رحل عنا يوم الأربعاء 4 تشرين الأول 2023 رفيقنا وزميلنا لسنوات في "الاتحاد"، الكاتب سهيل قبلان، ونعيد هنا نشر مقال كتبه في مثل هذا الشهر قبل 11 عامًا، وهو واحد مقالاته التي دأب على كتابتها ونشرها في هذه الصحيفة التي أخلص لها وتمسّك بها بقوّة وقناعة والتزام. ستبقى ذكراه عطرة وستبقى الكلمات التي خطّها باقية كجزء حيّ من السجلّ السياسي والثقافي الوطني لشعبه الثلاثاء 2/10/2012 نعيش واقعا مأساويا في الدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة طالما لم يقل له الشعب لا، ولا للمجرم المسؤول عنه بشتى الحجج والتبريرات فستتواصل المحن والمآسي والآلام والتوتر والحروب وعدم راحة البال، وطالما لا يقال لا وبكل جرأة ووضوح وعلانية للموت ليس الجسدي فقط والناجم عن عمليات وممارسات القمع والحروب وتكريس الاستيطان والاحتلال والتنكر لحق الآخر في العيش بهدوء واستقرار واستقلال، وانما الضميري والاخلاقي والشعوري الجميل، فسيتواصل نهج الشرور والاحقاد والكراهية والتنكر لحق الانسان الاولي في العيش باحترام وكرامة وطمأنينة في اجواء السلام والهدوء وعدم القلق على المستقبل، وحقيقة واضحة لا يمكن انكارها او طمسها او التنكر لها تتجسد في ان بلادنا منكوبة بالاحتلال ومتطلباته الاقتصادية والسياسية وكارثية استمراريته. المنطق يقول بمعالجة الداء عندما يصيب الجسد وليس التنكر له وتجاهله او العمل على تفشيه اكثر، والسياسة التي يصر حكام اسرائيل على استمرارية تنفيذها رغم كارثيتها في كافة المجالات هي ورم سرطاني خبيث وخطير والمنطق يقول باجتثاثه من جذوره وليس تجاهله او غض النظر عنه او الاصرار على مده، بمقومات الاستمرارية والتفشي اكثر في جسد المجتمع رغم ما ينتج عن ذلك من اضرار جسيمة، وللورم الخبيث الذي يصر حكام اسرائيل علانية على زيادته وتعميقه ومده بمقومات الاستمرارية جذوره المتجسدة في الاصرار على استمرارية تعميقها وليس اقتلاعها وعلانية، والمتجسد في تعميق العنصرية واستمرارية الاحتلال والسلب والنهب والتنكر لحق الفلسطيني في العيش بسلام وامن وامان واطمئنان في دولة له الى جانب دولة اسرائيل في حدود ما قبل الخامس من حزيران عام(1967)، والممارسات التي يصر حكام اسرائيل على القيام بها وتنفيذها علانية مع التصريحات العلنية الكارثية ضد الفلسطينيين تؤكد انهم تحرروا من انسانيتهم وجماليتها والكرامة الانسانية ووخز الضمائر الحية. وحقيقة هي ان الانامل التي تداعب الاوتار لإسماع اروع الالحان والاستماع اليها وتداعب اليراع ليبدع اروع الآداب الافكار ورسم اجمل المناظر المعبرة عن جمالية الانسان والكون وتقبض على المعاول لتنكش الارض وتزرع وتحصد السنابل وتقطف الثمار وتبني وتعمر اجمل المؤسسات السكنية والعلمية والمصانع ليس كتلك الضاغطة على الزناد والرامية للقنابل على المؤسسات وخاصة المدنية والمصرة على نهج القتل والهدم والنسف والتدمير والتخريب، وعندما يكون المرء صادقا ونزيها وصريحا خاصة المسؤول وفي اي مجال فان ما يقدمه وفي اي موقع هو لتوطيد الايجابي والجميل والحب الجميل للناس، ومن يرى الدمع في عيني الطفل ويسح على خديه واسماله بالية ولا يبالي بذلك ولا يتأثر وخاصة المسؤول، فذلك بمثابة جريمة وكم من جريمة يقترفها حكام اسرائيل يوميا وفي المجالات كافة والواقع اكبر برهان وفي المجالات كافة، وحقيقة هي وتتجسد في ان الانسان الذي يعتني بالشيء تكون النتيجة بناء على المعتنى به فالذي يعتني بالزهرة التي يغرسها وبالسنبلة وبالأشتال الامر الذي يضمن نتائج جميلة وطيبة ليس كالذي يعتني بالجيش والبندقية والدبابة والمدفع واللغم وتفشي وتعميق العنصرية والاستهتار بقيمة حياة الانسان وجماليتها وروعتها والطاعة كلمة يوازيها الرفض ويتعلق الامر بالطاعة لماذا ولمن، فطاعة الخير وعمل الخير في اي مجال والتمسك بها وتعميقها نتيجتها ستكون ايجابية وجميلة ومفيدة وتعمق القيم الانسانية الجميلة لتخلد في صفحات كتاب مكارم الاخلاق الانسانية وهكذا، بينما طاعة الشر والحقد والسلبيات واللامبالاة بحياة الانسان والتنكر لحقه الاولي في العيش باحترام وكرامة وراحة بال وطمأنينة واستقرار بغض النظر عن انتمائه وقوميته ولغته ودينه ستكون وصمة عار وتدخله في سجل التاريخ الاسود والبشع، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل من الغرابة الحلم والعمل الجدي والصادق والهادف لتحقيق حلم حياة افضل واجمل واسعد على الارض بشكل عام وفي الدولة هنا بشكل خاص؟ وهل من المستحيل ان تجمع الرغبة الحقيقية الجميع لتحقيق مصير أفضل للبشرية بشكل عام وللدولة هنا بشكل خاص؟ وحقيقة هي تقول انه طالما استمر نهج نتنياهو وليبرمان وهنغبي والحرب والاحتلال والاستيطان والجدار واشهار البندقية والتنكر لحق الآخر بالعيش باطمئنان وسلام وحرية واستقرار في دولة له الى جانب دولة اسرائيل وانه انسان بكل معنى الكلمة له كرامته وحريته واستقلاليته واحلامه الانسانية وابداعه، فالحياة ستكون على فوهة بركان خطير ومعرضة للانفجار وما ينجم عن ذلك يقول الواقع نفسه ان للحياة الانسانية والجميلة والمستقرة والضامنة للصداقة والمحبة والتعاون البناء رسولها الامين والانساني المعتز بانسانيته والساعي لتعميقها في الجميع ويتجسد في برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي الداعي للالتفاف حوله وتنفيذه لان فيه الحب والامان والخير والبركة والصداقة والتعاون البنّاء للانسان العربي واليهودي على حد سواء.