(۱) عَ البالِ منذ فجر الإنسانيّة والانسان في بحث دائبٍ عنِ الطُّمأنينة، سالكًا اليها كلَّ مسلك، ومُوَظِّفًا لها العديدَ من الفكر والطّروحات التي ٱعتقدَ أنَّها توصله اليها. ويَبقى الجواب الشّافي في قوله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ ٱللّهِ تَطْمَئِنُّ القلوبُ"، وأعتقد أن في الاغنية إشارة لهذا الطّريق. وفي هذه الاغنية الشّعبيّة النّسائيّة تتكرّر موضوعة "البناء" وٱلِٱستقرار. عَ ٱلبالِ، عَ ٱلبالِ يا ربّي تْهَدّي بالي(۱) يا قُومْ لا تْعادونا سِكْتِرْ بَلا رَذَالِهْ(٢) وِٱحْنا بَنينا أُوْضَهْ(٣) وِٱلقُومْ بَنُوا أُوْضَهْ وْشَبابْنا عَ ٱلمُوضَهْ(٤) يا ربّي تْهَدّي بالي وِٱحْنا بَنينا ساحَهْ وِٱلقُومْ بَنُوا ساحَهْ وِسْيوفْنا ذَبَّاحَهْ(٥) على رْقَابِ ٱلْعِدْوانِ وِٱحْنا بَنينا جامِعْ وِٱلقُومْ بَنُوا جامِعْ وِسْيوفْنا بِتْلامِعْ على رْقابِ ٱلْعِدْوانِ وِٱحْنا بَنينا سِلَّمْ وِٱلقُومْ بَنُوا سِلَّمْ وْبَناتْنا بْتِتْعَلَّمْ وِٱحْنا بْهَدَاةِ ٱلبالِ وِٱحْنا بَنينا حارَهْ وِٱلقُومْ بَنُوا حارَهْ وِسْيوفْنا أَمَّارَهْ على رْقاب ٱلْعِدْوانِ وِٱحْنا فَلْفَلْنا رُزْنا كِيْدِ ٱلعِدَا ما يْهِزْنا وَٱبو (عَدْنانْ) يا عِزْنا على رْقاب ٱلْعِدْوانِ (٢) طالِعِ مْنِ الحَمّامْ هذه الاغنية النّسائيّة تُغنّى للعريس عند خروجه من "حمّام العريس". والاغنية على لحن اغنيتنا الشّعبيّة المشهورة "هاتوا لنا هالعريسْ/ لَنْشُوْفْ حَلاتُهْ". طالِعِ مْنِ ٱلحَمامْ يِشْلَحْ وِيِلْبِسْ(٦) بَٱللَّهْ عَلِيكْ يا عريسْ بَٱللَّهْ لا تِعْبِسْ(٧) طالِعِ مْنِ ٱلحَمامْ أَميرْ أِبِنْ أَميرْ لا تِزْعَلْ يا عريسْ كلِّ عْيالَكْ جايينْ طالِعِ مْنِ ٱلحَمامْ رِيْتُهْ هَنَايَا هاتُوا بَدْلاتِ ٱلرَّسْمي لَلْعَريسْ هَدَايَا وِبْإِبْرِةِ ٱلفَضَّهْ وْخِيْطِ ٱلمَلّيسيْ(٨) كلِّ ٱلصّبايَا تْقولْ (محمَّدْ) عَريسي (٣) طِيْرَ اخْضَرْ تُغنّى هذه الاغنية النّسائيّة للعروس عندَ دخولها بيتَ الزّوجيّة. ويتألّف كل صدر من أبياتها من سبعة مقاطع صوتيّة، بينما يتألّف كل عَجز فيها من أربعة مقاطع صوتيّة: طيْر ٱخْضَرْ عا عَباتِكْ يا عَروسْ(٩) طِيْرْ مَبْروكِهْ عا حَمَاتِكْ وْفَشَرِ(۱٠) ٱلْغِيْرْ طِيْرَ ٱخْضَرْ على كُمِّكْ يا عروسْ طِيْرْ مَبْروكِهْ عابِنْ عَمِّكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ طِيْرَ ٱخْضَرْ عا قَميصِكْ يا عروسْ طِيْرْ مَبْروكِهْ عا عَرِيْسِكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ ... طِيْرَ ٱخْضَرْ عا صِدْرِيْتِكْ يا عروسْ طِيْرْ وْمَبْروكِهْ عا أَهْلِيْتِكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ طِيْرَ ٱخْضَرْ عا فُسْتانِكْ يا عروسْ طِيْرْ وْمَبْروكِهْ عا خالاتِكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ طِيْرَ ٱخْضَرْ عا مَنْديلِكْ يا عروسْ طِيْرْ مَبْروكِهْ عا وَليفِكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ طِيْرَ ٱخْضَرْ عا بابْ دارِكْ يا عروسْ طِيْرْ مَبْروكِهْ على سْلافِكْ وْفَشَرِ ٱلْغِيْرْ (٤) عَ ٱلدُّومْ اغنية "عَ ٱلدُّومْ (۱۱)" من اغانينا الشّعبيّة النّسائيّة التي كانت منتشرة على ألسنة جدّاتنا وأمّهاتنا. وفي هذه الاغنية المنسيّة يَظهر تعلّق الحبيبة بحبيبها وتمنّياتها المتكرِّرة في أن تعيش في كنفه. ويتكوّن كلّ شطر من سبعة مقاطعَ صوتيّة (قَرّادي). عَ ٱلدُّومْ عِينيْ عَ ٱلدُّومْ شُو جابِ ٱنْبيرِحْ لَلْيُومْ؟ (۱٢) انبيرحْ كُوسَا مَحْشِي وِٱليُومْ لَحِمْ مَفْرومْ(۱٣) عَ ٱلدُّومْ دامْ (۱٤) ليْ وْدامْ (۱٥) لَكْ يِجْمَعْ شِمْلي مَعْ شِمْلَكْ(۱٦) وْيا ربّي يْطَوِّلْ عُمْرَكْ وِتْظَلَّكْ دايمْ ليْ دومْ عَ ٱلدُّومْ يا خالاتُهْ وْقَلبي يْحِبِّ مْحاكاتُهْ وْيا ريتَ ٱني عَبَاتُهْ وْخَيِّطْ لُهْ قَميصِ ٱلنُّومْ(۱٧) عَ ٱلدُّومْ يا خَليلي وْيا رَبِّي مِنَّكْ وَسيلِهْ وَٱنا بْعَرْضَكْ دَخيلِ وِيْظَلُّهْ دايمْ ليْ دومْ(۱٨) عَ ٱلدُّومْ دامِ وْدامْ لُهْ فُسْتُقْ بُنْدُقْ جابَتْ لُهْ .......................... ....................(۱٩) عَ ٱلدُّومْ يا بَطاطا اتْناشَرْ إِبْرِهْ وْخَيَّاطَهْ ....................... (٢٠) يْخَيْطُوا لُهْ قميصِ ٱلنُّومْ عَ الچلاچيلّهْ عَ الچلاچيلّهْ (٢۱) من اغانينا النّسائيّة المنسيّة، والتي تعبّر عن الصّراع جليًّا بين الكَنَّةِ وأمّ الزّوج، حيث تروح الكَنَّة تكرِّس جهدها في إغاظة الامّ. امّا اللّحن فهو لحن أغنيتنا الشّعبيّة المعروفة "نَعْنَعْ يا نَعْنَعْ". ويتألّف كلّ سطر فيها من خمسة مقاطع صوتيَّة. عَ ٱلچلاچيلّهْ عَ الچلاچيلّهْ سافَر حبيبي(٢٢) وِنْسيْتَ ٱقول لُّهْ سافَر عا مَصِرْ يِبْني ليْ قَصِرْ وَٱقْعُدْ بِٱلقَصِرْ وَٱقاهِرْ إِمُّهْ سافَرْ عا جِنينْ بِجيبْ لي مَنْديلْ وَٱلْبِسِ المَنْديل وَٱقاهِرْ إِمُّهْ سافَرْ عا لِبْنانْ يجِيبْ لي فُسْتانْ(٢٣) وَٱلْبِسِ ٱلفُسْتانْ(٢٤) وَٱقاهِرْ إِمُّهْ سافَرْ عا حَلَبْ يِجيبْ لي حَلَقْ وَٱلْبِسِ ٱلحَلَقْ وَٱقاهِرْ إِمُّهْ سافَرْ عا عَكّا يِجيبْ لي حَطَّهْ وَٱلْبِسِ ٱلحَطَّهْ وَٱقاهِرْ إِمُّهْ //هوامش (۱) ويُروَى في آخر العَجُز أيضا:"البالِ"، بدلَ "بالي". (٢) وهناك رواية غير شائعة للعجز تقول:" سِتِّ ٱلبناتْ غَزَالِهْ". وسِكْتِر بمعنى ٱذهب وٱنصرفْ، يقال "سَكْتِرْ مِنْ هونْ!"، أي ٱغرب عن وجهي، من التّركيّة العثمانيّة، وهي تستعمل في التركيّة المعاصرة بمعنى "اللعنة عليك". (٣) الاوضة: الغرفة، وهي من اللّغة التركيّة. (٤) هذه إشارة الى حداثة هذه الجزئيّة من النّصّ. (٥) ويُروى في نهاية الصَّدر أيضا: "رَمَّاحَهْ"، بدلَ "ذَبَّاحَهْ". (٦) و(٧) ويُروى في صَدْر البيت الاوّل "قالِطْ"، بدلَ "طالِعْ". ويُقال أيضا: طالِعِ مْنِ ٱلحَمّامْ رِيْتُهْ ما يِعْبِسْ هاتُوا بَدْلاتِ ٱلرّسمي لَ (محمّد) لَيِلْبِسْ (٨) خياطة العريس: هي عادة كانت مُتَّبَعة في قرانا، وكانت تقوم بها شقيقة العريس، او امّه، وذلك بتمرير ابرة معَ خيط غير معقود الطّرف عدّة مرّات في ثياب العريس في أثناء الزّفّة، مَخافةَ ان يكون أحد الحَسّاد قد كتب له "كْتِيبِهْ"، او عقد له "عقدة"، او ربط له "رباطا": أي قِراءة سحريّة كي يفقد العريس رجولَتَه. (٩) ويُروى العجُزُ أيضا بذكْرِ ٱسمِ العروس:"يا فاطْمِهْ، ...الخ". (۱٠) فَشَرْ: عجز وخاب. (۱۱) الدوم: ثمار شجرة السّدر (شجرة الدُّوم). (۱٢) ويُروى العجُزُ أيضا: "هَبِّ الهَوا وْطابِ النُّومْ". (۱٣) ويُروى الصّدر أيضا:" انبيرح رُزِّ مْفَلْفَلْ". (۱٤) و (۱٥) بخطف الالف في كلمتي "دامْ"، وهكذا "دَمْ". (۱٦) ويُروى الصّدر أيضا: "رِيْتَكْ وَرْدِهْ وَٱشِمَّكْ". (۱٧) ويُروى العجُزُ أيضا: "وَٱظَلِّي عَ ٱكتافُهْ دُومْ"، ومعنى "اظلّي": ابقى واظلّ. (۱٨) ويُروى العجز أيضا: "تِرْمي عَلَيَّ ٱلِهْدومْ". (۱٩) البيت ناقص من المصدر الشّفويّ الذي ٱستقيت منه روايته. (٢٠) البيت ناقص من المصدر الشّفوي الذي ٱستقيت منه النّصّ. (٢٠) تُلفظ الجيم في كلمة " ٱلچلاچيلّهْ" جيمًا مصريّة. (٢۱) وهناك من يُضيف في نهاية كلّ صدر من البيت الثاني في الاغنية "يا يُمَّه": "سافَرْ حبيبي يا يُمَّه". (٢٢) و(٢٣) ويغنّى أيضا: "كِردان"، و"الكِردان"، بدل "فستان"، و"الفستان". والكِدران: قلادة من ذهب تلبسها المرأة حول عنقها للزّينة.