news-details

الولايات المتحدة – محور الشر في امريكا اللاتينية (5)

سياسات رأس المال العالمي وخاصة الامريكي عندما تمارس استراتيجيات ترتكز على ان كل العالم تقريبا هو مجال "لمصالحها الحيوية" وهذا يكاد ان يتناول اول ما يتناول منطقة واسعة تضم الشرقين الادنى والاوسط منطقة جنوبي آسيا وامريكا اللاتينية، ويمكن تشبيه هذه المناطق ببرميل هائل من البارود تحاول واشنطن التي تبارك اعمال الارهاب الدولي الاجرامي الرسمي توصيل فتيل الاحتراق فيه

سياسات رأس المال العالمي وخاصة الامريكي عندما تمارس استراتيجيات ترتكز على ان كل العالم تقريبا هو مجال "لمصالحها الحيوية" وهذا يكاد ان يتناول اول ما يتناول منطقة واسعة تضم الشرقين الادنى والاوسط منطقة جنوبي آسيا وامريكا اللاتينية، ويمكن تشبيه هذه المناطق ببرميل هائل من البارود تحاول واشنطن التي تبارك اعمال الارهاب الدولي الاجرامي الرسمي توصيل فتيل الاحتراق فيه، وهذا ما حصل في افغانستان والعراق وليبيا ويحدث الآن في اليمن وسوريا وهذا ما تريد ان تفعله في فنزويلا الآن وايضا بموجب تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة بومبيو ايضا في نيكاراغوا وكوبا. ولدى دراسة تاريخ امريكا اللاتينية خلال العقود الاخيرة من الزمن وخاصة في فترة حكم بوش الابن وترامب الآن يستحيل عدم ملاحظة التشابه العجيب لما تعده وكالة المخابرات الامريكية المركزية من سيناريوهات من اجل اقامة نظام ملائم للولايات المتحدة في هذا البلد او ذاك، فالآليات الخفية لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية تبدأ العمل في كل مرة حالما تظهر في امريكا اللاتينية او في أي مكان آخر في العالم حكومة خالف برنامجها "المصالح الحيوية الهامة للولايات المتحدة" في المنطقة، او مس جوهريا مصالح الاحتكارات الامريكية الضخمة مصالح رأس المال العسكري والنفطي التي تتصرف كما تشاء في امريكا اللاتينية ودول الشرق الاوسط، وهذا يفسر الارهاب والمؤامرة على سوريا ويفسر الارهاب والحصار الاقتصادي ضد فنزويلا. وقد استخدم في كل مرة نفس الطاقم الارهابي الذي يلبس زورا "وبديماغوغية" "الطاقم الجنتلماني" من تهديدات ورشوات وتخويف وحملات الكذب والافتراء واعمال الارهاب والتخريب وفي بعض الحالات انتهى الامر بانقلاب عسكري ديكتاتوري ظهرت على المسرح السياسي بنتيجته شخصيات صنيعة عميلة لواشنطن بدأت فورا بشن حملات الارهاب الدموي على قوى اليسار والقوى الوطنية في هذا البلد او ذاك والمؤامرة على سوريا اكبر مثل والآن تجري المؤامرة الامبريالية ضد فنزويلا، ومما له دلالته ان ممثلي الكتل السياسية الامبريالية وعلى رأسها الامبريالية الامريكية وقاعدتها الامامية في الشرق الاوسط اسرائيل التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن تطبيق الممارسات الارهابية في العلاقات الدولية المعاصرة يطرحون برغبة وكذب وديماغوغية وبأعلى الاصوات تمشيا مع رغبات الولايات المتحدة لا بل كل الثالوث الدنس – الولايات المتحدة واسرائيل – والسعودية ودول الخليج العربي لا بل الامريكي وبدعم هذا الثالوث الدنس بان الارهاب يمارس من قبل محور المقاومة ايران وحزب الله وسوريا الصامدة والمنتصرة.

ان تطبيق هذه السياسة على الصعيد العالمي يكتسب اشكالا مختلفة – من الشانتاج – الابتزاز والتخويف ومحاولات خنق الانظمة التقدمية بالعقوبات والحصار الاقتصادي وهذا ما يمارس الآن ضد ايران وروسيا وسوريا وفنزويلا الى تدبير المؤامرات من قبل الدوائر السرية واثارة الانقلابات الحكومية واغتيال رجالات الدولة، ومثل على ذلك اغتيال لوممبا ومحاولات اغتيال فيدل كاسترو واغتيال وقتل تشي جيفارا. واليوم هناك في الولايات المتحدة كما تصرح وسائل الاعلام هناك من يفكر بارتكاب جريمة اغتيال رئيس فنزويلا المنتخب دمقراطيا مادورو وايضا ممارسة وتنظيم الحملات العسكرية التأديبية بتنسيق مع الراعي الامريكي، وهذا ما قامت به اسرائيل على مدى عقود ضد لبنان (وكاتب هذه السطور كان شاهدا على الاصابات والجرحى من فلسطينيين ولبنانيين خلال ثمانينيات القرن الماضي ومعاناة سجناء سجن الخيام في لبنان، واذكر لقائي بغرفة الطوارئ في مستشفى صفد بأحد سجناء الخيام عندما سمع نقاشي مع آخرين، قال لي – انت د. خليل، فقلت له نعم وسألته من اين تعرف اسمي، فقال نحن في سجن الخيام نعرف بان هناك في مستشفى صفد طبيبا شيوعيا اسمه د. خليل. واعيش ذكرى هذا اللقاء مع احداث اخرى الى الآن، الى ان استطاع حزب الله ان يهزم غطرسة القوة الاسرائيلية عام 2006. وهذه السياسات التي تمارسها الامبريالية الامريكية وربيبتها اسرائيل تهدف الى شطب سيادة الدول والشعوب في اختيار طريق تطورها من خلال سياسات اطلق عليها بوش الابن اسم "الحملة الصليبية" والتي تمارس الآن في فترة حكم ترامب بشكل اعنف واكثر خطورة والتي تهدد الامن والاستقرار العالمي. واثناء العدوان الامريكي على الفيتنام قال زعيم حركة الزنوج الامريكان في سبيل الحقوق الوطنية، مارتن لوثر كينغ وقد قتل هو ايضا على يد قاتل اجير: "ان القنابل التي تلقيها الطائرات الامريكية على ارض فيتنام تنفجر في شوارع المدن الامريكية". ان هذه الاستعارة البليغة سرعان ما تجسدت حرفيا وبصورة مباغتة عندما قصف البوليس الامريكي حي الأفارقةفي فيلادلفيا في ايار عام 1985 وكأنه يقصف قرية فيتنامية او لبنانية، فقد تلقى رجال البوليس الامريكي امرا بإخلاء احد منازل هذا الحي من ساكنيه فقاموا بهجوم ناري عليه وصرفوا على هذه العملية 10 آلاف خرطوشة وقنبلة حارقة واحدة وبضع عشرات من القنابل المسيلة للدموع وبلغ عدد الضحايا 11 شخصا بينهم اطفال، وممارسات اسرائيل ضد سكان غزة وقتل الجيش الاسرائيلي لمئات الاشخاص ومنهم اطفال واصابة اكثر من الف شخص في غزة المحاصرة ترتقي الى مستوى جرائم الحرب، وهذه الجرائم تعود وتؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمع الاسرائيلي الذي اصبح يتميز بتبني الفكر والايديولوجية الصهيونية اليمينية العنصرية الشوفينية والتي تثبت بان الايديولوجية الشوفينية للشعب الارقى التي تبناها هتلر لم تمت بل ترك من يستمر بممارستها تحت شعار شعب الله المختار، من هنا علينا ان نذكر بان هتلر لم يكن وحده مختارا من قبل الشيطان فالنظام النازي سار مع منطق شناعة النظام الرأسمالي كما كانت شناعة النظام الرأسمالي بعد ذلك بعدة سنوات من خلال مساعدة الولايات المتحدة لبينوشية والجنرالات الجلادين في الارجنتين والبرازيل وفرق الموت التي شكلوها في نيكاراغوا، وحرب الولايات المتحدة في فيتنام واحتلال العراق والمؤامرة الارهابية الاجرامية على سوريا والتطهير العرقي الذي مارسته اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال والاستيطان الكولونيالي للضفة الغربية وحصار غزة، كل هذه الممارسات تساير نفس نظم انعدام الانسانية وشناعة النظام الرأسمالي الامبريالي الامريكي وشناعة العنصرية الشوفينية الصهيونية والوهابية السعودية مختارون من قبل الشيطان ومنعدمي الانسانية وما يقوم به جيش الاحتلال والحصار الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وخاصة ضد مناضلي فك الحصار والعودة مناضلي غزة لأكبر دليل على ذلك.

واستراتيجية الولايات المتحدة الامريكية المتعلقة بسياسات القطب الواحد والسيطرة على العالم خاصة الآن في فترة حكم المأفون ترامب تنضوي تحت المشروع الهتلري النازي للسيطرة على العالم والذي لم يتحقق بسبب تأخر هتلر في امتلاك السلاح الذري والذي لم يكن ليتورع عن استخدامه ضد الاتحاد السوفييتي او أي دولة اخرى مثلما لم تتورع الولايات المتحدة عن تدمير السكان المدنيين في هيروشيما ونجازاكي، ولا تشرشل الداعم المخلص للصهيونية عن استخدام قنابل الفوسفور في قتل السكان المدنيين في درسدن (135 الف قتيل في ليلة واحدة وتأتي بريطانيا التي ارتكبت غيرها من جرائم الحرب وتصف حزب الله المقاوم بالتنظيم الارهابي)، وفي كلتا الحالتين أي استعمال القنابل الذرية في هيروشيما ونجازاكي واستخدام الفوسفور في درسدن لم يكن هناك أي ضرورة عسكرية حيث كان امبراطور اليابان قد بدأ فعلا الاستسلام وكانت القوات الالمانية قد اخلت بالفعل دردسن وتجاوزتها الجيوش السوفييتية. وما تفعله اسرائيل ضد سكان غزة المحاصرة حصارا ارهابيا وضد مظاهرات شعبية مناضلة تطالب بفك الحصار وبالعودة الى وطنها لهو عمل ارهابي همجي عدواني غير انساني مختار. من قبل الشيطان الامريكي الاسرائيلي والحصار الاقتصادي المفروض على فنزويلا والتهديد بالتدخل العسكري ضد فنزويلا هو من عمل الشيطان الامريكي. الامبريالية العالمية والتي تعتبر اعلى مراحل الرأسمالية وعلى رأسها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية وربيبتهما اسرائيل القاعدة الامامية للامبريالية العالمية تمارس تعميق وتوسع استعمارا جديدا موحدا تحت قطب واحد هو الولايات المتحدة ومن خلال تبعية الامبراطوريات القديمة في اوروبا (انجلترا وفرنسا) يهدف الى تعميق انشطار العالم وتمزيقه ليس فقط بزيادة بؤس دول الجنوب مثل العراق واليمن وسوريا وفلسطين وفنزويلا وكوبا، ولكن ايضا بالعمل على تفاقم البطالة والتهميش وتعميق الصراع الطبقي والقومي في دول الجنوب وفي اوروبا وعالميا، ان الولايات المتحدة التي تتشدق بضرورة مكافحة الارهاب بجهود دولية انما ترفض المصادقة على طائفة كاملة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تشجب الارهاب الرسمي مثل معاهدة درء جرائم الابادة الجماعية والمعاقبة عليها، وما فعلته الولايات المتحدة في العراق هي جريمة حرب يكفي ان اذكّر القارئ بمرتزقة بلاك واتر وافعالهم في العراق ويكفي ان اذكر ذلك الامريكي الذي انتحر لاحقا والذي تفاخر بقتل 4700 عراقي ، وكذلك اسرائيل سوية مع الولايات المتحدة تخرقا بفظاظة القرارات الكثيرة الصادرة عن هيئة الامم المتحدة وخاصة المتعلقة بعدالة القضية الفلسطينية، وكلتا الدولتين تمارسان الارهاب "الرسمي" بأبشع صوره. اسرائيل في الشرق الاوسط والولايات المتحدة في امريكا اللاتينية والآن ضد فنزويلا، فالادارات الامريكية المتعاقبة خاصة في فترة بوش الابن وفترة ترامب المأفون الحالية المدعومة من اليمين الامريكي وكهنة الحرب المحافظين الجدد مغرورون بكبرياء الاباطرة يلصقون هذه الدمغة أي دمغة الارهاب بالدول المستقلة وحركات المقاومة والتحرر كحزب الله والنظام السوري وايران والنظام في فنزويلا، التي ترفض الانصياع الى الاكراه السياسي الامريكي عالميا والاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط وهذا ما فعلته بريطانيا، الذنب الامريكي في الايام الاخيرة عندما اعلنت موقفها بان حزب الله منظمة ارهابية في حين كل تاريخ الاستعمار البريطاني هو تاريخ ارهابي. في الثمانينيات من القرن الماضي كان لدى الولايات المتحدة قائمة رسمية صادق عليها البيت الابيض وتضم اسماء "الدول الارهابية"، سوريا وليبيا وايران وكوريا الدمقراطية وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية، واليوم نشاهد ما فعله الغرب الامبريالي والرأسمال العالمي خاصة الامريكي في العراق وليبيا واليمن وسوريا والآن المؤامرة على فنزويلا، والولايات المتحدة التي اقامت عصابات المرتزقة مع السعودية في افغانستان والولايات المتحدة في العراق مثل عصابة المرتزقة بلاك ووتر وفي تشيلي ضد سلفادور اليندي وفي نيكاراغوا سابقا الذين يقتلون الناس ويعوقونهم ويحرقونهم ويعذبونهم طبقا لتوجيهات البيت الابيض لا بل الاسود، فان هؤلاء المرتزقة القتلة تطلق عليهم الولايات المتحدة اسم "مناضلون في سبيل الحرية" كما اطلق ريغان على المنظمات الارهابية في افغانستان لقب "مجاهدي الحق" واستقبلهم في البيت الابيض. وعندما قامت اسرائيل بحروبها العدوانية المتتالية منذ عام 1967 وحتى الآن احتلوا وأبادوا سكانا مسالمين كما يحدث الآن في غزة من عدوان وحصار وقتل للابرياء، وفقا للاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة فان جنود الاحتلال والعدوان ينعتون بانهم "ضحايا الارهاب" وسياسة الارهاب الرسمي الامريكي الاسرائيلي تطبق باصرار في افعال هادفة موجهة ضد دول عديدة مثل سوريا واليمن والآن المؤامرة الامريكية على فنزويلا، حيث تعلن الولايات المتحدة صراحةت ان من حقها اسقاط الحكومات التي لا تروق لها مثل رئيس فنزويلا الحالي مادورو.

ان الولايات المتحدة التي تستأثر بحق التدخل الوقح في شؤون أي دولة وخاصة الآن في فترة حكم ترامب تتجاهل مبدأ احترام سيادة الدول، وبهذا تواجه العالم بأخطر خرق لأسس القانون الدولي كدولة تسعى الى الهيمنة على المجتمع الدولي بأسره خدمة لمصالح رأس المال العالمي خاصة شركات النفط وشركات صناعة السلاح، فهذه السياسة هي سياسة ارهابية رسمية سياسة التجارة بدم الشعوب من اجل مصلحة رأس المال العالمي وخاصة الامريكي، لذلك تطور الولايات المتحدة شبكة القواعد العسكرية المتواجدة في اراضي عشرات الدول حول العالم ومنها السعودية ودول الخليج وقطر واسرائيل كدولة تقوم بوظيفة قاعدة امامية للامبريالية العالمية فهناك اكثر من 1500 قاعدة عسكرية امريكية حول العالم يتواجد فيها مئات الآلاف من الجنود الامريكان مع كميات هائلة من الاسلحة بما فيها السلاح النووي، ان القواعد العسكرية الامريكية في الواقع هي اداة لسياسة القوة والارهاب الرسمي التي تمارسها واشنطن، ولو لم يقم بوتين باسترداد شبه جزيرة القرم لتواجد هناك حلف الناتو محاصرا روسيا من الجنوب، ولقد قمت قبل سنتين في بزيارة لشبه جزيرة القرم وشاهدت ميناء سيفاستوبل وبه عشرات السفن والغواصات الروسية وقلت لصديق مرافق: تخيل لو لم يقم بوتين بهذه الخطوة الجريئة والصحيحة لتواجد هنا غواصات وسفن الناتو بالتنسيق مع اوكراينا التي اصبحت من الدول التي تهيمن عليها الامبريالية العالمية خاص الامريكية. فالهدف الاستراتيجي للامبريالية العالمية اقامة حلف استراتيجي اوروآسيا ومحاصرة روسيا من الجنوب والعمل على تفكيك روسيا الى دويلات، ولو نجحت المؤامرة في سوريا لكان تبعها نشر المنظمات الارهابية في آسيا الوسطى بهدف تمزيق روسيا فانتصار محور المقاومة في سوريا هو الدرع لحماية الباب الخلفي لروسيا وهذه هي الاستراتيجية الصحيحة التي مارسها بوتين حفاظا على وحدة روسيا ودورها الايجابي مع الصين على مستوى عالمي وتصويت روسيا والصين ضد المشروع الامريكي بخصوص فنزويلا لأكبر دليل على ان نعيش اليوم فترة بداية سقوط عالم يهيمن عليه قطب واحد، الامبريالية الامريكية.

لا شك بان نظام الملكية المطلقة للدولار قد تم اكماله بواسطة ديكتاتورية السلاح الذري واسلحة اخرى تهدد بها الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل، وقد انجز انشطار العالم بواسطة التصور الشيطاني لعدو محتمل: بالامس كانت البولشفية (والتي كان هتلر هو الدرع الواقي ضدها) ثم كان انقسام اوروبا الى شرق وغرب والحرب الباردة ضد امبراطورية الشر، ثم كان التعارض بين الشمال والجنوب ضد امبراطورية شر جديدة تهدد هي ايضا، على المستوى العالمي امن الامبريالية العالمية، المالكين والغزاة: واصبح الاسلام مرادفا للارهاب وذلك من خلال خلط لغوي (سيمانطيقي) بين المقاومة والارهاب، وهكذا اصبح الاسلام الذي كانت رسالته في زمن نبيه وعصور عظمته ان يقوم بتمثيل ما هو كوني في الثقافات وفي الايمان والذي يمكنه اليوم ان يقدم هذا النموذج، ولكن بعد تشويهه من قبل الوهابية ودعم منظمات الارهاب الاسلاموية من قبل الولايات المتحدة واسرائيل، انغلق في خصوصيته الشرق اوسطية الوهابية، وكرجال الدين الرومان لا يفتح بابا لطموح الجميع ولطموح الشعوب وطموح الطبقة العاملة، وانما ينغلق على عادات وطقوس الماضي بدلا من ان ينفتح على المشكلات الكبرى لشعوبنا العربية والاسلامية بدل ان ينفتح على مشكلات عصرنا بدل ان يكون طريقا للنضال ضد الهيمنة الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية – هذا الثالوث الدنس – على المنطقة، وهكذا اصبح الاسلام موضوعا للتاريخ في حين انه كان طوال قرون حتى سقوط الاندلس وحرق كتب ابن رشد فاعل التاريخ الخلاق، حيث كان الاسلام مخصبا بالاتحاد مع واقع الحياة والتجليات الروحية، وكانت صوفية مسلمي الاندلس الاكثر اقترابا من التجلي الانساني ليسوع المسيح، وكما كتب انجلز في كتابه "اصل العائلة والملكية الخاصة" سقوط حضارة الاندلس هو الحادث الوحيد عبر التاريخ تعود الحضارة الانسانية الى الخلف ولا تسير الى الامام. وفي وقتنا الحالي تتم ممارسات فرض الخضوع والسيطرة والهيمنة من قبل الولايات المتحدة عالميا واسرائيل في المنطقة، وهذه السيطرة ليست سيطرة هتلر ولكنها سيطرة اللوبي الامريكي الصهيوني والذي يمسك بمفاتيح الولايات المتحدة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا الآن زمن رئاسة ترامب ونائبه وزوج ابنته، وسفيره في اسرائيل وافتتاح السفارة الامريكية في القدس والاعتراف بالقدس موحدة وعاصمة لاسرائيل دليل واضح بان هذا اللوبي الارهابي غير انساني يمسك بمفاتيح القرار الامريكي يمسكون بمقاليد الامور ليس في الولايات المتحدة الامريكية لا بل في العديد من دول العالم.

هناك فاشية حاخامية افنغالية  ببتسيه مسيحية صهيونية تجهيلية تخدم مصالح الامبريالية العالمية والصهيونية تتبنى مفاهيم "صدام الحضارات" لهانتنجتون والبنتاغون وهي رأس الحربة "لكتبتها" المتقدمة ضد الشعوب العربية، خاصة الشعب السوري والفلسطيني انه برنامج ثيودور هرتسل المطبق بعد قرن من الزمن بواسطة النازيين الجدد في بروكلين والبيت الابيض لا بل الاسود وبين اليمين الصهيوني العالمي وفي اسرائيل، والرأس المفكر لهذه السياسة العدوانية الاستباقية العسكرية والتي يسكنها نفس الشيطان – صدام الحضارات لهانتنجتون ومفاهيم شعب "الله المختار" او "الشعب المميز" – يكوّن الكتيبة العنصرية العدوانية للمسيحية الصهيونية والصهيونية ضد الشعوب العربية. هذا الرأس هو فاعل الجرائم في افغانستان والعراق وليبيا واليمن وفلسطين ومرتكب جرائم المؤامرة على سوريا، وحكام اسرائيل ما زالوا يمارسون ابشع السياسات الاستعمارية على ارض فلسطين مرتكبين جرائم القتل على حدود غزة وعلى ارض فلسطين، نعم بعد كل هذا نستطيع ان نقول بان هتلر كسب الحرب وتحققت اهدافه: تدمير الاتحاد السوفييتي وتبعية اوروبا والسيطرة على العالم بواسطة شعب مختار آري بالامس وامريكي اسرائيلي اليوم، ولكن في وقتنا الحاضر خاصة في السنوات الاخيرة اقامة التحالف الاستراتيجي بين الصين وروسيا وانتصار محور المقاومة في سوريا وفنزويلا واتمنى ان الفشل لسياسات الارهاب الامريكي سيضع حدا لهيمنة الشياطين ورثة هتلر من محافظين جدد كهنة الحرب والصهيونية العالمية التي تتبنى مفاهيم وايديولوجيات عنصرية تحت اسم شعب الله المختار.

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب