news-details

المؤتمر الاستثنائي التنظيمي لجبهتنا| د. جابر خوري

لا بد من التطرق لبعض الأمور السياسية والمبدئية، لأن التنظيم السياسي في الجبهة والحزب مبني على مبدأ، خطوط عريضة واسعة للجبهة وأيديولوجية واضحة للحزب الشيوعي في إسرائيل.

 موقفي لم يتغير ولن يتغير سياسيا وايديولوجيا، فنحن نناضل من اجل أن نصل الى خط ديمقراطي يوصلنا للاشتراكية. نناضل من اجل الأممية خاصة في هذه البلاد، لان شعبنا تحت نير الاحتلال وعلينا النضال من اجل حريته وبناء دولته المستقلة في هذه البلاد وعاصمتها القدس الشرقية، ولا نتنازل عن حق عودة اللاجئين. موقفنا بعدم التنازل عن الثوابت الثلاثة موقف يشهد له العالم كله.

 بموقفنا أن امريكا الرأسمالية راس الحربة نقف كحزب وجبهة امام كل من يريد أن يتغاضى عما يسمى أمريكا راس الحية. لا يمكن أن نستبدل كلمات او مفردات بنضالنا، لأنها تفسر سياسيا خطأ ويستفيد منها كل المترصدين لنا ولخطنا السياسي الأيديولوجي المعروف لينتهزوا الفرصة لبناء حزب سياسي جديد.

انتهاء الاحتلال مطلبنا الأول والأساسي ولا تراجع عنه، وثانيا حقوقنا المدنية في هذه البلاد.

حزبنا وخطه السياسي كان وما زال لا غبار عليه وعمله السياسي العام محليا وعالميا يشهده له القاصي والجاني، وكل الاحزاب الاشتراكية والشيوعية العالمية تعرف وتحترم ما نقول ونكتب.

عمدًا لم اكتب أو أتطرق للأمور الاجتماعية والتنظيمية لان نقاشي بالأساس لاحقا سيكون حولها وتقديم اقتراحات سهلة التنفيذ من خلال الهيئات التنظيمية.

 التطور التكنولوجي العالمي وتحول السياسة النيو ليبرالية شئنا او أبينا نتج عنهما نسبة لا باس بها من الشباب الذي يعمل ليطور نفسه والاهتمام بالذات، مما أدى لنسيان المجتمع والمصلحة الجماعية الاجتماعية والسياسية ودخوله الى عالم اليأس ليتمكن من البقاء رافع الراس وخاصة بدوله عنصرية وحكومة يمين متطرفة.

يحاول رفاقنا الدمج والتوفيق بين تطور الذات وحب الوطن والعمل المشترك لكن مقابل هذا يوجد الوحش الرأسمالي الذي يملك الموارد والأساليب المغناطيسية للجيل الشاب فيبتعد عن السياسة الخارجية وبالذات عن قضيتنا الفلسطينية. تطور العنف بهذه البلاد هو امر غير جديد على مسامعكم ولكنه يتغذى من الصهيونية والشاباك بعدما شعرت الحكومات الإسرائيلية أن شعبنا موحد فأفسحوا المجال بطرقهم الموضوعية والذاتية لدخول فرق العصابات واستعمال السلاح من اجل حفنة من المال ولا قيمة للإنسان كانسان وبالذات الانسان العربي.

هنالك جوانب عديدة للتحليل وسبقني كثيرون بذلك لكني اردت طرح وجهة نظري من جانب معين لأنني اريد أن اتطرق وأطرح ماذا نريد كجبهة وكحزب؟ هل نريد بسلم أولوياتنا أن نتوسع بين الجماهير بدون قيد او شرط ولا نعرف الى أي حد؟  ام نريد أن ننظم جهتنا وحزبنا ونترك العالم يدور من حولنا؟

 انا اميل الى حل ثالث ليكون بسلم اولوياتنا الان ثم الان ثم الان، بناء التنظيم وتجديده ومن خلاله وبموازاته التوسع تحت شعار جبهة واسعة تضم كل من يريد أن يسير معنا بخطوطنا العريضة. انا مقتنع أن الحزب والجبهة تصبو الى ما نصبو اليه جميعا. ولكني اقتنعت وللأسف أن لا جرأة لتنظيمنا الجبهوي وبالأساس الحزبي للخروج من الهرم التنظيمي الذي يسمى الهرم التنظيمي الثوري. بما أن تنظيمنا علني وأكثر من علني فبرأيي لا بد من أن نفكك الهرم هذا أولا بالجبهة حتى نخفف من العبء على الرفاق ونقلل من هيئاته وندع الجبهة فضفاضة أكثر ولتكون هيئة كبرى ولها سكرتاريا ومناطق أي تلغى الفروع وتلغى الجبهة بكل بلد ويلغى ما يسمى مجلس جبهة.

ان عدم التطوير والتجديد وتطوير التنظيم أي المؤسسة الجبهوية الحزبية لا يمكن معه أن نستمر بهذا الشكل. وللأسف فإن عدم التطور والتجديد لا بد أن يدخلنا في أخطاء سياسية محلية وقطرية لذلك سأقترح عدة نقاط لكي نخرج وبثبات من تنظيمنا المتدهور.

أولا: علينا أن ندرس إقامة لجنة اقتصادية من مختصين ببناء مصادر وموارد مادية تدعم التنظيم بالشكل القانوني. هناك الكثير من الشخصيات والعقول التي تحب وتغار على الجبهة والحزب يمكن أن تبني ما جئت به.

ثانيا: بما أنني اقترحت تغيري او توسيع الهرم التنظيمي للجبهة فإنني اصر على أن الهيئات الوسطى بالقطاعات تحتاج الى محترفين ومحترفات بنسبة 100% ليقوموا بواجبهم كاملا، وبالطبع اشخاص يتمتعون سياسيا وتنظيميا بالقدرة على تنظيم الهيئة او القطاع ولدينا الكثير من رفيقاتنا ورفاقنا الذين يتمتعون بهذه الصفات. إن الاحتراف يخفف من الضغط على الرفاق المسؤولين غير المحترفين وبنفس الوقت يربط القيادة مع القاعدة.

ثالثا: اقامة جمعيات إنسانية واجتماعية ومشاركة في أخرى بهدف التواصل مع الناس ولفائدة الناس.

رابعا: بناء حلقات تواصل لطلاب الجامعات والربط ما بين طلاب الجامعات وهيئتنا في البلاد وخارج البلاد وتخويل منسقين من البلاد وخارجها ليكونوا حلقة الوصل وهكذا يمكننا المراقبة والبقاء بتواصل دائم.

خامسا: انشاء حلقات وصل بين كل الهيئات المهنية كالأطباء المهندسين المحامين وغيرها وان يكون رفيق مسؤول عن الموضوع.

سادسا: من اهم الأدوات للوصول للناس هو العمل الميداني في مدننا وقرانا مثل النوادي، لذا علينا الدخول لنوادي المجالس المحلية النسائية، الشبابية، والرياضية من خلال تقديم محاضرات.

سابعا: دعوة مجلس العمال بشكل جدي لتنظيم العمل بينه وبين الجبهة والحزب، فلا يمكن الاستمرار بهذا الشكل واظن أن منتدبينا في مجالس العمال لا يمانعون بمساهمتنا في مجال تطوير العمل معهم ومساعدتهم ومراقبتهم.

ثامنا: لدينا بناء هيكلي للشبيبة الشيوعية علينا دعمه تطويره ومساعدته، الامكانيات وارده وما علينا الا إيجاد متبرعين لهذا الموضوع فقط.

تاسعا: لجنة المتابعة لجماهيرنا العربية تعمل وبنشاط لكني اشعر أنه ليس كل الرفاق ومن عندهم القدرة يتشجعون للنشاط في لجانها، ولهذا ادعو لدراسة الموضوع بشكل أوسع وجدي أكثر لتشجيع النشاط باللجان وخاصة لجان العمل الميداني بين الناس.

عاشرا: جريدة "الاتحاد" التي من خلالها يتم التواصل مع الناس والرفاق من بيانات سياسية ومقالات سياسية، أدبية وثقافية، علينا الاهتمام بإيجاد إدارة جديده مهنية للحفاظ عليها وتطويرها.

حاولت فقط أن اطرح موقفي الجبهوي والحزبي لكن نقاشي في الهيئات التنظيمية سيكون اكثر حدة.

أتمنى من رفيقاتنا ورفاقنا في الهيئات الإدارية والمركزية التواصل مع الفروع والاستماع اليهم ومن ثم تلخيص ودراسة كل الملاحظات بشكل دقيق والانطلاق منها لما هو افضل لنا ولكل بنات وأبناء شعبنا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب