعشعا ويسمع الحقائق تتكلم بوضوح وتقول كل شيء ومنها ان النور لا يتولد عن الشمس فقط، فهناك النور المنبثق من داخل الانسان وهو بمثابة بوصلة يشير اليه الى الدرب الواجب ولوجها ومواصلة السير عليها حتى النهاية ليقطف الثمار الطيبة والنتائج الايجابية التي تعمر ولا تدمر وتزرع الحب وليس الحقد البغيض. وهناك من يعيش حياة التواني والاتكال والكسل مبتعدا عن الشعب المحتاج الى المعرفة ونيل احتياجاته الحياتية الاولية لابقائه رهينة اشاراتهم وسلوكهم واملاءاتهم التي هي بمثابة قيود له، ليواصلوا السلب والنهب والجلوس على العروش الفاسدة، فالعواصف القوية تفني الزهور لكنها لا تميت بذورها ولا يمكن للحياة ان تعانق الجميع كأحبة ولا تصنعهم كأعداء لدودين فهناك من يريد لنا ان لا نفكر بذواتنا متحدين نرى ونعمق المشترك المفيد لاكبر عدد من الناس البسطاء العاديين، وانما يريدنا تابعين والسير في الطريق التي يرسمها فيخطئ بالدعم لعدة اسباب من المظلومين ومن يساعد الشرير ولا يأبه لشروره ويسكت عنها ولا يتصدى لها يكون شريرا.

ومشكلة الشعوب العربية تتجسد وفي القرن الحادي والعشرين في سيطرة غريزة ونزعة القطيع والسمع والطاعة وامرك يا سيدي، والتي تغلب صوت الالهام والعقل فالغالب في غالبية الدول العربية بالذات والبارز طغيان الانظمة والتقاليد والتعاليم المتلفعة بازياء الدين التي تذكي الطغيان ولا توقفه عند حده ولا تتصدى له وعن قناعة لانتزاع حقوقها، واولها حق الاحترام والكرامة لها كبشر، وهي تخلق انماط التعليم المقيد، وبذلك تعبد الطريق لحفظ الطغيان ومنها استمع لاميرك وأطعه وان جلد ظهرك واخذ مالك، والمكتوب ما في منه مهروب وهكذا اراد الله ويجب الرضا والتسبيح دائما، والحذر لا يمنع القدر وكن عبد الله المغلوب وليس الغالب والزموا طاعة امرائكم وملوككم ان ظلموا فالله مبتليكم بهم.

والسؤال الذي يطرح هل الحكومة المستبدة الشرسة التي هي اخطر من الوحش المفترس منزلة من السماء ولا امكانية لتغييرها؟ وهل هي محللة والعادلة محرمة، وهل عملها الدائم في اماتة الضمائر وتشويه النفوس وملء القلوب بالاحقاد وتعطيل الارادات وكبح العواطف الطيبة وردعها حتى عن التفكير باهمية السلام والعيش في كنفه الدافئ والعابق محلل ومقبول ورفضه والتصدي له محرم وبمثابة جريمة؟ وكما اعرف فالطبيعة الانسانية لا تعرف البطالة وهي في حركة دائمة ولا تتوقف وهكذا فالناس يتصرفون وفق القيم والقواعد السائدة في المجتمع والبيئة المحيطة والاوسع وكلما خلت روح الجماهير من مناجم الخير والمحبة وتوطيد العلاقات والسعي الدائم للتلاقي ونبذ التنائي وخامات واسباب ذلك كان عندها حظ الافراد من الافلاس الخلقي كبيرا، وافساح المجال  للعربدات وممارسة اعمال العنف والحقد واللصوصية والتقوقع الانعزالي اوسع واكبر، بينما السير في طريق القيم ومكارم الاخلاق واولها صدق اللسان والكدح النبيل والحب للسلام والطبيعة هو الضمان للتقدم والتقارب وتوطيد العلاقات بين البشر.

وما اعرفه من معنى كلمة طاغية رجلا من اكثر الناس شرا وسوءا وهو الذي يعمل لابتزاز كل شيء لنفسه ولا يعطي شيئا للآخرين وهو بهذا عدو الناس والله، وهو متكبر ومحب لشهواته وحواسه ملتوية تفسد عيناه بالتطلع الى الفسوق واذناه الى سماع التملق، وكل طاغية يتميز بالجشع واللصوصية والشرور ولما كان غرضه سيئا فكل ما يبدر عنه يكون أسوأ، لانه لا يستطيع التفكير بغير السوء. وقال نهرو ان السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة وهي تفسد نهج واخلاق وروح وافكار الطاغية وكما انه لا يمكن اللقاء بين الماء واللهب فالفضيلة والطغيان لا يمكن ان يجتمعا في فرد. والطغاة يشدهم ضلالهم للرقص في مآتم الفضيلة والسلام والخير والمحبة الصادقة وهذا يقول ان على الجماهير العربية التي تعاني من النظام الفاشي وهي عرضة للتحريض العنصري من نتن ياهو الى الانسان العادي في الدولة وبكل حقارة وحقد واستعلاء التدفق بقوافلها المتوحدة الى صناديق الاقتراع في السابع عشر من ايلول القادم والتصويت علانية للقائمة المشتركة، وتحطيم آلات التصوير السرية وتحديها بالقول صوتنا لكرامتنا وانسانيتنا ولتعميق بقائنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه للقائمة المشتركة التي يترأسها المحامي الانسان الشهم العالي الهمم ومليح الشيم أيمن عودة وزملاؤه وزميلاته، فهي ملاذنا وعنوان شهامتنا وابائنا ونضالنا الدائم وسنحفظها كعيوننا بأمانة واخلاص وتشبث بها واللي مش عاجبه يشرب من بحر عك.

ونحن بشموخ نغني لها ومن اعماق قلوبنا انهينا الصبّة وانهينا الصبّة وروحك عاروحي عالله تنصبي، ونعيش العمر فلاح ونصْبه ورعايتو الها دايما مضمونة. فلتتعانق الاكف والقلوب ولتتقدم متدفقة ويوميا لاحتضان الوحدة وكرامة الجماهير وسيرها على طريق التقدم والتطوير وان صوتها من رأسها وللقائمة المشتركة فقط.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب