news-details

الحب في زمن الكورونا (3): "في انتظار الشمس" | يوسف حيدر

لن أغرق كثيرا بالتحليلات المفرطة ولن اتعمق كثيرا "كأبله الفلسفة" كيف حدث ذلك؟ ففي عزلتي تفور العاطفة عندي. والحب أصبح مرفأ الروح لي.. يتغلب على سؤال حالي.. هل انت خائف؟ نعم فالكورونا غدت وبحق فيروس الخوف الحقيقي الذي يحاصر كل الناس في اقفاصهم البشرية.. ومفهوم القفص انتشر في التاريخ البشري عندما كان ينقلون العبيد في الاقفاص من المستعمرات البعيدة الى بيوت الذوات الرأسمالية المستغلة التي دمرت البشرية أكثر من مرة بحروبها المصطنعة وجشعها البشع. 

فنحن إذا محاصرون في اقفاصنا البشرية.. ننتظر الخلاص.. وكأننا ننتظر "غودو" الذي لم ولن يأتي.. فهذا الفيروس الاممي قسّم العالم.. بدون حروب او عقوبات اقتصادية.. الى عالمين..  بعد ان اغلقت حدود اغلبية الدول فانعزلت عن بعضها بدون قرارات دبلوماسية بل خوفا من الموت المتنقل بفعل هذا الوباء الغامض. وحفاظا على سلامة مواطنيها.. عالم غني يمتلك كل أدوات المعرفة ويعمل ليل نهار لاكتشاف العلاج ويحمي مواطنيه ويعجل بكسر "الحصار" من اجل تغيير المسار.. وعالم فقير ينتظر مصيره المحتوم. 

فلماذا ايتها الجائحة الخبيثة؟ فضحت المجتمعات.. ان العلم ليس أداة للترفيه بل أيضا وسيلة للنجاة.

 وسأذكُرك ايتها الخبيثة الجائحة النائحة عندما تختفين من عالمنا الجميل وهذا اكيد ومضمون أن الذي سيكون بعدك أجمل وأكثر حبا.. متعاون ومتضامن أكثر من أي وقت مضى فما قبل قبل الكورونا ليس كما بعد بعد الكورونا.

وانا في قفصي محاصر ومطارد منك يا خبيثة 

 أحن الى لمسة وسلام وجلسات ولقاء الناس 

 ولن استعيض عن علاقتي معهم بالهاتف النقال الجوال.. او الرسائل النصية قصيرة الصبر والسؤال. او عبر الفيس بوك او الوتس أب او التويتر وغيرها وغيرها من وسائل الجيل الخامس الافتراضي بالتواصل والتجسس والتحسس والتلمس والتوسوس.. فبإرادتي ان اعود لطبيعتي البشرية العادية. البسيطة بعظمتها.. والعظيمة ببساطتها.

فشكرا لك ايتها الجائحة المجهولة العلاج – حتى الآن - ايتها الخبيثة.

 فقبلي شكرك اثنان الأول رئيس حكومة انتقالية ومشبوه بالفساد.. والعاجز حتى الآن عن تشكيل الحكومة حتى بعد ان انبطح واستسلم له غريمه العابر غير الصابر بحجة مواجهتك والتخلص منك مع ان الرئيس في قرارة نفسه يقول.. "ضلك.. ضلك" فأنت يا عابرة القارات باللمس "والبصقات" عكرت فرحة نصرنا.. نحن المواطنون "سوق ب".. واعطيت للرئيس المشبوه حبل النجاة.

والثاني زعيم الاعلام والكلام في بلاد العم سام.. صاحب النسر الجارح.. ذو المخالب المخيفة اخطبوط البشرية القذرة.. ومارشال الحروب الكلامية والحرب الاقتصادية.. ترامب! مخطط المستقبل القاتم للعالم.. بتكبره وتجبره وغطرسته واستكباره.. والذي يستغلك يا خبيثة.. لتدمير قيم الحب والتعاون والتآخي والتعاضد في العالم. فهو لا يعلم ويتجاهل قاعدة الشعوب الحرة المقاومة: ان الامبريالية الامريكية فيروس او بالعربية جائحة أكثر خطورة من الكورونا على البشرية جمعاء. والتجربة علمتهم ان ما ترتكبه هذه الآفة الجائحة من جرائم في العالم تفوق اضعاف اضرار جائحة الكورونا.

ماذا أقول لك ايتها الخبيثة الجائحة المجهولة..

وانا في ظلمة قفصي القسري "والطوعي" لأنه بإرادتي أيضا، أتلقى التعليمات والتوجيهات ويا لحزني من أحد الاثنين الشاكرين والمبجلين لك، هذا المصاب بفيروس وجائحة الاحتلال والمهووس بالضم ليست ضم زوجته سارة بل ضم أراضي الشعب الفلسطيني التي يظن انه ورثها من اسلافه واجداده قبل آلاف السنين.

وبلا طول سيرة..

بعد أن افشيت لك ببعض هواجسي ومشاعري وبرغم شكري لك لا احبك الا بعد ان ترحلي من فضائنا.. وتخرجي.. من بيوتنا.. وطعامنا وملبسنا وشوارعنا وحاراتنا.. وزمننا.

وبعد عدم الالتزام بالتعليمات من أحد الشاكرين.. اقول لكم.

 أحبوا بعضكم.. واستمتعوا بأحلامكم وأنتم في اقفاصكم. 

وتناغموا مع روحكم.. بالفرح والامل.. وتذكروا دائما الأحاديث الجميلة التي لن نفقدها ونحن في انتظار الشمس.

وللحب بقية..

(يتبع)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب