news-details

​قوتنا في قوة الوحدة المشتركة

 نار العنصرية المتفشية والحارقة يشعلها كل المسؤولين في هذه الدولة من قمة الهرم الى القاعدة وشرعوا لها القوانين التي تمهد السبيل الى الفاشية. فمن النكبة وهدم مئات القرى العربية ومصادرة الاراضي والتعامل مع العرب كمواطنين لا يستحقون الحياة بكرامة ولا تبوؤ المناصب العليا، ومحاولة ابقائهم حطابين وسقاة ماء وعمال نظافة، الى التمييز في مخصصات التأمين للاولاد بحجة عدم الخدمة في الجيش وعدم الاستجابة لمطالب تطوير القرى العربية، والامتناع عن المصادقة على مسطحات القرى والخرائط الهيكلية واقامة المشاريع الصناعية والتقت ألسنة لهب الحقد والتمييز، الاضطهاد واقتراف الجرائم لتزيد نار العنصرية تأججا والتهابا – جاءت لتؤكد المثل القائل: يا رايح كثر القبايح.

والواقع يقدم البراهين على ان قادة الدولة من المجرم بن غوريون الى المأفون الفاسد الحالي نتن ياهو تخلوا عن كافة القيم الانسانية وادمنوا على العنصرية ونفث سموم الاحقاد والحروب والقمع والتنكيل بالعرب، لا فرق بين طفل وكهل وقدموا البراهين على ان من يطلب المعروف في الحكومة كطالب "الدبس من قفا النمس"، واعتبروا ان لقاءات الدروز بالمسلمين والمسيحيين خطيرة وفي نظرهم تعتبر وبالا على امن الدولة. وانتهجوا نهج فرّق تسد وفخار يكسر بعضه، لدرجة داسوا على التقارب والاتفاق حتى بين الزوجين ورفضوا التراجع عن الخطأ الذي يعتبر فضيلة لأنهم ليسوا اصحاب فضائل ويرتجفون من مجرد سماع الاسم، وأصروا على الاخطاء وبالتالي على الرذائل والسير في دروب الضلال والتيه، مؤكدين قول الحق البوم بدِلّك على الخراب، مستعذبين نعيبه ورافضين الاستمتاع بتغريد البلابل وزقزقة العصافير وهديل الحمائم وخرير المياه وحفيف الاوراق وهسهسة السنابل وانغام تسقسق حبات الطل على الغصون. ظنوا ان الاعمال التي ينالون جزيل الشكر عليها هي الشريرة والرذيلة، وترجمة المثل القائل، الفم يسبح واليد تذبح والحق كان ناقصا الى ان جاء الاخرق ترامب وملأه، الا يستحق المديح والثناء وكيف لا نمدحه نحن وذوي القربى في الدين والقومية واللغة من امراء وملوك يلتفون حولنا ويساعدوننا في كل ما نفعله ونقوم به من ممارسات قمعية وتزويرية ضد الاماكن المقدسة والارض والبشر والشجر.

واذا كان كل ذلك لم يقنع الملوك والامراء وبعض الرؤساء ويدفعهم الى الوحدة ودعم القضية الفلسطينية فعلا لا قولا فهل سيتحدون يوما ما، مما يؤكد ان نهجنا هو الصحيح البنّاء ولا مناص لنا الا تعميقه والاستمرار فيه الى ما لا نهاية وهذا يؤكد انه بقدر ما اسرفت الطبيعة في خلق جسد نتن ياهو بالذات بقدر ما بخلت في صنع عقله، او الاصح نسيت ان تهبه العقل ليفكر بواقعية وعقلانية الامر الذي يؤكده كتّاب يهود وخاصة رئيس الموساد. فقد بغى وتكبر وتجبر مما يدل ان شقاء الانسان ناتج عن غبائه مما يؤكد في هذا المجال ان عقل الانسان لا يعتبر ميزة ولا فضلا وليس هناك ما يدعوه للسيطرة على الحيوان والتحكم به فهو يقتل اخاه ويستغله ولا يشفق على العراة والحفاة والجوعى والذين يفتشون عن طعام في اكوام القمامة وينامون في العراء لارواء شهوته لتكديس الاموال والرد على الاتهام يكون عكسيا وهناك دائما امكانية وهذا يتطلب السير في الطريق اليها وليس تجنبها.

فالرد على الفاشية يكون بتبني الافكار الشيوعية ورفع الرايات الحمراء والنضال المكثف من كل المظلومين والرد على الباطل يكون بنصرة الحق والتمسك به مهما كان الثمن والرد على الكشرة والغضب يكون بالبسمة والهدوء، والتمييز برص وتوحيد الصفوف. ومن هنا ليس امام الجماهير العربية في البلاد الا وضع الايدي في الايدي وتقوية تشابكها وروعة عناقها والعمل لصقل القائمة المشتركة لتكون الاطار القوي والواسع للجميع، لمواجهة وحش السلطة الحاقد على الجميع ولكسر انيابه ما عليها الا الوقوف امامه وقفة مارد عملاق يرفض النهج الحكومي الكارثي العنصري المصر على التمسك بأوهامه القاتلة والقائلة انه لا مكان للعرب بلا استثناء في وطنهم ولا بد من ترحيلهم.

والسؤال للجماهير العربية: ما هو الافضل الرد الموحد والمكثف على الوحش السلطوي الرافض لنهجه من خلال البقاء في بيت القائمة المشتركة وترجمة مقولة، الرفق بيعين عالرزق ولا يعجز القوم اذا ما تعاونوا ام التشرذم والشد على ايدي الجلاد ومباركتها لتزيد في نهجها الدموي الكارثي امعانا واهانة ومصادرة للفرح وراحة البال والطمأنينة والسلام وترسيخ الهدم والقتل والاحتقار للعرب ولغتهم وعاداتهم؟ وتقترف الجماهير العربية جريمة بحق نفسها اذا اعطت صوتا واحدا لاحزاب السلطة العنصرية والدينية المكشرة عن انيابها. واذا كان فاقد الشيء لا يعطيه فهل تتوقع الجماهير من آلهة الحروب والاحتلال والاستيطان حتى ولو حسنة بسيطة لوجه الله، لذا ليس امامها الا خيار التماسك والتمسك بالحقوق والهرولة الى صناديق الاقتراع والتصويت علانية وببسمات النصر للقائمة المشتركة والقائلة بتصويتها لها نحن هنا ولنا كرامتنا ومستقبلنا وسننتزع حقوقنا من بين انيابكم بالقوة فقوتنا في وحدتنا وليس في السير مع السلطة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب