news-details

البروفسور مصطفى عبّاسي في طبريّة| نمر نمر

البروفسور مصطفى عبّاسي/الجشّ/كُلّيّة تِل حاي/طَلْحة/ أطَلَّ علينا بدراسته الجديدة: طبريّة وسكّانها العرب في عهد الحُكْم العثماني 1918 -1948، الّلغة عبريّة، الصّادرة عن دار النّشر العبريّة: يَدْ يتسحاك بن تْسفي، نهاية عام 2021، عدد الصّفحات 296 قطع متوسّط، يكتب الباحث في إهدائه لهذه الدّراسة الميدانيّة الجادّة ص 8:

(لذكرى ابني أحمد الذي رحل قبل أوانه)، وكان هذا الرّحيل في ظروف مأساويّة مؤلمة كئيبة. جاء البحث في أحد عشر فصلاً، يُضاف إليها: المقدّمة، تلخيص، ملاحق، اختصارات ومراجع، مصادر الصّور ومفتاح الأسماء والأعلام.

*يتضمّن الفصل الأوّل موادَّ: طبريّة العثمانيّة في القرنَين الثّامن عشر والتّاسع عشر، ظاهر العمر والتّطوّر المتجدد في طبريّة، المبنى الاجتماعي والسّكّاني في المدينة، طبريّة وأحياؤها، المؤسّسات وهيئات الحُكم.

*الفصل الثّاني يُحدّثنا عن: طبريّة في بداية عهد الانتداب البريطاني، المؤسّسات الانتدابيّة وهيئات الحُكم بين الاستمراريّة والتّغيير، امتداد المساحة السّكنيّة في المدينة.

*الفصل الثّالث: المبنى السّكّاني والاجتماعي لِعَرَب طبريّة، عائلات الأعيان الإسلاميّة، عائلات الأعيان المسيحيّة، أبناء الطّبقة المستورة.

*الفصل الرّابع: جهاز التّربية العربيّة والحياة الثّقافيّة.

*الفصل الخامس: الحياة الدّينية عند المُسلمين والمسيحيّين، القيادة الدّينيّة الإسلاميّة، أماكنها الدّينيّة المقدسة في المدينة، المؤسّسات الدّينيّة، القيادة المسيحيّة وأماكنها المقدّسة.

*الفصل السّادس: الاقتصاد ومصادر المعيشة: التّجارة والخدمات،، الفنادق، المطاعم والملاحة في البحيرة، الصّناعة، صيد الأسماك، الحمّامات، الكَتَبَة، الزّراعة والبناء.

*الفصل السّابع: إدارة مدينة مُخْتَلَطة في ظِلّ النّزاع القومي، بلديّة طبريّة بين العثمانيّين والبريطانيّين، المدينة وكارثة الفيضان عام 1934.

*الفصل الثّامن: طبريّة ومحيطها القروي، علاقات وَتَوَتُّرات، قُرى القضاء، السّكّان، العائلات القياديّة، ، المبنى الاجتماعي والاقتصادي، الخلفيّة القرويّة العربيّة وأنماط ملكيّة الأرض، العلاقات مع القيادات البلديّة والحركة القوميّة.

*الفصل التّاسع: عرب طبريّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، العقد الأوّل لحُكم الانتداب، بداية العلاقة مع الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، العقد الثّاني وتصاعد مكانة صدقي الطّبري، العقد الثّالث: صدقي الطّبري والنّشاط الوطني، الجمعيّات والهيئات الوطنيّة وعملها.

*الفصل العاشر: عربُ طبريّة في حرب 1948: بداية التّنظيم العربي، تأسيس اللجنة الوطنيّة وعملها، فترة الانتظار، من قرار التّقسيم حتى بداية القتال، نهاية التّهدئة وبداية القتال، الهجوم على قرية: ناصر الدّين وأبعاده، تهجير عرب طبريّة.

*الفصل الحادي عشر: هَدْمُ المدينة القديمة، وَضْعُ المدينة القديمة قبل الحرب، إخْلاء السّكّان اليهود من المدينة القديمة، هدم المدينة القديمة والعوامل الدّافعة لذلك، إقامة الّلجنة الحكوميّة لشؤون الهدم وعَمَلِها، ردود فعل السّكّان اليهود على الهدم، المُصادرة ودفع التّعويضات.

*البشر، الشّجر والحجر: في هذه الدّراسة يُلملم مصطفى أشلاء المدينة: البشر والشّجر والحجر، وكلَّ ماعاثت به يد التخريب المتعمّد، لِسدّ طريق عودة عرب المدينة، بعد تهجيرهم المُبرمج من قِبَل السّاسة اليهود وحكومة الانتداب، ويسلّط الباحثُ الأضواء على التّغيير السّريع الذي طرأ عاجلاً، لخلق واقع جديد، واصطفاف الباصات لنقل عرب المدينة إلى الدّاخل أو عبر الحدود، قصص يندى لها جبين كلّ عاقل يبحث عن كُنه الحقيقة أثناء التّهجير وبعده.

 كما يولي الباحث اهتماماً خاصّاً بكافّة المقدّسات الدّينيّة لكافة الطّوائف، مقام السّتّ سُكينة بنت الحُسين يُجَيّرُ علانية لقبر راحيل زوجة الكاهن رابي عكيبا! لم ينسَ الكُنُس، الكنائس والمساجد، ولا ضريح النّبي شُعيب(ع) في قرية حطّين، ولا تنّور/مسبح النّبي أيّوب شمالي البحيرة.

*مُقتطفات مُتفرّقة: من بين العائلات الإسلاميّة في المدينة يُشير إلى آل الطّبري وأصلهم من عجلون أو المدينة المنوّرة، آل الخرطبيل، آل العاقل، آل عبد الله، ومن العائلات المسيحيّة يذكر: جبران، غْرّيِّب، سليمان، حبيب الحسيني، الصّايغ، كما يتوسّع الباحث في حديثه عن آل الطبري والمهام الدينيّة والاعتباريّة التي مارسوها، عدا عن الوظائف والتّجارة والنّشاطات المختلفة والمُتعددّة، ومن بين نشيطي وكبار هذه العائلة، يُشير إلى كلّ من المشايخ والسّادة: طاهر، كامل، أمين، جمال، خير، يوسف، عبد المجيد، عمر، عبد الله، عبد السّلام: محمد، ، سعيد، صدقي، زليخة، فريد، رشيد، فايز وغيرهم، وهم أصحاب الوظائف الهامّة مثل: المُفتي، القاضي، الإمام، المُؤذّن، الخطيب، متولّي الوقف، المأذون وغيره.

كما يحدّثنا عن القرى العربيّة المهجّرة في القضاء وتعداد سكّانها ص148، مساحات الأراضي ص155، ممثّلو طبريّة في المؤتمرات الفلسطينيّة ص167، عدد القتلى العرب في القضاء ص174، تلخيص ص 241، يتضمّن الكتاب عدّة جداول رقميّة عن السّكان في المنطقة، رؤساء البلديّة وأعضائها، المندوبين في اللجان الوطنيّة والمؤتمرات، أصحاب الفنادق الحوانيت، المقاهي، الورشات المهنيّة وأصحابها من العرب واليهود على الصّفحات: 109، 114، 131، 136، 138،، 148، وما بعدها.

*تلخيص وخاتِمة: كل فصل ينتهي بتلخيص وإجمال ووضع النّقاط على الحروف، بداية من بناء المدينة في مطلع القرن الميلادي الأوّل، ووقوفا عند بداية القرن الثّامن عشر وحُكم الزّيادنة في المنطقة، واستحضار الحاخام أبو العافية من تركيّا للإستيطان في هذه الدّيار، والتّعاون العربي اليهودي طيلة نحو قرنَين زمنيَّيْن في إدارة المدينة والعلاقات التّجاريّة والجيرة الحسنة حتى بداية الاحتراب.

*مُلحقات: من بين الملاحق التي يدوّنها مصطفى: تركيبة بلديّة طبريّة في نهاية الحُكم العثماني، وتركيبة المجلس الإداري، تركيبة المجلس القضائي، مع ذِكْر أسماء الّذين شغلوا هذه المناصب الحسّاسة.

* صحيفة هآرتص/ مُلْحَق غاليريا، 4 /5 /2022 نشرت مقال الكاتب العبري موشه جلعاد، تحت عنوان: خراب من صنع أيدينا، بعد أن ترافق موشه ومصطفى في جولة ميدانيّة في رحاب طبريّة من شمالها إلى جنوبها، للوقوف على ما تبقّى من المعالم والآثار: مساجد، كنائس، مشافٍ، أسواق وأطلال، وكيف أصبح الجامع العمري مكبّاً للنفايات!الصّحفيّ يستغرب التّفاؤل لدى الباحث، رغم المناظر التي تقشعِرّ لها الأبدان، ويؤكّد مصطفى لموشه رغم هذا: فالتّاريخ يجمعنا.

*أرشيفات: عَهِدنا عن الباحث اهتمامه بالتّوثيق والأرشفة، والتّفاني في ارتياد مثل هذه الأمور، فهو لا يكتفي بأرشيفات الدّولة في: القدس، تل أبيب، جبْعتايّم، طبريّة، كفار جلعادي ونابلس، بل يُيَمِّمُ أنظاره نحو الأردن، تركيا، بريطانيا وغيرها للتنقيب والاطّلاع على ما حُفظ وَدُوِّنَ.

*كتاب طبريا / عوديد أفيسار: وإذا كان الشّيء بالشّيء يُذكر، فالباحث مصطفى يتطرق في كثير من المواقف إلى كتاب: طبريّة لعودد أبيشار الصّادر عام 1970، وهو غنيّ بالصّور والإسهاب والوثائق العبريّة، ويضمّ 480 صفحة من القطع الكبير.

*المَصادِر والمُقابَلات: قرأنا معظم ما وضعه البروفسور من مؤلّفات ودراسات سابقة عن الجِش، آل طوقان، مدينة صفد في عهد الانتداب البريطاني... ، فجاءت هذه الدّراسة لتُتوّج أبحاثه الجادة، وكلنا ثقة بأنّه سيُتبعها بدراسات أخرى لإكمال الصّورة عن وضعنا المُزري في هذا الوطن في مختلف العهود.

بعد هذه الجولة الخاطفة على دراسة البروفسور مصطفى عبّاسي، يطيب لنا ان نشدّ على يدَيْه المعطاءَتَين وقلمه السّيّال، وفكره النّيّر، وإعطاء صورة واضحة المعالم عمّا جرى في هذه المدينة المُختلطة والتي باتت وأصبحت أحاديّة الانتماء العرقي، ومحاولة طمْس الحقائق والتّنَكّر للاتّفاقيات والتّفاهمات التي أبْرِمَتْ من قَبْل، وعودة إلى مثلنا العربي: إلّلي بِعْرِفْ بِعْرِفْ والّلي ما بِعْرِفْ بِقولْ كَفّْ عَدَس!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب