news-details

فلسطين والصهيونية بين لينين والامير فيصل!

في كانون الثاني ١٩١٩، وخلال مؤتمر السلام المنعقد في باريس، وقّع الامير فيصل بن الحسين، بصفته اميرا على الحجاز، مع حاييم وايزمان، ممثلا المنظمة الصهيونية، اتفاقاً يعلن فيه موافقته على اعلان بلفور وعلى تضمينه في دستور فلسطين، ويتعهد بتشجيع الهجرة اليهودية «على نطاق واسع وبأسرع وقت». وقد توافق الطرفان على «ترسيم الحدود والتمثيل الدبلوماسي» بين «الدولة العربية» و«فلسطين» بعد انتهاء مؤتمر السلام، وشددا على حرية المعتقد الديني وعلى ان تكون اماكن المسلمين المقدسة «تحت اشراف المسلمين». وتعهدت المنظمة الصهيونية، في المقابل، بوضع خطة لنهوض الدولة العربية اقتصاديا، وتزويدها بوسائل لاستثمار مواردها الطبيعية. واتفق الطرفان على الاحتكام الى الحكومة البريطانية في حال الخلاف.

كتب فيصل على الوثيقة تحفظا بالعربية بخط اليد يشرط فيه تنفيذ الوارد أعلاه – بما يتضمنه من القبول بفصل فلسطين عن سائر سورية - بما أسماه «اذا نالت العرب استقلالها» والمقصود الاعتراف بالمملكة العربية في سورية. للعلم: قدّم وايزمان الاتفاق الى مؤتمر السلام دليلا على موافقة العرب على اعلان بلفور والوطن القومي اليهودي. 

في آب ١٩٢٠، انعقد المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية (الكومنترن) وأبرز ما صدر عنه «موضوعات حول المسألة الوطنية ومسآلة المستعمرات» التي تقدّم بها لينين وأقرها المؤتمر بعد اجراء تعديلات عليها. وهذا هو النص الفقرة السادسة من الموضوعة ١٢ عن الصهيونية وفلسطين: 

"يتوجب علينا ان نفضح باستمرار الخداع الذي تمارسه القوى الاستعمارية بمساعدة الطبقات ذات الامتيازات في الاقطار المخضعة على جماهير الشغيلة في العالم اجمع، وفي الاقطار المتأخرة خصوصا، حيث ينشيء الاستعمار، وراء ستار الاستقلال السياسي، شتى المؤسسات الدولتية والحكومية التابعة له عمليا تبعية كاملة، اقتصاديا وماليا وعسكريا. وكمثال صارخ على هذا الخداع الذي تمارسه قوى «الحلفاء» الاستعمارية والبرجوازيات المحلية على الطبقة العاملة في الاقطار المقهورة والمخضَعة - نذكر مشروع الصهيونيين في فلسطين. فبحجة انشاء دولة يهودية في فلسطين، حيث يشكل اليهود نسبة لا تذكر من سكانها، يعمل الصهيونيون على اخضاع السكان الاصليين من الكادحين العرب لنير الاستغلال الانكليزي..»

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب