news-details

عودة عادلة للاجئين تفتح إمكانية سلام حقيقي|نوعا ليفي

اجتمعنا هنا اليوم، عربًا ويهودًا، لنتذكر الكارثة الفلسطينية، النكبة، الضحايا، الذين هُجروا من قراهم، الذين لم يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم. الذين أصبحوا لاجئين في بلادهم وفي مخيمات اللاجئين.

 في هذا اليوم، نحيي ذكرى 74 عامًا من الألم والصمت، والتشبث بالأرض والاقتلاع منها، وفقدان الضمير الإنساني، والدوس على حقوق هؤلاء الموجودين هنا وأولئك الذين هناك. تم تهجير 530 قرية فلسطينية، تم تهجير سكانها، وقتل البعض، وهرب البعض من هول المذابح، ولم يُسمح لهم بالعودة.

 95% من سكان المدن، وأكثر من 750 ألف إنسان تحولوا للاجئين، دور السينما بقيت يتيمة، تم تدمير المطابع العربية، تم إفراغ قاعات المسرح والنوادي. رواة القصص في المقاهي تم اسكاتهم، تم تمزيق وتقسيم الفضاء السياسي والثقافي، وأصبحت اللغة العربية لغة أجنبية في إسرائيل.

 هذه هي الكارثة التي صنعت حالة الحرب التي نعيشها حتى يومنا هذا، هذه هي الكارثة التي يُحظر علينا الاعتراف بها، والتي لم نواجه عواقبها حتى اليوم. في أعقابها بدأ الحكم العسكري، ومصادرة الأراضي، والتمييز، والنهب والقمع السياسي، ونظام تنعدم فيه المساواة، لمواطنين ومواطنات من الدرجة الثانية.

 بالإضافة إلى كل ذلك، امتلأت مخيمات اللاجئين. نحن نرفض أن ننسى اللاجئين كبشر، علينا واجب أن نتذكرهم وألا ننسى. لأن كل قصصنا مختلفة، لكن كل حياة هي مقدسة.

 ليتذكر شعب اسرائيل

 ليتذكر شعب فلسطين

لنتذكر، البشر

 اليهودية التي تتحدث اليكم، هي أيضا ابنة النكبة، لكن من الجانب الناهب. وُلد والدي في مخيم للاجئين في فرنسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. في عام 1948، تم نقل عائلتي على متن سفينة إلى إسرائيل، حيث كان ممثل الوكالة اليهودية في انتظارهم، واقتادهم إلى منزل في حي المنشية في يافا، وكان منزلاً فارغًا. حصلوا على غرفة واحدة للعائلة، لكن هذه الغرفة كانت الأساس الذي نمت عليه عائلتي، واستبدلت بشقة من غرفتين في تل أبيب، وأخيراً بشقة أكبر في بات يام، ودُمرت المنشية بالكامل. وأين أصحاب هذا المنزل هناك؟ من الذي يعرف؟

بصفتي شريكة في النهب، يتحتم عليّ أن أكون شريكة في تصحيح الظلم. أن أذكر اللاجئين أيضا في الكتلة المناهضة للاحتلال، أن أذكر النكبة تحديدًا في يوم الاستقلال. في هذا الإطار، كتبت دراسة جاءت لاقتراح نموذج عام لعودة اللاجئين، نموذج لتحقيق حق العودة، لإظهار أن من يعتقد أن عودة اللاجئين تعني تهجير اليهود من هنا، هو مخطئ. يمكن أن تكون هناك عودة عادلة، وعودة متفائلة، وعودة في إطار إنهاء كامل للاحتلال، وعودة تفتح إمكانية سلام حقيقي وشراكة حقيقية.

هذا اليوم قادم لا محالة.

 

*نص الكلمة التي ألقتها الكاتبة، نائبة رئيس مجلس الجبهة، في مسيرة العودة الأخيرة، في قرية اللجون المهجرة

 

في الصورة: حشود كبيرة في اللجون

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب