news-details

شِيزوفْرينيا سياسيّة.. ومناسبات أخرى..

يُصادف يوم الثّلاثاء القادم، الثّلاثين من أيلول – من كلّ عام – يوم التّرجمة العالميّ، بمبادرة من الاتّحاد الدّوليّ للمترجمين منذ تأسيسه عام 1953، وبإعلان رسميّ من قبل الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، يوم الرّابع والعشرين من أيّار العام 2017. ويأتي هذا اليوم للفت أنظار العالم إلى أهمّيّة هذه المهنة المقدّسة على مستوى العالم، من خلال عقد المؤتمرات وإقامة المناسبات والاحتفاليّات.

لا – بربّ السّماء – ليس من باب البغضاء أقول قولي هذا في العُنوان أعلاه، بل لربّما من باب الإطراء والسّخاء.. إذ أرى في ما أرى أنّ الرُّفَقاء أو الفُرَقاء الشّرفاء النّبلاء في "تجمّع" البلاء والابتلاء [بالمعنى والمفهوم الحسنَيْن للسّباق والسّياق] يعانون حالة من الفُصام السّياسيّ تدمّر ولا تعمّر، حيث هم بمسيس الحاجة للتّوجّه إلى خبير علاجيّ نفسانيّ مختصّ بعلم النّفس السّياسيّ. وعلم النّفس السّياسيّ – أيّها الإخوة، أيّتها الأخوات – "مجال أكاديميّ متعدّد الاختصاصات، يقوم على فهم السّياسة والسّياسيّين والسّلوك السّياسيّ من منظور نفسيّ [...] ويهدف إلى فهم العلاقات المترابطة بين الأفراد والمواقف الّتي تتأثّر بالمعتقدات، والدّوافع، والإدراك [...] والتّنشئة الاجتماعيّة، وتشكيل السّلوك. [هذا] و [يتمّ] تطبيق النّظريّة النّفسيّة السّياسيّة ومناهجها في العديد من العمليّات، مثل: الدّور القياديّ، وتكوين السّياسات الدّاخليّة والخارجيّة، والحركيّات الجماعيّة والصّراعات [...]، وسُبل ودوافع التّصويت [...]".

وقد كان\كانت آخر موبقات هذا الفُصام تنكّر حزب التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ لتوصية القائمة المشتركة، الّتي هم جزء أصيل منها، بأحسن السّيّئَيْن من البنيامينَيْن (بيني ﭼـانتس)، أمام رئيس الدّولة، رؤوﭬـن – روبي ريـﭭـلين، لتشكيل الحكومة العقربة المرتقبة، لا بل ونزع ثقلهم السّياسيّ (ثلاثة أعضاء أجلّاء) من ميزان الموصين. ومع العلم أنّها توصية لم يُضطرّ بيني ﭼـانتس لقاءَها إلى أن يتفصّد جبينه قطرةَ عرقٍ واحدة.. فإنّه مهما كانت قناعات ومسوّغات نوّاب "التّجمّع" في ارتكاب هذيْن الموقف والسّلوك المخلّيْن المملّيْن فإنّهما مرفوضان وموضوعان جملة وتفصيلًا؛ حيث لم يُضيفا إلى رصيدنا الأخلاقيّ والنّضاليّ والسّياسيّ أيّ شيء، بل لربّما انتقصا كلّ شيء، وأفرغا مبادرة "المشتركة" من أيّ مضمون، وسحبا البساط من تحت أرجل نوّابها أجمعين.. وهما ينضمّان إلى مسلسل من المواقف والسّلوكات التّجمّعيّة المنهجيّة الّتي باتت تستصرخ قادتنا السّياسيّين والاجتماعيّين وخبراءنا السّلوكيّين لإعادة النّظر في مجمل عملنا السّياسيّ والاجتماعيّ ونهجنا السّلوكيّ، وقَبْلًا وبَعْدًا، لاتّخاذ موقفٍ بات اتّخاذه واجبًا، حازمٍ وشجاع، من حزب التّجمّع الإشكاليّ، بعبارة ملطّفة مؤدَّبة ومؤدِّبة.

فهذه دعوة صادقة للأخوة الأعزّاء وللأخوات العزيزات في "التّجمّع" إلى النّأي بأنفسهم وأنفسهنّ عن ميدان عمل السّياسة البرلمانيّة، فواضح أنّ هذا الملعب ليس ملعبكم ولا ملعبكنّ، بما يقتضيه من حَرْفَنة وتكتيكات ومساومات هي – إن شاء الله – شريفات، أنتم وأنتنّ لستم ولستنّ لها مهيّأِين ولا مهيّآت، ولا ناضجين ولا ناضجات. بل عودوا جميعًا إلى جمعيّاتكم ومراكز أبحاثكم وإلى نضالاتكم الجماهيريّة في الميدان وبين النّاس، وساهموا من هناك في بناء قلعتنا الدّاخليّة، فالقلاع – كما تعلمون –لا تُبنى إلّا من الدّاخل؛ فكنيست إسرائيل مِنصّة لخطاب شعب إسرائيل، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبمهارة وإتقان، لا بسلاطة اللّسان وبراءة الإنسان، الواجبتين في بعض الأحيان، ولكن بذكاء واتّزان..ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهد!

 

 

قُرآنُ موسى..

لا، ليس العُنوان أعلاه من باب الإرداف الخَلْفيّ أو التّناقض اللّفظيّ أو الظّاهريّ الأدبيّ [أوكسيمورون]، ولا من باب المشاكسة اللّغويّة، وإن كذلك بدا؛ إنّما هو بشرى انتهاء الأستاذ موسى أسعد عودة من ترجمة القرآن الكريم بالكامل إلى اللّغة العبريّة. تلك التّرجمة الّتي كُلّف بمباشرتها متطوّعًا قبل ثلاثين عامًا بالتّمام والكمال، والّتي صدرت شَذَرات فصول متعاقبة منها بعدّة طبعات وبألوف النّسخات على مرّ السّنوات.

تخضع التّرجمة المباركة –في هذه الأيّام –إلى إجراءات التّحرير والتّصميم الفنّيّة اللّازمة، على أن ترى النّور، وباحتفاليّة خاصّة، في غضون الأشهر القليلة القادمة من هذا العام، إن شاء الله العلّام!

هذا ويُعتبر الشّاعر والنّاثر، الأستاذ موسى أسعد عودة، أوّل عربيّ وأوّل مسلم على مستوى العالم يَضطلع بترجمة القرآن الكريم إلى اللّغة العبريّة. وإنّه من خلال اطّلاعنا على ما سبق ترجمته للقرآن الكريم من ترجمات، وبموضوعيّة تامّة، لنا أن نقول إنّ ترجمته – بفضل من الله ورضوان – هي قيمة مضافة لجميع ما سبقها من ترجمات، حيث تتميّز عنها– من أول "بسم الله" إلى آخر "النّاس" – بدقّة إدراك معاني النّصّ القرآنيّ المعجِز ومبانيه، وصحيح تفسيره وتأويله ومراميه، كما تتميّز بأسلوب المترجم الخاصّ، السّهل الممتع الممتنع، في لغته العبريّة العالية، التّي هي عنده لغة أمّ ثانية.

 

 

يوم التّرجمة العالميّ..

يُصادف يوم الثّلاثاء القادم، الثّلاثين من أيلول – من كلّ عام – يوم التّرجمة العالميّ، بمبادرة من الاتّحاد الدّوليّ للمترجمين [FIT – The International Federation Of Translators] منذ تأسيسه عام 1953، وبإعلان رسميّ من قبل الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، يوم الرّابع والعشرين من أيّار العام 2017.

ويأتي هذا اليوم للفت أنظار العالم إلى أهمّيّة هذه المهنة المقدّسة على مستوى العالم، من خلال عقد المؤتمرات وإقامة المناسبات والاحتفاليّات.

وإنّها لمناسبة كريمة لنُعايد رفاق السّلاح، المضطلعين بهذا العمل الشّائق والشاقّ، والسّاهرين على نقل المعرفة الإنسانيّة، والتّواصل بين النّاس، وإنشاء الحوار المثقّف والحضاريّ بين مختلف القبائل والشّعوب والأجناس، فلهم نقول: كلّ عام وأنتم مترجمون حقيقيّون، دون الكثير ممّن هم مزيَّفون ومزيِّفون.

ولِي عودة منكم إليكم أيّها الأعزّة – إن شاء ربّ العزّة – للحديث، أبدًا، عن لُغتنا ونحْن.

الكبابير / حيفا

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب