news-details

المظاهرات تعم البلاد، مشهد غير مسبوق| فاتن غطاس       

الحركة الصهيونية أيديولوجيا وممارسة هي حركة عنصرية، مبنية على أساس التمييز العرقي، ومنذ إقامة الدولة تجري معاملة العرب على أساس انهم "خطر أمني وديمغرافي" أو "كان بقاؤهم في البلاد بالغلط"، لهذا فرضوا الحكم العسكري على العرب منذ النكبة وحتى عام 1966، وسنت عشرات القوانين العنصرية وقوانين تشليح الأراضي من العرب. لم تنصف المحاكم الاسرائيلية العرب على مدى التاريخ ومع جميع الحكومات التي مرت على شعبنا، بعد احتلال القدس العربية والضفة والقطاع توغلت العنصرية وزادت فاشية ممارساتها، مساحة الديمقراطية البرجوازية آخذه بالاضمحلال، والفاشيون الصغار والمسعورين يتولون مقاليد الحكم.

امام هذا المشهد يجري حراك كبير من بناة هذه الدولة العنصريين لخوفهم على الديمقراطية الزائفة المخصصة لليهود فقط أصلا. وما يتبقى للعربي هو الفتات، وانه قادر على الصراخ، بهذا تختزل الديمقراطية للعرب.

لهذا من سخرية القدر ان يتساءل قادة الحراك: أين العرب؟

*هم أصلا الذين استثنوا العرب من كل هذا الحراك، ولا حتى متحدثين عرب، وعندما فكروا في التغيير، فرضوا "الرقابة" على خطاب العربي!

*لماذا يريدون من العربي ان يخرج للدفاع عن "مكاسب اليهود" في الدولة المهددة بالخطر اليوم؟ متى انصفت المحاكم العرب؟ في قانون القومية؟ امام مشهد هدم البيوت؟ ماذا حكمت امام جرائم الاحتلال ومجرمي الحرب؟ وعلى الاستيطان والمستوطنين وما يعبثوا في الأرض فسادا! هل انصفت اهلنا في الخان الأحمر؟ او في الخليل او مسافر يطا؟

*ما يسمى اليسار الصهيوني والمعرف اليوم بالمركز وجماعة الحراك، هم أنفسهم الذين مارسوا كل اشكال التمييز ضد العرب على مدى التاريخ.

*رسالة بحر الأعلام الإسرائيلية، ازرق/ابيض في المظاهرات هي أيضا مقصودة لجذب قوى اليمين للحراك وابعاد العرب.

هل حقا ما يجري هو فقط صراع بين تيارات الحركة الصهيونية "واحنا لا دخل لنا؟ بطيخ يكسر بعضه"؟
لا يا عمي هذا البطيخ سيتم تكسيره على رأسنا، نحن الضحية الأولى لهذه الفاشية المتصاعدة، لهذه الديكتاتورية، ما تقوم به هذه الحكومة وسلة القوانين والتغييرات البنيوية في نظام الحكم، هو تعبير عن الأزمة العميقة التي تعيشها الحركة الصهيونية والتي تعيشها إسرائيل، هي لم تبدأ بالسيطرة على محكمة العدل العليا، هي بدأت بالنكبة، واستمرت بهدم القرى والتهجير والتنكيل بالشعب الفلسطيني، بالمجازر والحكم العسكري الى الاحتلال الثاني والسيطرة على كافة فلسطين والاستيطان المنفلت وضم القدس وتدنيس المقدسات، حتى قوانين الإرهاب وكامنتس وقانون القومية. هذه هي الأزمة الحقيقية لإسرائيل، وهي اليوم تصل الى محكمة العدل العليا. هذه الأزمة لا يمكن تجزئتها، ومن يحاول حصرها بين الديمقراطية والمحكمة، لن يصل الى أي نتيجة، لأنه يتجاهل السبب الحقيقي الكامن في الاحتلال البشع والاضطهاد المستمر للشعب الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر والابارتهايد.

*المجتمع الفلسطيني في البلاد اثبت تاريخيا وقوفه الدائم في خط الدفاع الأول عن الحريات والديمقراطية وهو ليس بحاجة لشهادة من أحد.

*مجتمعنا مثخن بجراح الجريمة المنظمة التي تملأ شوارعه بالدماء وتسيطر عليه بالترهيب والخاوة والانقسامات الطائفية والتي استهدفت، وللأسف نجحت في، إبعاده عن الحيز العام وساحات النضال.

 

//لمجتمعنا دور هام وحاسم في هذه المعركة ايضا، بدون الجماهير العربية سيفشل هذا الحراك.

الحزب الشيوعي الثوري الذي عليه تقع مسؤولية تغيير هذا النظام ممنوع ان يقف مكتوف الأيدي حينما تنزل الجماهير الى الشارع، جماهير الأكثرية الحاكمة، حتى لو حملت الشعارات الخاطئة، وحتى لو ان من يقود هذا الحراك هم أنفسهم شركاء في الجريمة، بل هذه هي فرصة الحزب الثوري للتأثير على الجماهير الغاضبة وتصويب أهداف اقسام منها الى الجريمة الأساس:
شعب يحتل ويضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا. وهذا أبشع احتلال في التاريخ المعاصر.

ننزل الى الجمهور مع شعاراتنا:

*نواجه الفاشية بشراكة يهودية-عربية

*لا ديمقراطية مع الاحتلال

*الاحتلال أساس البلاء

*لا ديمقراطية مع التمييز العنصري

*لا ديمقراطية مع قانون القومية

*مقاومة الفاشية هو واجب الساعة لنا جميعا.

العلم الفلسطيني هو علم شعبي، نريده ان يرفرف على اسوار القدس والدولة الفلسطينية العتيدة ونرفعه هنا لنقول: اننا جزء حي وفعال من شعبنا الفلسطيني نناضل في داخل إسرائيل من أجل المساواة التامة والاعتراف بنا كأقلية قومية.

 

بهذه الشعارات علينا الوقوف في كل ساحة وتجمع وتظاهرة لنقول كلمتنا.

ما جرى في حيفا ورفض "الرقابة" لكلمة رفيقتنا ريم حزان، سكرتيرة الحزب في منطقة حيفا، يعني محاولة اغلاق هذا الباب الضيق الذي شقه رفاقنا والقوى المناهضة للاحتلال بمشاركتهم الدائمة ضمن الحراك العام وتحت شعاراتنا والعلم الأحمر والعلم الفلسطيني، من سخرية القدر ان من ينادي بالديمقراطية يضع القيود على شكل وجوهر مشاركة العربي في حركة الاحتجاج.

 

//لكن الأهم من هذا هو دورنا في المجتمع العربي

ماذا ننتظر؟ أليست الاحكام الجائرة على الشبان من هبة أيار 2021 هي من ملامح المرحلة؟ أوامر الوزير ابن الغفير، بمنع رفع العلم الفلسطيني لشرطته، دون استناد لأي قانون يمنع ذلك، هي من مظاهر الفاشية! عملية هدم البيوت الفقيرة في عكا! انظروا الى جلسات الكنيست هل بقي فيها أي شيء من "عباءة الديمقراطية"؟

على الحركة الثورية والأحزاب السياسية ان تستنهض جماهيرنا وتخرجها الى حراك بأي شكل يناسبنا، في مواجهة الفاشية واساليبها القمعية التي تطال شعبنا يوميا: الجريمة المنظمة، هدم البيوت، والمحاكم والمخالفات الجائرة على البيوت غير المرخصة، مجتمع يعيش حوالي ثلثه في بيوت غير مرخصة، لدينا ألف سبب وسبب للخروج للشارع، علينا المبادرة الى حراك داخل المجتمع الفلسطيني المحبط من كل شيء.

علينا بناء وتجنيد الحراك الشبابي والنسائي، تفعيل أكبر للجنة المتابعة، الأحزاب والاطر السياسية والجمعيات.

وتقوية وقيادة القوى المناهضة للاحتلال في المجتمع اليهودي، وإقامة جبهة ضد الفاشية حالا.

والمبادرة والقيام بنشاطات في المدن العربية ودعوة شركاء من المجتمع اليهودي، للوصول الى نضال مشترك يهودي-عربي على حد أدني مما يوحدنا.

الانعزالية وموقف المتفرج ليسوا برنامج نضالي. لن ننتظر لنقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

                  الرامة 20.2.2023

  •  

في الصورة: الكتلة المناهضة للاحتلال مع شعاراتها الواضحة في إحدى المظاهرات

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب