news-details

"לך" "انقلع"|  يوسف حيدر

خيرًا وأملاً ما تبعثه المظاهرات المستمرة في الشوارع من قبل العباد التي ضاقت فيها البلاد وبالكورونا ذرعًا، وبتسلط وحوكمة نتنياهو وزمرته وكأن المجتمع الإسرائيلي يصرخ متألمًا كما صرخة السود في أمريكا "نريد أن نتنفس" إلى جانب الشعار المبتكر الجديد والرائج "לך" أي "انقلع" من حياتنا يا نتنياهو انت وزبانيتك "وشللك" المسعورة المجندة للهيمنة على السلطة ومفاتيحها فإما مصالحكم أو من بعدكم الطوفان.

"ما فشرتم"، ستسقطون حتمًا عندما يعي المجتمع الإسرائيلي وخاصة اليهودي أن أزمته العميقة سببها الاحتلال والذي تنمو على جوانبه مظاهر العنصرية والاضطهاد والقمع و"البلطجية" البوليسية والاستعلاء والتوحش وشيطنة الآخرين "الغوييم"، وانكار الحقوق واغتصاب الحق والأرض والمكان والاستيطان "التغولي" بالمعنيّين الذي يحطم مستقبل الاستقلال والحرية للشعب الفلسطيني. فلا تفيد الإسعافات الأولية مع هذه السياسة المنتهجة من قبل حكومة اليمين الاستيطاني الديني التبشيري الفاشي الشرس ناهب الأرض ومقتلع الشجر وقامع البشر.

يبقى دورنا نحن قوى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية كشف المستور والمسكوت عنه في حلبة الصراع الداخلي الإسرائيلي، نحن أصحاب التحليل العلمي لحركة المجتمع والناس، لأنّ الآخرين لن يعرفوا الطريق الذي يجب أن يسلكوه للخروج من أزمتهم. أمّا نحن فنعرف الطريق وهو التغيير الجوهري للنظام وهذا الهدف المركزي يجب أن يكون من الهبات الشعبية الاحتجاجية المحلية والعالمية، فالاستغلال والاضطهاد والعنصرية هي من انتاج الرأسمالية المستغلة للسواد الأعظم من الشعب. الرأسمالية هي من تفقر الجماهير وتلهيهم عن مهمتهم الديموقراطية والجوهرية في لعبة الانتخابات والمكاسب الاقتصادية الفردية في اثراء الأغنياء وافقار الفقراء ومصطلح الفقراء يجب ان يختفي من القواميس ليحل محله المصطلح الصحيح " المفقرين" لأنّ الانسان يولد حرًّا وليس فقيرًا.

 

"هبة تحت شعار: لا لتعذيب الكلب من بات يام"

يا الله ما أرق المجتمع اليهودي الإسرائيلي!! قامت الدنيا ولكنها قعدت بسرعة بعد ان هبوا للتظاهر متوعدين ومهددين معذب الكلب (كلب صاحبته)، هذا السّادي من أحد أحياء بات يام شاب بعمر الـ 35 عامًا. مظاهرة واحتجاجية بكل معنى الكلمة والجدية. طيب بارك الله بكم على هذه المشاعر الرقيقة والفزعة الرائعة لتثبيت شعار الرفق بالحيوان والنخوة والرحمة من أجل كلب يعذب في بات يام.

 وماذا مع المعذبين الآدميين يا... على بعد كيلومترات منكم.. ألا يستحقون مثل هبة الكلب "البات يامي". اما أنّكم لا تتدخلون بالسياسة الأمنية لدولة "الأبارتهايد" الفصل العنصري.. بل تخدمون وتلوذون بصمت أهل القبور على ما تقترفه سياطهم/سياطكم، وكلابهم/ كلابكم وبنادقهم /بنادقكم... بأجسادهم وأرواحهم.. وكأنهم/ كأنكم يظنون/تظنون أنهم/انكم تحافظون على وجودكم وحياتكم ومستقبلكم. ألا تعلمون انه ان لم تحل مشكلة الذين تظنون انهم اقل درجة من الكلب "البات يامي" في أن يعيشوا بدولتهم المستقلة كاملة السيادة كرماء أعزاء.. لا مستقبل لكم ولا أمن ولا أمان. فالمختصر المفيد "فكوا" عنهم وارحلوا وأخرجوا من حياتهم وأرضهم وسمائهم ومقدساتهم.

 

"الربيع الأمريكي في عالمنا العربي"

تتفاعل وتتسارع الحملات الانتخابية الأمريكية بين المرشحين لرئاسة أمريكا والصراع على أشده بين الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي.. وآخر الحملات واخطرها وهذا ما يهمنا كعرب ويقلقنا التي استلها وزير خارجية رئاسة ترامب بومبيو من البريد الالكتروني لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون والخاسرة في معركة الرئاسة السابقة امام الرئيس ترامب والتي تأكد فيها الدور المنوط بحركة "الاخوان المتأسلمين" في تخريب ديار وبلاد العرب، من أجل الوصول للسلطة بمعاونة وتوجيه ورعاية ومرافقة جهاز المخابرات الأمريكية بالعربي "السي آي أي"!

فما هي المهام السياسية والإعلامية والدينية التي أوكلتها الإدارة الأميركية، وفقاً لبرقيات السيدة هيلاري كلينتون، "لحركة الإخوان المتأسلمين" وحلفائها في المنطقة العربية؟

أولاً: نشر ظاهرة الفوضى "الخلاقة" في المنطقة العربية والشرق الأوسط عمومًا، والتي بشّرت بها السيدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، قبل ما يزيد على 15 عامًا، وهي التي رسمت خيوط السياسة الأميركية المرعبة تجاه شعوبنا العربية التي عاشت الأمة العربية مرارتها وآلامها منذ العام 2011م.

ثانيًا: أثناء زيارات وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية، السيدة هيلاري كلينتون، المتكررة للمنطقة العربية، كانت قناة الجزيرة القطرية إحدى محطاتها الرئيسيّة، وطرحت عليها مشروعها التعبوي الإعلامي للتحضير والتفاعل مع ما سيحدث من تمرّد واعتصامات، وحتى استخدام السلاح من قبل "الثّوار" المحتجين في كلٍ من تونس ومصر وسوريا واليمن وحتى العراق، لتدشين مرحلة "ثورة الربيع العربي"، ومنع حدوثها بأي وسيلةٍ في الدول العربية الحليفة. وكمثال على ذلك ما حدث من تدخل عسكري سعودي في مملكة البحرين.

ثالثًا: طالبت السيدة هيلاري كلينتون من دول مجلس التعاون الخليجي التمويل المالي السخي مع حشد إعلامي ودبلوماسي قوي لمؤازرة "ثوّار الربيع العربي"، وتم تنفيذ المهمة على أكمل وجه، من خلال ضخ مليارات الدولارات من قبل المملكة السعودية وإمارة قطر ومشيخة الإمارات العربية المتحدة، لجميع قادة المتمردين، وخصوصًا قيادات "الإخوان المتأسلمين" وحلفائهم. وما صرّح به وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها آنذاك لوسائل الإعلام هو خير دليل على عبث قادة مجلس التعاون الخليجي بدماء أبناء الأمة العربية كلها وأرواحهم ومستقبلهم.

رابعًا: تم البحث بعناية دقيقة عن حامل سياسي وحزبي لما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي"، ووجدوا ضالتهم في حركة "الإخوان المتأسلمين" وحلفائها للقيام بمهمة إسقاط الأنظمة العربية التي كان لها موقف معادٍ لإسرائيل من خلال الاعتصامات والاحتجاجات، وقطع الشوارع والبقاء في الساحات العامة، وتعطيل الحياة الداخلية في تلك الأقطار العربية المستهدفة.

 خامسًا: كان الهدف من جميع تلك "الثورات الربيعية أمريكية الصنع والتنفيذ" هو تأمين أمن إسرائيل وسلامتها، وجعلها قوة إقليمية مهيمنة في الشرق الأوسط، تمتلك ترسانة نووية مدمّرة، وأن يزال من جوانبها أية تهديدات لوجودها.

 سادسًا: حين قرَّر قائد الثورة الليبية معمر القذافي أن يستثمر ويوظف مدخرات الشعب الليبي من الذهب والفضة والصكوك إلى عملة أفريقية موحّدة تماثل وتنافس في قدرتها وسعرها السوقي مقارنة بالدولار الأميركي، انقضّ عليه حلف شمال الأطلسي بالتعاون مع حركة "الإخوان المتأسلمين" في الداخل، إضافة إلى الدّعم اللوجيستي والعسكري من إمارة قطر، وعلى الضد منهم تقف الإمارات العربية مع خصوم القذافي.

 سابعًا: ستتم مكافأة "الإخوان المتأسلمين" من قبل الولايات المتحدة الأميركية، من خلال تثبيتهم في السلطة في تلك البلدان التي يسيطرون عليها، إذا ما نجحوا في المهمة وألغوا الجيوش العربية وقطاع الأمن العام والاستخبارات من خلال هيكلتها. وستكون الجمهورية التركية وإمارة قطر هما الحامي والممول لهم.

 خلاصة القول، بعد أن اطّلع الرأي العام العالمي على الوثائق (رسائل السيدة هيلاري) التي نشرها البيت القاتم الأميركي، اتّضح للجميع مؤخّرًا أن مسرحية ما سمّي بـ "الربيع العربي" كانت عبارة عن عمل مسرحي هزلي وسخيف دبّره صانعو السياسة الغربية وأميركا المتصهينة تحديدًا، وهو فعل أدخل عالمنا العربي في دوامةٍ من الصراع العسكري الأمني والاقتصادي، وكان ثمنها دماء وأرواح وأشلاء بشرية عربية في معظمها مدنية، لا ناقة لها ولا جمل في كلّ ما حدث. وفوق هذا وذاك، فهي مدفوعة الثمن من مال خليجي عربي سخي، هو المال القطري والإماراتي والسعودي، واللّه أعلم منّا جميعًا. تصوروا أنَّ ديموقراطيتهم في الغرب الليبرالي "الحر" وحملاتهم الانتخابية دفع ويدفع ثمنها المواطنون البسطاء في عالمنا العربي من أرواحهم ودمائهم، ومن أشلائهم المتناثرة في الشوارع والطرقات والساحات، مع مصير مجهول لمستقبلهم ومستقبل الأجيال اللاحقة، وللفضائح بقية!

 

  

//قالت لي العرافة

انه لعصر عجيب هذا العصر

فلا جديد يهم ان يولد

كما يظنون..

عصر عجيب

حائر يعتصر الاضطراب في عقولنا

كله جوائح قاتلة

مبهمة

الفكرة في هذا العصر

تمرغت بالوحل وتشوهت وتكسرت

وتغيرت ابعادها

وفقدت انسجامها

كلعبة بيد طفل..

الفكرة تترنح بالطريق القويم

تهتز..

فما عسى أن يحدث

وأن يكون؟!

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب