news-details

قصيدة: طِفلٌ في عُيُونِ البُندُقيَّة

في بلادي

كُلَّما الجُنديُّ شَمَّ الزَّهرَ عربَد

أطلَقَ الإنسان منهُ

صار وحشاً يشتهي اللحم تمرّد

باتَ قطفُ الزَّهرِ مرغوباً خفيَّا  

واستحال اللون من مرآهُ  أسوَد

صار مُغبَرّ وأجرد

ولهُ طيبٌ يُريقُ الدمعَ في عيَن الحَقود

وسعَالِ الديكِ من رَيَّاهُ يغزو بالجُنود

مُزهِرٌ زهرُ بلادي مُستطير

أحمرُ لونُ الخُدود

في بلادِي ينبُتُ الزَّهرُ

غنيَّا بالحَيَاةِ

في الأزِقَّةِ يَقرأُ السِّرَّ على وجْهِ القَمرِ

يَتغذَّى مِن فتاتِ الصّخرِ

صَبرًا  ومرارة

ويُعِدّ تحت ظلِّ الليل وجبات الحجارة

لا يخافُ الجَمرَ في العينِ

ولا الصَّوت المُدوِّي

من عيونِ البُندقيَّة

سَامقٌ كالنَّخلِ للقطفِ عَصِيّ

ولهُ لونٌ بلونِ الأرضِ أسْمَرْ

لا صهيلُ الخيلِ يَخشَى

لا ولا صَخب الأُسُود .

بانقِضَاضٍٍ صَوَّبَ الجُندِيّ

نحوي البُندقيَّة

عَربَد الحقدُ بعينيه

وعَيبني قد تَقَصَّت سحنةَ الوحشِ الرَّزيّة  

فابتسمتُ ساخرًا

وهاجَ صوتي في بُذوخٍ :

لا يَخاف الموتَ طِفلٌ قد أَماتوه مِرارا

إن أنا مُتُّ سينمو

من نزيف الدَّمِ حقلٌ من ورود

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب