news-details

بركان الانتخابات يهدد امن المنطقة واحتمال الانفجار فلسطينياً وإقليمياً

في القدس الشرقية المحتلة يكثف الاحتلال من اعتقالاته والتي طالت محافظ القدس واحد المحامين الخمسة الذين شاركوا في فضح حكومة الاحتلال وشرطتها واجهزتها الأمنية، الأخ مدحت ديبه، من حيث عدم وجود أمر او قرار قضائي إسرائيلي يمنع إعادة فتح مصلى باب الرحمة وساحاته...

 

في ظل تدهور الأوضاع في القدس وتضيق الحصار على غزة  هناك قضايا مفصلية على الساحة الفلسطينية، قد تدفع بالأمور نحو الانفجار نتيجة للتصعيد الاسرائيلي غير المسبوق، وهي مرتبطة بقرب موعد الانتخابات الإسرائيلية واستثمار الأحزاب اليمينية  في هذه الانتخابات عبر ممارسة كل أشكال القمع والتنكيل بالفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة والسباق على الكراهية والتحريض على عرب الداخل للفوز بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست الاسرائيلي، وكذلك استثمار وجود الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض وسياسته التي تدعم مشاريع الاحتلال التوسعية لتصفية القضية الفلسطينية وسلب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وبمشاركة وتواطؤ العديد من أنظمة الدول العربية ضمن ما يعرف بصفقة القرن، والتي تعكف الإدارة الأمريكية على طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية.

ومن القضايا التي يمكن لها ان تدفع نحو الانفجار الشامل ما يحدث في المسجد الأقصى وبشكل خاص باب الرحمة، حيث يعمد الاحتلال الى التصعيد برفض التسليم بفتح مصلى باب الرحمة وساحاته، والتهديد بإعادة إغلاقه مجددا. إذ يكثف الاحتلال من اعتقالاته والتي طالت محافظ القدس واحد المحامين الخمسة الذين شاركوا في فضح حكومة الاحتلال وشرطتها واجهزتها الأمنية، الأخ مدحت ديبه، من حيث عدم وجود أمر او قرار قضائي إسرائيلي يمنع إعادة فتح مصلى باب الرحمة وساحاته، ناهيك عن حملة اعتقالات طالت العشرات من المواطنين المقدسيين، واستمرار عمليات الإبعاد والطرد لترحيل للمقدسيين عن القدس والأقصى وما يرتبط بذلك من سلسلة إجراءات وممارسات عقابية بحق المقدسيين.

وهناك قضية اخرى يخشى الاحتلال من تداعياتها وانفجارها قبل الانتخابات الإسرائيلية هي ما يعيشه القطاع من حصار وتجويع، ومع تشديد الإجراءات العقابية مالية وإدارية من قبل السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، فإن الأمور قد تدفع نحو التدهور والانفجار وخاصة بعد نشر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية للتقرير المتعلق بفساد رئيس الحكومة قبيل موعد الانتخابات. فليس فقط سيضر بقدراته العالية للفوز بالانتخابات، بل ويقوده نحو المحاكمة، ولذلك هو سينتهج خط التصعيد وليس غير التصعيد،وقد يقدم على أكثر من مغامرة وعلى اكثر من جبهة.

قبل توجهه لموسكو هدد نتنياهو باستمرار "ضرب الوجود الإيراني" في سوريا ولبنان. زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى طهران تؤشر الى ان هناك قضايا ذات طابع مفصلي يجب ان تتخذ فيها قرارات على مستوى القمة، وواحدة من هذه القرارات هي طبيعة الرد على أي عدون إسرائيلي على سوريا او لبنان.

أمريكا تقترب من ساعة سحب قواتها من العراق وأفغانستان وسوريا، وتركيا تراوغ في تطبيق اتفاقيات قمة  سوتشي الروسية التركية الإيرانية، بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وباجتثاث جبهة النصرة الارهابية، بل قد دعمتها في السيطرة على المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعات إرهابية موالية لها، وتستمر في الحديث عن ما يسمى "المنطقة العازلة" بعمق عشرين كيلو مترا في الأراضي السورية، وترفض العودة الى اتفاق أضنه لعام 1998،والذي يضمن الأمن والاستقرار لحدودها مع سوريا، وكذلك استمرار الاعتداء من قبل عصابات جبهة النصرة على الجيش السوري يضع مصير معركة إدلب على طاولة الخيار العسكري والحسم.

شهر آذار تتكثف فيه الأحداث والتطورات، وامريكا ستعمل على نشر الخراب والدمار قبل أن تسلم بهزيمتها في الشرق الأوسط، لكي تنقل ثقل اهتمامها الى افريقيا وشرق اسيا وامريكا اللاتينية لكي تواجه روسيا والصين. وستمارس الكثير من الضغوط على ما يسمى بحلف "الناتو" العربي الأمريكي وتركيا لتمويل الشق الاقتصادي من صفقة القرن.

(في الصورة - قمع جنود الاحتلال للفلسطينيين في باب الأسباط القدس المحتلة - تصوير عمار عوض- رويترز)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب