news-details

جرائم حرب: عائلة محاصرة حبيسة منزلها في قرية الولجة

تتركز الأنظار عادة على جرائم الحرب الكبرى التي ترتكبها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني، إلا أنه بضمن هذه الجرائم، هناك جرائم على مستوى الفرد والعائلة، والمجموعات الصغيرة، التي تكشف مدى وحشية الحُكم الصهيوني، واستبداده بشعبنا الفلسطيني.

إذ تنتشر آلاف الروايات عن هذه الجرائم، وبضمنها ما تعاني عائلة حجاجلة، من قرية الولجة، التي جعلها الاحتلال من خلال جداره، محاصرة حبيسة في منزلها، بعد أن رفضت هجره، حتى بات الدخول الى قريتها، التي تبعد عنها بضع أمتار، مسافة 6 كيلومترات، وتفرض عليها القيود، لا تستطيع استقبال الزوار بحرية، بينما الخروج لشراء كييس حليب هو مشروع رحلة وتنسيق، وبوابة حديدية مغلقة ونفق، واستبداد وحشي.

هذه التفاصيل عرضها تقرير لصحيفة "هآرتس"، بعد أن تبين أن جيش الاحتلال أغلق البوابة الموصلة بين البيت المحاصر والقرية، فقط لأن صاحب البيت قام بتركيب جرس عند مدخل النفق، موصلا بالبيت، كي يتصل أبناء العائلة ببيتهم ويطلبون فتح البوابة.

وجاء في التقرير، أن حالة عائلة حجاجلة من قرية الولجة هي استثنائية ايضا على خلفية العدد الذي لا يحصى من الامور غير المعقولة التي خلقها جدار الاحتلال. بيت العائلة في القرية التي تقع على حدود مدينتي بيت لحم وبيت جالا، ويعتبرها الاحتلال جزءا من مدينة القدس، بعد أن عمل على توسيع منطقة المدينة.

ويفصل الجدار ابناء العائلة عن قريتهم تماما، واغلاق البوابة يجبرهم، اذا ارادوا الخروج من البيت، على المشي سيرا على الاقدام مسافة 6 كيلومترات، عبر دير كريمزان، هناك توجد ثغرة كبيرة في الجدار، من هناك الى بيت جالا ومنها الى الولجة قريتهم التي توجد على بعد بضعة امتار من بيتهم.

على مدى سنين حاولت وزارة الحرب وجهات اخرى جعل العائلة تترك بيتها، لكنها فشلت. اخيرا بموازاة بناء جدار الاحتلال اضطرت الوزارة الى ان تبني من اجل العائلة معبر خاص تحته. النفق الذي كلفته 4 ملايين شيكل، هو الرابط الوحيد بين البيت والقرية.

قبل سنتين تقريبا اغلقت البوابة الحديدية التي وضعت في طرف النفق ووضع للعائلة شروط لاستخدام النفق والبوابة منها، مطلوب من زوارهم الحصول على مصادقة مسبقة، منعوا من استضافة اشخاص بعد العاشرة مساء، منعوا من نقل بضائع عبر النفق وغير ذلك.

وحصل ابناء العائلة على جهاز تحكم واحد فقط لفتح البوابة، بسبب ذلك، اذا اراد احد ابناء العائلة ترك البيت في ساعة مبكرة واخذ معه جهاز التحكم فإن باقي ابناء العائلة يبقون مسجونين في الداخل. من اجل التسهيل على الوضع وضع الأب عمر جرسا كهربائيا قرب البوابة. ويقول "قبل سنة ركبنا الجرس من اجل ان يستخدمه الاولاد عند عودتهم فتقوم الأم بفتح البوابة، لأن جهاز التحكم بقي في البيت". قبل نحو اسبوع اكتشف الجنود الجرس وردا على ذلك احتجزوا حجاجلة للتحقيق واغلقوا البوابة. في التحقيق اتهمت المحققة حجاجلة بأنه قطع كابلا كهربائيا يمر في النفق و"سرق الكهرباء" من وزارة الحرب.

وقال حجاجلة إن التفسير لقطع الكابل مختلف، متعهد الصيانة الذي وصل الى المكان لتركيب البوابة لم يحضر معه مولدا للكهرباء وقام بقطع كابل اضاءة النفق. وفي نهاية المطاف تم تغريمه بـ 500 شيكل واطلق سراحه. ولكن القفل على البوابة لم تتم ازالته.

وقال حجاجلة للصحيفة، "نحن مغلق علينا بين الحاجز والبوابة، لا يمكننا التحرك، "فكر بالاطفال في ايام شهر رمضان وهم يسيرون كل هذه المسافة، بعد انتهاء يوم الصيام الاولاد يحبون الذهاب الى البقالة لشراء شيء ما لكن هذا غير ممكن. قلت للمحققة، هل تعتقدون انني سرقت الكهرباء، لماذا تعاقبون العائلة؟ هل تعاقبون الاولاد؟ الاولاد في سجن، حتى لو كان مفتوحا وأنت ترى الجبال، إلا أنه سجن. أنت لا يمكنك الذهاب لشراء علبة شوكو".

وفقط بعد توجه الصحيفة، أزال الاحتلال القفل.         

أخبار ذات صلة