news-details

توفيق زيّاد، توليفة القائد والثائر والشاعر والإنسان

 

25 عاما مضت على رحيل القائد توفيق زياد. ربع قرن من الزمان وما زالت مأثوراته واشعاره ومواقفه تعبق في ربوع الوطن الكبير من محيطه الى خليجه حاملة روح الثورة والقيم الانسانية العميقة.

ربع قرن من الزمان وما زال لكل منا توفيقه ولكل طفل من تلك المرحلة حكايته وروايته مع توفيق زياد الانسان.

هل نتحدث عن توفيق زياد الانسان والقائد والثائر الاممي والشاعر المتمرد المتواضع؟

هذه التوليفة التي شكلت شخص وشخصية توفيق زياد، وهذا التعايش الذي تم بميزان الذهب، بين هذه الصفات هي التي تجعلنا نقف حبا ووفاء لهذا القائد المتواضع.

نعم. هو ذلك القائد الذي خاض انتخابات البرلمان دون النظر لموقعه فكان هذا الثائر والقائد مجندا لخدمة قضيته وشعبه ووطنه وامميته في عضوية بلدية الناصرة وفي رئاستها وفي المكان الرابع في قائمة الحزب والجبهة وفي رئاسة هذه القائمة. ظلّ مجندا حتى الرمق الاخير متعاليا على المناصب والمواقع بل هو هو وحزبه وجبهته من صنعها ورفعها، لتكون مواقع كفاح ونضال وتضحية وعطاء .

ما زلنا نذكر جيدا جدا صرختك عام 1976 عشية يوم الارض، التي اصبحت مأثورة ثورية "قرروا ما شئتم فقد قرر الشعب الاضراب".

وها هو شعبك يقرر مرة اخرى .

ولكن هذه المرة "الشعب قرر" حماية حزبك وجبهتك.

ألم تقل يا رفيقي :

لا يفهم المستعمر لغة التذلل والنواح

لا يفهمون سوى انطلاق الشعب في ساح الكفاح"

ونريد ان نبشرك يا رفيقي ان الطريق التي عبدتموها، وكنتم البلدوزر التي فتحها، ما زالت عريضة وهي بوضع ممتاز قياسا بالوقت الذي مر عليها.

"ولكن البوسكليتات، ايضا، ما زالت تتراكض عليها.

والي بخرب بجيبو غيروا

والي بقصر ببدلو

والتلميع يا رفيقي قايم قاعد

بس البلدوزر ما زال هو البلدوزر وما بدلوا تبديلا"

نذكر جيدا يا رفيقي مقولتك "ان شعبنا ليس افضل شعب في العالم ولكن لا يوجد شعب افضل من شعبنا بتاتا".

ولكنهم يا معلمي لم يريدوا ان يتركوا هذا الشعب يعيش كبقية شعوب الارض، والآن يعدون له "صفقة". نعم صفقة.

هذا الشعب الذي قدم مئات الآلاف والضحايا والشهداء والتضحيات يعدون له "صفقة"، بموجبها لا دولة مستقلة ولا القدس عاصمتها.

والاخطر توطين اللاجئين الفلسطينيين في كل بقاع الارض والقضاء على قضية اللجوء الفلسطيني وبالتالي تطبيع كامل مع اسرائيل وخاصة من انظمة الخليج الغارقة في العمالة والتبعية للمستعمر الامريكي.

 

ما زلنا نذكر جيدا جدا صرختك عام 1976 عشية يوم الارض، التي اصبحت مأثورة ثورية "قرروا ما شئتم فقد قرر الشعب الاضراب". وها هو شعبك يقرر مرة اخرى. ولكن هذه المرة "الشعب قرر" حماية حزبك وجبهتك. ألم تقل يا رفيقي: لا يفهم المستعمر لغة التذلل والنواح/ لا يفهمون سوى انطلاق الشعب في ساح الكفاح"

 

ولكن ما يثلج الصدر هو خروج القوى الحرة في العالم العربي، من محيطه الى خليجه، والاجماع الفلسطيني، من كافة الفصائل والاحزاب والحركات السياسية، ضد هذه الصفقة وورشة البحرين الاقتصادية.

ونحن هنا، ايضا، ساهمنا في رفض هذه الصفقة، من خلال التظاهر امام السفارة الامريكية، الراعية لهذه الصفقة.

ولكن المساهمة الاكبر يجب ان تكون في السابع عشر من ايلول بحيث نساهم في اسقاط اخطر حكومة يمينية الشريك القوي لصفقة القرن، حكومة نتنياهو وغلاة المستوطنين التي اوصلتها ازمتها الى اعتاب المد الفاشي الحقيقي والممارس وليس فقد خطر الفاشية.

نبذل كل الجهود للمساهمة في هذه المعركة المصيرية ولهذا نرى بالقائمة المشتركة حاجة وطنية هامة جدا ونرى في قرار لجنة الوفاق الوطني، قرارا صائبا يصب في تقوية هذه المعركة الوطنية والمدنية.

رفيقي ومعلمي،

اخالك الآن تنظر بعين المحبة والاعجاب الى شقيقة كوبا في امريكا اللاتينية، فنزويلا، وتنظر بعين المحبة والتقدير للثائر الراحل تشافيز وانحيازه الى فقراء بلده والى خلفه مادورو وصموده الاسطوري في مواجهة المؤامرات والانقلاب وكلها برعاية امريكية. وتطالبنا بنقل تحيتك، تحياتنا لنغني يا رفاقي في كوبا وفنزويلا الابية لكم من بلدي تحية.

واخالك تنظر الى شعب السودان وثورته وحزبه الشيوعي بعين النسر التي ترصد كل تحرك وكل عصيان والى كل اعتقال، في انتظار انتصار هذا الشعب العملاق.

واخالك ايضا تعشق كل ريح تأتي من ارض الجزائر واليمن والعراق.

ما زلنا نذكر ذلك الموقف الحاد والصارم عندما غزا العراق الكويت وكنت رافضا لهذا الغزو بكل الوضوح.

ولكنك سرعان ما وقفت كالمارد ضد الغزو الامريكي للعراق تحت غطاء "تحرير الكويت".

ونحن الذين تتلمذنا في هذا المدرسة لم نتلكأ قيد ثانية في الوقوف الى جانب الشعب السوري ضد التدخلات الاجنبية التي تحولت بسرعة البرق الى مؤامرة لاسقاط سوريا في احضان الرجعية العربية وتقسيمها الى دويلات طائفية. وسيكون لانتصار الشعب السوري تداعياته واسقاطاته على مجمل القضايا في المنطقة.

 

الصورة: توفيق زيّاد وياسر عرفات – قائدان أدركا بحكمتهما قوّة التواضع!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب