news-details

كي تكون وسائل التواصل الاجتماعي آلةً للتقدم

لقد ترددت كثيرا في الخوض في هذا الموضوع ولكن هناك الكثير ممن يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام بشكل سلبي وحتى مسيء الى هؤلاء أنفسهم ومسيء الى المجتمع الذي نعيش فيه. وعمليا هذا الأسلوب اللامسؤول يؤدي من الناحية الفعلية الى نتائج سلبية وكذلك الى الاسهام في رفع نسبة العنف في مجتمعنا الذي نريد له الخير والتطور والارتقاء الى مستوى الشعوب المتحضرة في عالمنا هذا.

لا شك اننا كنا وما زلنا دائما مع التطور بكل اشكاله الإيجابية وبشكل خاص مع التطور العلمي والتطور المجتمعي ومن المهم ان نعرف ان هذين التطورين هما الأساس لتطور الانسان في حياته اليومية وحياته الاجتماعية والحياة بشكل عام.

من اجل ان يحدث تطور الانسان العلمي والاجتماعي من الضروري ان يرافق وان يتناسب هذا وبشكل صحيح مع التطور المجتمعي والإنساني وبشكل متناسب وواقعي، وعلى الانسان الذي يقوم باستغلال هذا التطور العلمي ان يعرف جيدا أهمية هذا التطور الهام الذي انتجه الفكر الإنساني. من الواجب ان يعمل على استغلاله بشكل واقعي وانساني ومسؤول، حتى يعطي الفائدة المرجوة والصحيحة للمجتمع الذي يعيش فيه، الأمر الذي يؤدي حتما الى رفع مستوى هذا المجتمع بالاتجاه الإيجابي والتقدمي الذي يؤدي حتما الى الوصول الى الهدف المرجو منه الامر الذي يعني رفع المستوى السياسي والاجتماعي لهذا المجتمع الذي نعيش فيه ونريد له التطور والتقدم والانطلاق بشكل إيجابي ومسؤول وعمليا يؤدي الى إعطاء مردود إيجابي وانساني على مجتمعنا ويسهم وبشكل فعلي على تطوره وتقدمه في الاتجاه الإيجابي الذي نريده، والذي يساعد من الناحية العملية الى الحد من الأشياء السلبية في مجتمعنا وفي الوقت نفسه يؤدي أيضا الى رفع مستوى هذا المجتمع الى مستوى المجتمعات والشعوب المتحضرة في عالمنا هذا الذي نعيش فيه وهذا عمليا يكون من الإنجازات الهامة التي تسهم بشكل فعلي الى تقليص العنف والجريمة في مجتمعنا الى ادنى المستويات وهذا هو الهدف الذي يجب ان نعمل من اجل الوصول اليه خاصة في مثل هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها وفي مثل هذه الأوضاع القاسية التي تمر على شعبنا وجماهيرنا في هذه البلاد.

في رأيي ان مثل هذا الهدف ممكن اذا حرصنا وعملنا بشكل هادئ ومسؤول من اجل استقلال هذا الإنجاز العلمي الذي نسمّيه وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الإيجابي. ومن المهم أيضا الانتباه الى دور وسائل الاعلام الأخرى مثل الصحافة والراديو والتلفزيون لأن كل هذه الوسائل يمكن ان تسهم بشكل كبير في رفع المستوى السياسي والاجتماعي والإنساني لجماهيرنا العربية في هذه البلاد.

من المؤسف جدا انه خلال متابعتي لبرامج التلفزيون والراديو بالعربية وخلال قراءتي للصحف العربية أرى ان هناك البعض من الصحفيين والمذيعين وأصحاب البرامج في التلفزيون والراديو ومواقع التواصل الاجتماعي يحاولون من خلال مثل هذه البرامج العمل على الاثارة والتحريض اللامبررين على الآخرين، وبشكل خاص على القيادات الجماهيرية لجماهيرنا العربية في هذه البلاد وبشكل خاص على أعضاء الكنيست الذين لهم دور هام وجدي في مواجهة القوى العنصرية والفاشية في المجتمع الإسرائيلي.

في رأيي المتواضع ان هذا الأسلوب في الاثارة والتهجم يسهم بشكل غير مباشر في زيادة العنف بين جماهيرنا وهذا عمليا يصب في صالح أعداء شعبنا وجماهيرنا العربية في هذه البلاد.

من المهم جدا ان لا يُفهم من حديثي هذا على انني ضد الانتقاد لقيادات جماهيرنا العربية في هذه البلاد اذ انني اعرف جيدا ان هذه القيادات ليسوا ملائكة ولذلك من الممكن ان يقعوا في أخطاء خلال عملهم اليومي والميداني ومن المعروف ان كل من يعمل معرض للخطأ، ومن اجل تصحيح هذا الخطأ لا يأتي من خلال التهجم، الاستخفاف والتحريض الغير مبرر بل من خلال الانتقاد البنّاء والإنساني والاحترام المتبادل في الوقت ذاته، الامر الذي يسهم بشكل جدي في تصحيح الخطأ وعمليا مثل هذا الانتقاد يعطي المردود الإيجابي على سلوك القيادات وعلى سلوك جماهيرنا الشعبية أيضا في مختلف مدننا وقرانا العربية في هذه البلاد. وفي رأيي أيضا يسهم في الحد من اعمال العنف التي تزداد في مدننا وقرانا العربية.

إن الواقع الذي نعيشه كجماهير عربية في هذه البلاد يثبت اننا نعيش مرحلة من اصعب المراحل التي مرت على شعبنا منذ نكبته حتى يومنا هذا، الامر الذي يؤكد أهمية العمل المشترك والاحترام المتبادل بين جميع القوى السياسية التي تعمل بين جماهيرنا العربية وفي الوقت نفسه أهمية التعاون مع القوى الديمقراطية والعقلانية في المجتمع الإسرائيلي.

الحقيقة اننا نسمع أصواتا ليست قليلة من المجتمع الإسرائيلي تتحدى اليمين الفاشي الذي يحاول وبكل الأساليب العنصرية والفاشية التي تعمل للقضاء على حلم شعبنا العربي الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

لي انتقاد لعدد من الرفاق الذين يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي وهذا الأسلوب يسيء لهم أولا وفي الوقت نفسه يسيء للحزب الذي ينتمون اليه، ان معالجة الأمور لا تكون من خلال الإساءة الى بعضنا البعض، ولا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. انني ادعو جميع هؤلاء الرفاق الى التوقف عن استعمال هذا الأسلوب المسيء والى التجند الجدي من اجل إنجاح قائمة الجبهة والعربية للتغيير وايصال اكبر عدد ممكن من هذه القائمة الى البرلمان.

ونحن في الداخل الفلسطيني نرى الهجوم الأرعن من قبل اليمين الفاشي الذي يحاول شطب القوائم العربية العاملة في الساحة السياسية بين جماهيرنا العربية لأن وجودنا في داخل البرلمان الإسرائيلي يرعبهم، وانطلاقا من هذا الواقع وهذه المعطيات التي نراها في الساحة الإسرائيلية، أرى من الواجب الوطني والإنساني ان لا ننشغل في بعضنا البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام التي بين أيدينا بل من الضروري والواجب ان تتجند جميع هذه القوى من اجل العمل على تجنيد جماهيرنا العربية للخروج الى صناديق الاقتراع لإيصال اكبر عدد ممكن من النوّاب العرب حتى يكونوا شوكة في حلق قوى اليمين الفاشي. ان كل عضو اضافي من نوابنا في البرلمان هو عمليا ناقص عضو من اليمين الفاشي. وفي الوقت نفسه سد منيع في وجه نتنياهو الذي يحاول شيطنة جماهيرنا العربية في هذه البلاد واخراجها من ساحة التأثير السياسي والاجتماعي على الساحة الإسرائيلية.

انني افهم جيدا المنتقدين للقائمة المشتركة والذين يريدون ان يحاسبوا احزابها عن طريق عدم التصويت، ولكن من المهم ان نعرف جيدا ان عدم الخروج الى صناديق الاقتراع هو في الواقع ليس محاسبة للقائمة المشتركة بل هي من الناحية الفعلية محاسبة لأنفسنا وفي الوقت نفسه تصب في صالح نتنياهو واليمين الفاشي الذي يضمر الشر لجماهيرنا العربية في هذه البلاد ولشعبنا العربي الفلسطيني ولكل صوت عاقل في المجتمع الإسرائيلي.

من منطلق رؤية هذا الواقع الخطير أوجه دعوتي الأخوية الصادقة الى جميع المسؤولين عن وسائل الاعلام في مجتمعنا العربي في هذه البلاد الاسهام الجدي والمخلص من اجل العمل المثابر لإقناع جماهيرنا من اجل الخروج بكثافة الى صناديق الاقتراع ومن اجل التصويت ورفع نسبة المصوتين بين جماهيرنا العربية والذين حتما سوف يعطون أصواتهم للقوائم التي تستحق أصواتهم.

في النهاية لي عتب على بعض مثقفينا وكتّابنا الذين احترمهم واقدّر دورهم جدا، هؤلاء الذين قالوا في مقابلة لهم عبر احدى وسائل الاعلام انهم سوف يبقون في بيوتهم يوم الانتخابات، لا ليس هذا الذي توقعته منهم ولكني على ثقة انه مثلما يقول المثل "وقت الحزّة واللزّة" سوف يقومون بدورهم الإيجابي الذي اعرفه عنهم وهذا أيضا ما اتوقعه من الأكثرية المطلقة من كتّابنا وشعرائنا ومثقفينا الذين لهم دور هام وتاريخي في العمل على رفع مستوى جماهيرنا السياسي والاجتماعي.

ولي أيضا انتقاد لعدد من الرفاق الذين يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي وهذا الأسلوب يسيء لهم أولا وفي الوقت نفسه يسيء للحزب الذي ينتمون اليه، ان معالجة الأمور لا تكون من خلال الإساءة الى بعضنا البعض، ولا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. انني ادعو جميع هؤلاء الرفاق الى التوقف عن استعمال هذا الأسلوب المسيء والى التجند الجدي من اجل إنجاح قائمة الجبهة والعربية للتغيير وايصال اكبر عدد ممكن من هذه القائمة الى البرلمان.

في النهاية انا هنا أقول رأيي الخاص لأنني انسان أفنى حياته في سبيل خدمة شعبه كما فهمت مثل هذه الخدمة والآن أتمنى ان أرى في اخر أيام عمري مثقفينا وكتابنا وكل القوى الغيورة على مستقبل جماهيرنا العربية في هذه البلاد بأن يأخذوا الدور النضالي والإنساني المسؤول والموحد لجماهير شعبنا، وان تتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا عمليا حتما سوف يصب في مصلحة جماهير شعبنا الذي نريد له الخير جميعا، ولنحاسب بعضنا بعد ان نقوم بواجبنا الوطني والسياسي والإنساني، وبعد العمل المكثف من اجل اخراج الجماهير الى صناديق الاقتراع وبعد ان نفرك بصلة حراقة في عيون ايتام كهانا واليمين الفاشي وفي عيون نتنياهو الذي يزعجه وجودنا هنا، وبعدها نحاسب بعضنا بمسؤولية وبهدوء ونخرج بالنتائج الإيجابية لمصلحة جماهيرنا، ويا جبل ما يهزك ريح.

(عرابة البطوف)

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب