جمع ملك الشر كبار أعوانه ومستشاريه للتَّداول في أمور المملكة من مخاطر كانت تهدد أمنها، من قبل مملكة معادية لها. قال الملك:
كان النقاش يدور عاصفًا فيما بينهم حول سُبل السيطرة عليها، فمنهم من طلب فرض حصار خانق وآخر فضَّل استعمال سلاح حديث متطور، كلُّ هذا والملك يُنصِت لهم بكلّ هدوء وثبات، قبل أن يلفِت نظره أحد الاعوان إذ كان ينصت للحديث بصمت دون أن بنبس بكلمة واحدة وكان هذا الرَّجل يُعرف بخبثه ولؤمه الشديدين إلى جانب رجاحة عقله وتدبيره.
التفت إليه الملك وأشار له أن يُقدِّم ما عنده من إستراتيجية مفيدة تساعد في المعركة ضد العدو.
رد الرجل وقال:
وافق الملك في الحال على طلبه واتفقا أن يلتقيا بعد أسبوع فيحمل معه الخطة لعرضها على الملك.
في ذلك الأسبوع كان صوت التاجر المتجوّل يصدح في حارات وشوارع مملكة العدو مناديا بأعلى صوته:
سمع أحد المعلمين الصوت وخرج يستطلع الأمر، أعجبته الفكرة، إذ كانت بالنسبة له المُنقذ. نادى زوجته وأخبرها أنَّه سيبيع ضميره. دُهشت الزَّوجة مما سمعت، وراحت تلوم زوجها على هذا قائلة:
بلع المُعلِّم ريقه وقال:
لكنَّها رفضت الفكرة بغضب قائلة له:
من يبيع ضميره مرَّة يبيعه مرَّات ومرَّات.
لكنَّه خرج غير آبه لغضبها، وكان قد بدأ النَّاس بالتَّجمهر حول التَّاجر. تقدَّم رجل سياسةٍ، وطلب ثمن شرفه قال التَّاجر:
ثم تقدَّم المهندس طالبا ثمن دماغه قال التاجر:
جاء دور أحد المسؤولين، وطلب ثمن شرفه، فأعطاه التَّاجر خمسة جنيهات.
تقدَّم المُعلّم طالبًا ثمن ضميره فأعطاه التاجر مئةً من الجُنيهات. عندما سمع المُهندس السِّعر أحتجَّ قائلا:
تشجع رجل السياسة محتجًا على تدنّي سعره، فرد التاجر قائلًا:
أخيرا جاء احتجاج المسؤول فقال التاجر:
حمل التَّاجر بضاعته وقبل أن تنتهي المُهلة المحدَّدة، كان يعرض بضاعته أمام الملك، وما أن رأى الملك البضاعة حتى جُن جنونه وراح يلوم التّاجر قائلًا:
يا لك من أحمق أهذا ما وعدتني به! أتُسمّي هذا سلاحًا.
قال التاجر:
حدق به الملك وقال:
إضافة تعقيب