news-details

يوم الأرض اسم علَم عالمي

ما اقسى وما اصعب ان تكتب او تتحدث عن حدث عظيم وعادل كيوم الارض، وأنت غير مشارك به لأسباب جغرافية او صحية...

كن في الطليعة، هناك شهداء وجرحى ومعتقلون، إقحم بكل اندفاع وبكل شجاعة، كن واحدا منهم.

الأرض هي الوجود والوطن والمصير، هي الماضي بكل غناه، هي الحاضر والمستقبل، هي النسيج العام لأدبنا وحياتنا، هي القضية بكل جوانبها وأبعادها، كل هذا بالاضافة الى انها من مصادر المعيشة، وليس صدفة ان اهلنا ومنذ القِدم ربطوا بين الأرض والعِرض والفَرض، اما الفَرض فتعني العلاقة مع الناس، على نطاق البلد والمجتمع المُستهدف، هي المحور والجوهر.

ليس صدفة ان يوم الارض اكتسب صفة عامة، محلية وعربية، وعالمية الى حد بعيد، صارت النكبة في لغات العالم، وصارت الانتفاضة اسم علَم، وصار يوم الارض كذلك. هنالك جماهير اجترحت بطولة ممهورة بثمن عزيز، وتحقق هدف النضال بتضحيات، تضحيات جِسام، كان ليوم الارض مردود هائل، وحّد هذه الأقلية العربية الفلسطينية، من النقب الى الجليل، وما أقسى التشويه لمآرب ذاتية، على نطاق الفرد او التنظيم، كان هناك من جسّ نبض الشارع، كان هناك من قرر القرار الشجاع، كان هناك من عارض او تحفظ، عملت سلطات الاضطهاد والمصادرة والاقتلاع كل ما بإمكانها لعدم اتخاذ قرار، استوردت عددا من رؤساء المجالس الذين صنعت لهم هوية دخيلة ضد شعبهم وضد اصالتهم، وضد انتمائهم، استوردتهم لدقائق قصيرة وكأنهم بضاعة، لتعيدهم الى المكانة التي ارادتها لهم لمآربها الاجرامية، لكن الصوت الجريء الشجاع والمسؤول اخفَت تلك الاصوات الهزيلة الواهية، هذا الدرس يجب ان يتعمم ويتعمق، يجب ان يتغلغل في صفوف الاجيال الشابة، اجيال الحاضر والمستقبل والتي عليها ان تحمل الموروث الكفاحي بكل امانة واخلاص. من ولدوا في يوم الارض وعام الارض صاروا رجالا ونساء مكتملين، وعندما نرى هذه الاجيال التي اريدَ لها الضياع، وأريدَ لها ان تكون جموعها من حطابين وسقائي ماء، رفضت وترفض، لفظت وتلفظ هذا المخطط العنصري، نرى هذه الاجيال في يوم الارض وذكرى النكبة، ومسيرات العودة، لشعب يوم الارض الدور الحاسم في التصدي لقوانين القومية وكاميتنس وكل حزمة القوانين الفاشية العنصرية، هذا الشعب الحي اقوى من كل اضطهاد وأقوى من كل مخطط اقتلاع، وكان لي الشرف ان اشارك في عدد من النشاطات في المدارس والنوادي عن موضوع الارض واللغة وبينها علاقة متينة، فلغتنا هويتنا، وارضنا وطننا وتاريخنا وسبب بقائنا، ولا يمكن تجزئة وتهميش قضايانا، كل قضية هامة، ولا يمكن للانسان الصادق والمسؤول ان يصطنع الفروق بين الموقف والممارسة، بين الشعار والواقع، فالقيمة في النهاية للتطبيق والممارسة وإلا تبقى الشعارات والكلمات رخيصة مبتذلة بلا رصيد وكاذبة مزينة بالتزييف والثعلبة والتلون، فإذا دبّ التلون في ورق الشجر فهي علامة التساقط والسقوط.

ونقول الموقف المسؤول بقصد الابتعاد عن المراهقات والمغامرات، الطبيعة ترفض الاجهاض، والشعب الحي والفرد الحي والحزب الحي والتنظيم الحي يرفض الاجهاض، عندما نلقي نظرة على ارض المَل، ونرى الزيتون الآخذ بالتنوّر، نستذكر الشهداء، والجرحى والمعتقلين، ونحترم ونقدر الاجيال التي صنعت يوم الارض والقرار الشجاع والمسؤول، ونشير بآيات التقدير الى اولئك الذين وصلوا اليوم الى جيل الكهولة، عندما كانوا شبابا وحموا القرار الشجاع خاصة في سخنين وعرابة ودير حنا وكوكب وطمرة وشفاعمرو والناصرة، أقصد مثلث يوم الارض والجيران، ونقصد كفر كنا والطيبة وغيرها، نقصد الكل، نقصد الجميع، يوم الارض أنبتَ صمودا مشرفا من النقب والعراقيب الى شمال وطننا الغالي، وتقصر اية قوة تحاول ان تجعلنا غرباء عن ارضنا وهويتنا ولغتنا وتراثنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، والعيش فيه بكرامة واعتزاز واستعداد لكل التحديات.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب