news-details

يلعن أبو الكورونا

أوامر "خليك بالبيت" التي فرضتها علينا (الست كورونا) كانت أوامر يجب أن ننفذها قسرًا، والحقيقة ان الجلوس بالبيت مع الزوجة امر جيد جدا، خاصة وأنه لا أحد في البيت ليزعجنا، لأن الاولاد والبنات، والأحفاد والحفيدات، فرض عليهم البقاء أيضًا في منازلهم.

 كنا نجلس أنا وأم أبراهيم الى جانب بعضنا البعض (كزوج حمام) مبسوطين ولكن خلال هذه الجلسة الأنيسة أمام التلفزيون وإذا ببنت حرام عكرت لنا مزاجنا وهذه كانت "إلّي ما تتسمى"، وزيرة الثقافة، قال وزيرة ثقافة ولكنها لا تفهم أي شيء من الثقافة والانسانية خاصة وانها معروفة بعنصريتها وحقدها الاعمى على العرب وكل شيء انساني.

 وكان هذا عند مشاهدتي لمحطة الكنيست حيث بثت جلسة خاصة من اجل انتخاب (اللجنة التنظيمية للكنيست) وفي هذه الجلسة كانت مقاطعة من كتل اليمين حيث لم يحضر الجلسة ما عدا الوزيرة التي كان ملقى على عاتقها دورا من أسوأ الادوار وهي للأمانة تتقنه جيدا، وان الذين حضروا هذه الجلسة هم اعضاء المشتركة واعضاء حزب ازرق ابيض والعمل ميرتس وحزب ليبرمان وهؤلاء يساوون 61 عضوا ومن الطبيعي ان يكون حاضرا رئيس الكنيست الذي فرضت عليه المحكمة بعقد مثل هذه الجلسة وكان قد اشترك اثنان آخران من نواب الليكود ونتيجة لصلافتهم في مقاطعة النواب المتكلمين من الكتل الاخرى كان رئيس الكنيست مضطرا لإخراجهم من الجلسة وبقيت الوزيرة ذات الكمامة التي لم تمنعها من ان تكون أصلف من الاعضاء الآخرين الذين أخرجهم رئيس الكنيست ولسوء الحظ فقد كانت هي الوزيرة المناوبة حيث لا يستطيع رئيس الكنيست اخراجها من الجلسة حسب القانون.

إن هذه الوزيرة كانت كما يقول المثل: (مثل كلاب عرعش) لم "يمزط"  أي متحدث من أعضاء الكنيست الذين اعتلوا المنصة من شرها حتى جانتس المرشح لتشكيل الحكومة بالإضافة لجميع النواب الذين اعتلوا المنصة لإلقاء كلماتهم حيث كانت تنزل الكمامة وتصرخ بوجه الجميع بكل وقاحة.

 ولكن عندما ألقى الرفيق ايمن عودة كلمته وكانت قصيدة شعرية للشاعر الكبير محمود درويش، هنا بالذات خرجت عن طورها ولم تتوقف عن المقاطعة والشيء الغريب انها قالت لأيمن (استحي) ومن المعروف عنها انها لا تعرف شيء من الحياء ولا الآداب ولا الأخلاق الإنسانية، "وقال هاي" وزيرة ثقافة وفي العبرية وزيرة (תרבות) أي "تربوت" تعرف، ان أمثالها يجب إرسالهم إلى مدرسة خاصة كي يتعلموا من جديد كيف يجب ان تكون التربية والآداب والاخلاق والحضارة.

لا استغرب تصرفات هذه الوزيرة وأخلاقها لأنها تخرجت من مدرسة رئيسها نتنياهو، الذي يتمادى على الجماهير العربية من خلال تحريضه المستمر على هذه هذه الجماهير وعلى قيادتها المنتخبة، هذه القيادة التي حصلت على ثقة شعبها، حيث حظيت بأكثر من 80% من أصوات هذه الجماهير، ويتهمهم فوق كل هذا بالإرهاب، وهو اب الارهاب حيث يمارسه يوميًا ويفرض نفسه دكتاتورًا في هذه الدولة التي تدعي بدورها انها (الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط). 

الحقيقة الواضحة جدًا لكل العالم ان الذي يمارس الإرهاب يوميًا ضد الشعب بأكمله هم حكام اسرائيل، وبشكل خاص حكومة نتنياهو نفسه الذي يتهرب من التهم ليلصقها الآخرين -أي نحن-.

إن الإرهابي الحقيقي هو من يحتل أرض وشعب آخر، وإن النضال ضد الاحتلال والمحتلين هو واجب كل القوى التقدمية في داخل اسرائيل عربا ويهودا، وواجب كل القوى التقدمية في العالم كذلك، ان من واجب ومن حق كل شعب محتل ان يقاوم الاحتلال في كل الاساليب التي يراها مناسبة من اجل استرداد حقه ومن اجل كنسه لأجل غير مسمى حتى ينال حريته واستقلاله واقامة دولته المستقلة، وهذا الذي سيحققه في النهاية شعبنا العربي الفلسطيني، لأن الاحتلال إلى زوال.

في النهاية أود القول، "يلعن ابو الكورونا" التي لولاها لما رأيت وما سمعت مثل هذه الوزيرة التي عكرت مزاجنا في تلك الليلة.

(عرابة البطوف)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب