news-details

كرامة وطنية وبصراحة

 

 
 

يحاول البعض ممن يسبحون في تيار الدعوة للمقاطعة، القول أو الادعاء أنّ مشاركتنا في الانتخابات البرلمانيّة غير مُجدِية، أو غير نافعة لمصالح شعبنا الفلسطيني الرابض على تراب وطنه وعلى صدور القوى الفاشية من أتباع الحركة الصهيونية وأتباعها في إسرائيل، ودائمًا أكّدنا في معاركنا النضالية التي كان في محورها حقنا في أرضنا وفي وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وبفضل هذه المعارك النضالية لم تستطع قوى اليمين تنفيذ مآربها الهادفة الى محاصرتنا ومواصلة تنفيذ سياسات القمع من مصادرة الارض وحتى سُبل حصارنا في مخططات بناء محدودة، مما يعني هدم بيوتنا وغيرها من سياسات التمييز الممنهجة والتي تقوم بها حكومات إسرائيل على مدار سبعة عقود ونيف.

نعم بفضل وحدتنا ونضالنا كجزء من أبناء الشعب الفلسطيني، استطعنا مقاومة هذه السياسات وصدها وإثبات أن لنا حقوقا لا نتنازل عنها، مهما بلغ ظُلم الحكومات الاسرائيليه التي تُسيطر عليها الاحزاب الصهيونية.

في ظل هذه المعارك النضالية الهادفة الى انتزاع حقوقنا من بين أنياب حكومات أقل ما يُقال عنها بأنها رسمت مخططات لدحرنا وقوقعتنا في مربع الاستسلام وعدم رفع صوتنا وسوطنا في وجه سياساتها الظالمة، وعليه رفضنا وانتفضنا ضد هذه السياسات من خلال الحراك النضالي الممنهج لانتزاع حقوقنا على مختلف الصعد.

نواجه ومنذ بداية الاستعداد للانتخابات البرلمانية الحالية، طروحات مختلفة بخصوص مقاطعة الانتخابات، بذرائع مختلفه، منها "مقاطعة عقائدية" وأخرى "مقاطعه أيديولوجية" وأخرى "مقاطعة للمعاقبة" وتلميع هذه الطروحات بأقوال واجتهادات متنوعة، ولا تسمع من معظم هؤلاء توجيه حملات غاضبة أو مناهضة للاحزاب الصهيونية، وكل همهم يتمحور في مهاجمة القوائم غير الصهيونية،أي ممثلينا الذين يخوضون الانتخابات للكنيست هذه الايام، ويا للغرابة مما تسمعه من عنف كلامي مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي من هؤلاء "المقاطعين" لدرجة أنك تُشاهد في إحدى المدن العربية قيام البعض منهم بخربشة كلمة "مقاطعة"، أو قاطع على لافتات لنا ولا يخربشون هذه الكلمات على لافتات محاذية للاحزاب الصهيونية!!

صحيح اننا عشية الانتخابات وقبل أيام من موعدها في التاسع من نيسان القادم، وربما يجد نداء هنا ونداء هناك آذانًا صاغية لدى ممن قالوا في البداية أنهم مع مقاطعة الانتخابات، لعدم إعادة تشكيل أو تجديد التحالف ضمن قائمة مشتركة واحدة، ومثل هؤلاء من أبناء شعبنا نتفهمهم ووجدنا أنه من السهل الحوار معهم وتغيير موقفهم، لكن المُثير للتساؤل ما نواجهه مع الداعين للمقاطعة بتغليف مواقفهم هذه كما ذكرنا سابقًا بالايديولوجية، أو "المزاج الايديولوجي"، وكنّا قد تنافسنا مع هؤلاء قبل عدة أشهر في إنتخابات السلطات المحلية، فعن أيّة أيديولوجية تتحدثون؟

لذلك أقولها وبصراحة قضية الموقف والمقاطعه على أساس أيدولوجي ما هي الا "ورقة التوت" التي يحاولون التستر بها لمثل هذا الموقف، وهم على وعي تام بأن هذه "الورقه" لا تستر عورة موقفهم بالمطالبة بالمقاطعة، بل هي - عن قصد أو غير قصد- تتحول من مجرد ورقة الى ستار داعم لموقف نتنياهو وحلفائه من اصحاب الفكر الكهاني وغيرهم من قوى اليمين المتطرف ومن مجمل الاحزاب الصهيونية، والسبب في ذلك أنّ المعادلة الانتخابية تقول كل صوت لا ندلي به لصالح مرشحينا هو صوت داعم لنتنياهو وشركاه من أصحاب قانون القومية وغيره من القوانين الفاشية التي أقرتها هذه الحكومة والتي هدفها انتزاع حقنا في أرضنا ووطننا، بل وسلبنا العديد من الحقوق، فأمام كل هذا الخطر،هل الدعوة للمقاطعة موقف فيه مسؤولية لمصالح شعبنا؟

تاريخنا النضالي كأقلية قومية أثبت أن مقارعتهم في كافة المحافل وعدم التقوقع أو التخندق في موقف الدعوة للمقاطعة اذا كان في الانتخابات البرلمانية أو غيرها،وعليه ندعو أبناء شعبنا وبشكل خاص كل من يدعو للمقاطعة أننا أمام معركة انتخابية مصيرية، لذلك وبمحبة وأخوية ورفاقية ندعوكم الى التجند وبقوة في هذه المعركة والمشاركة في الانتخابات،لنرد على نتنياهو وشركاه في اليمين وغيرهم ونعزز من قوتنا وتمثيلنا في البرلمان، ليس من أجل العدد بل من أجل مقارعتهم وصد سياساتهم الظالمة وتمييزهم ضدنا.

إننا في مرحلة خطيرة،لذلك فزيادة قوتنا هي حماية لكرامتنا الوطنية، ويكفي الاصغاء الى تصريحات نتنياهو وشلته الكاهاناتية وغيرهم كي نعي أن "سلاح المقاطعة" هو نوع من "سلاح" الانتحار الذاتي وما بالك عندما نتحدث عن مصير شعب تشبث بأرضه ووطنه وخاض وما زال يخوض المعارك والنضالات دفاعًا عن وجوده وحقوقه وكرامته الوطنيه.

 

 النضال من أجل العدالة الاجتماعية

يحمل هذا الشعار، اي النضال من أجل العدالة الاجتماعية، الكثير من المعاني المتعلقة بالقضايا المعيشية،وما ينتج عنها من المناخ الاجتماعي العام في مجتمعنا العربي،بما في ذلك قضايا العمل والمساواة والتعليم والصحة ومخططات البناء والعنف والفقر والضمان الاجتماعي وقضايا التشغيل للاجيال الشابة على مختلف مهنهم وغيرها من الهموم اليومية للمواطن العربي،عندما نقوم باجراء قراءة موضوعية لهذه القضايا وأهميتها للمواطن، نجد أنها تشغل حيّزًا واسعًا من همومه المعيشية اليومية، كل ذلك الى جانب الهم الوطني العام، أي أنها هموم شعب بكمله.

للتذكير فقط نقول انّ هذه القضايا كانت وما زالت في صُلب اهتماماتنا جميعًا،على مختلف الجبهات البرلمانية والنقابية والشعبية، وللتذكير فقط نقول اننا خضنا المعارك النضالية بكل ما يتعلق بحقوقنا المعيشية بلا كلل ولا خوف،ضد السياسة الحكومية الظالمة، وما ينتج عنها من تمييز بحقنا،في مختلف المجالات، من عدم توفير فرص عمل لكل طالب عمل، وعدم المساواة في الاجور والحقوق وقضايا حقوق المرأة في العمل،وقضايا المناطق الصناعية، وكل ما حدث من تقدم في هذا المجال لم يأتِ الا من خلال معارك نضالية خضناها على مر السنين، وكان لأعضاء الكنيست والنقابيين دور هام في هذه المعارك، ولا نطرح قضية دورنا النقابي الجبهوي للتفاخر، بل كان النقابيون من الحزب والجبهة على رأس النضالات العمالية والحقوقية منذ عشرات السنين، وواصلنا وبالتعاون مع أعضاء الكنيست في طرح هموم الناس المعيشية بمثابرة وعناد، ومنها من قام أعضاء الكنيست بتدعيمها بتشريع قوانين لها.

نضالنا في هذا المجال - الاجتماعي - حملنا من خلاله الهموم مع أبناء وبنات شعبنا،طيلة المسيرة النضالية من أجل الحق بالعمل والمساواة في الاجر وقضايا الجندر،طرحنا قضايا التعليم والصحة وقضايا البطالة والفقر والمطالبة بوضع حلول لها من قبل الحكومة، لم نترك ساحة نضالية في هذا المجال وغيره ولم نكن في مقدمتها فقط، بل في خضم هذا النضال لم نهمل قضايا الارض والمسكن وغيرها.

نحن وعلى صعيد الحزب والجبهة كنّا وما زلنا نرفع الصوت النضالي الوحيد الذي قاد المعارك الطبقية والنقابية لصالح عمالنا وعاملاتنا،حملنا هموم الناس وقضاياهم ولم نتوقف يومًا واحدًا في خوض النضال من أجل الدفاع عن حقوقهم في العمل والعيش الكريم والمساواة،كنّا وما زلنا الصوت المدافع والامين عن وعلى قضاياهم في جميع المعارك النضالية، بما فيها معركة المساواة وضد التمييز في العمل،في معاركنا هذه استطعنا دحر القوى التي أرادت لنا أن نتقوقع واستطعنا ضم قوى داعمه لمطالبنا،بل تشكيل جبهة داعمة لمطالب عمالنا وعاملاتنا على الصعيد النقابي المطلبي بما في ذلك العمل في بيئة عمل آمنة، ودعمناها على الصعيد البرلماني من خلال ممثلينا في البرلمان. هذه المعارك رفعنا من خلالها الصوت النضالي المكافح ضد السياسات الحكومية القائمة على التمييز ضد عمالنا، لكن بفضل نضالنا المثابر،حققنا العديد من الانجازات،ومعركتنا ما زالت مستمرة، وعلينا مواصلتها بوحدة وثقه.

 

وأخيرًا نقول وبإيمان قاطع، لا للمقاطعة في الانتخابات، نعم للمشاركة في التصويت،مشاركتنا تعني ضربة لأهداف نتنياهو واليمين وغيرهم من الاحزاب الصهيونية التي تواصل التحريض علينا من خلال تحريضها صباح مساء على ممثلينا في البرلمان الذي نعتبره ساحة نضالية للدفاع عن وجودنا وحقوقنا، باستطاعتنا إفشال مخططاتهم الهادفة الى دق الاسافين بيننا وبين ممثلينا،نقول بوحدتنا فقط وترسيخ وعينا النضالي المكافح وغير المتهاود.

لذلك نعود ونؤكد أنّ الخروج والمشاركة بإدلاء صوتنا في هذه المعركة الانتخابية المصيريّة بقوة وحدة، ودعم قائمة الجبهة والعربية للتغيير وحرفها "وم" هو قوة لنا كشعب، قوة لوجودنا،قوة لمعركتنا من أجل البقاء وحماية الارض والمسكن ومكان العمل وضد الفاشية وقوى اليمين ...علينا أن نذكر دائما أن صوتنا قوّة لنا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب