news-details

"نريد الحفاظ على وادي النسناس وتطويره لصالح أهله"| تقرير خاص

تقرير خاص

 

*هذا ما يؤكده رئيس كتلة "الجبهة" في بلدية حيفا رجا زعاترة بشأن المخطط التفصيلي الذي يجري إعداده لحي وادي النسناس؛ "يبدو جيدًا نسبيًا من الناحية التخطيطية"*

 

 

قال رئيس كتلة "الجبهة" في بلدية حيفا رجا زعاترة إنّ المخطط التفصيلي الذي يجري إعداده لحي وادي النسناس يبدو جيدًا نسبيًا من الناحية التخطيطية، إلا أنّ الامتحان الحقيقي ليس على الورق وإنما في الترجمة على أرض الواقع. وذلك من خلال رصد ميزانيات جدية لترميم البنى التحتية المهترئة، وتطوير المباني العامة من مدارس ومراكز جماهيرية ومنشآت ثقافية ورياضية، وإيجاد حلول حقيقية لمشاكل المواصلات وأزمة السير ومواقف السيارات وغيرها.

وأضاف: المخطط الساري اليوم في وادي النسناس هو مخطط من سنة 1934 أي من فترة الانتداب البريطاني. وهو مخطط يشتمل على كثير من المخاطر، بما في ذلك هدم بيوت ومصادرة أراض وأملاك وشق شوارع واسعة. هذه الرؤية لا ترى في الوادي سوى معبر أو ممرّ للسيارات النازلة من أحياء الكرمل نحو منطقة البلد أو بالعكس، ولا تقيم اعتبارًا للحي وقيمته التاريخية وجودة حياة سكانه. وهو ما رفضناه تاريخيًا ونرفض اليوم أيضًا.

 

 

·         طابع تاريخي فريد

ولقد طرح أعضاء البلدية عن "الجبهة" مطلب وضع مخطط تفصيلي لوادي النسناس منذ التسعينيات في فترة رئيس البلدية الأسبق عمرام متسناع. وفي عهد الرئيس السابق يونا ياهف تم رصد ميزانية 3,6 مليون شيكل من وزارة البناء والإسكان.

وفي هذه الدورة – تابع زعاترة - واصلنا تحريك الموضوع وبدأت الأمور تتقدّم بعد أن تم مسح الحي من حيث الوضع القائم والاحتياجات ومسوحات الحفاظ على المباني (שימור) وغيرها. وقد شمل المسح حوالي 380 قسيمة أرض و500 مبنى، من بينها حوالي 350 مبنى (70%) اعتبرت مبان يجب الحفاظ عليها بدرجات متفاوتة. وعمليًا الجهة المبادرة والمموِّلة لهذا المخطط هي وزارة البناء والإسكان. ولكن يمكن القول إنّ قسم التجدّد الحضري في بلدية حيفا قام بعمل مهني جيّد نسبيًا على مستوى التخطيط، إذ يسعى المخطط للحفاظ على الطابع الخاصّ والفريد للحي والذي يضاهي العديد من الأحياء التاريخية في البلاد وفي مدن حوض المتوسط السياحية.

 

 

·         مطالب استراتيجية

وقد عرضت "الجبهة" على رئيسة البلدية والجهات المهنية موقفها والذي يتمحور في 5 مطالب استراتيجية بشأن وادي النسناس:

1.      الانطلاق من الحفاظ على وادي النسناس وطابعه التاريخي الخاصّ كرمز للعرب في حيفا، وتطويره كحي سكني وكمركز ثقافي وتربوي وتجاري وسياحي.

2.      إيجاد حلول لمشاكل البناء غير المرخص، وتقوية المباني، والملاجئ، وزيادة نسبة البناء، وتوفير فرص سكن للأزواج الشابة. وكذلك لمشكلة عدم موافقة البنوك على منح قروض سكنية (مشكنتا) ومشكلة تسريب البيوت والأراضي من قِبل "عميدار" و"المنهال" لأيدي المستثمرين؛

3.      اعتماد توجّه تخطيطي يضع السكّان وراحتهم ورفاهيتهم في المركز، خاصةً وأن الحي يتميّز بنسبة عالية من السكّان المسنين (20%) والأطفال (40%) والعائلات محدودة الدخل؛

4.      إيجاد التوازن الصحيح بين الحفاظ على المباني والسكّان من جهة وبين التطوير الاقتصادي والسياحي من جهة أخرى؛

5.      رصد ميزانيات جدية لترميم البنى التحتية (شوارع وأرصفة وأدراج وشبكات المياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وغيرها) وتطوير المباني العامة (حضانات وروضات ومدارس ومَرافق خدمات ومراكز جماهيرية ومنشآت ثقافية ورياضية) وخطة للمواصلات والسير تمنح السكّان والتجّار والزوّار حلولاً حقيقية لأزمة السير ومواقف السيارات. وبحسب التقديرات فإنّ المبلغ المطلوب لا يقل عن 100 مليون شيكل يجب رصدها ضمن خطة متعدّدة السنوات، وبشكل يأخذ بعين الاعتبار أيضًا المؤسسات التربوية والمخطط الهيكلي للتعليم العربي والذي يجري إعداده اليوم بناءً على مطلب كتلة "الجبهة".

 

 

·         إشراك جمهور حقيقي

وأضاف زعاترة: هناك أهمية كبيرة لعملية "إشراك الجمهور" بالذات في حي مثل وادي النسناس، بشكل يأخذ على محمل الجد هموم وتطلعات واقتراحات وملاحظات الأهالي. فإشراك الجمهور يجب أن يتجاوز حالة التلقي والتصفيق، بل يتطلب وضع الأصبع على المخاطر ونقاط الضعف في المخطط والعمل على تغييرها وتحسينها. فعلي سبيل المثال يعتبر المخطط أنّ الحد الشرقي لوادي النسناس هو شارع المخلّص (ي.ل. بيرتس) والغربي هو شارع الجبل (تسيونوت) الشمالي هو شارع ألنبي، ولكن الوادي في نظرنا يمتد من شارع الأنبياء (هنفيئيم) شرقًا حتى شارع العجم غربًا وحتى منطقة عين دور شمالاً. إنّ بقاء هذا الأحزمة حول الوادي دون تخطيط قد يعّرضها إلى مخاطر، خاصةً في ظل التمييز التخطيطي المرتقب بين "الوادي العلوي" و"الوادي السفلي".

وبالتالي، يجب وضع خطة مدروسة لمواجهة التحديات وخصوصًا على مستوى تسرّب البيوت للمستثمرين الذي يعون الطاقات الاقتصادية والسياحية الهائلة الكامنة في الحي، وموقعه المميز في قلب المدينة وأجوائه الساحرة بفضل التراث المعماري الفلسطيني العريق وبفضل أهله وناسه.

 

 

·         مسيرة ألف ميل

أما عن سيرورة التخطيط فقال زعاترة: عمليًا لم يُعرض المخطط كاملاً بعد. ومن المقرّر عرضه بشكل رسمي وملزم على المجلس البلدي (اللجنة المحلية للتخطيط والبناء) يوم 29.12.2021 حيث ستتم مناقشته ثم سيُنشر لتلقي ملاحظات السكان والتجار وأصحاب المصالح والجمعيات وغيرها. وبعد هذه المرحلة التي ستستمر حتى صيف 2021 فسيتم عرض المخطط مجددًا على أعضاء البلدية لإقراره، ثم إيداعه لدى لجنة التخطيط اللوائية وفتح باب الاعتراضات في صيف 2022. عمليًا هذا مشوار ألف ميل لم يبدأ اليوم أو أمس وعلينا التقدّم في وضع مطالبنا لتحسين المخطط ومواجهة التحديات ضمان التزام البلدية برصد ميزانيات جدية، وهو ما يتطلب عملاً مهنيًا جديًا. ولقد بدأنا بالعمل مع المؤسسات المهنية المختصّة من أجل وضع بدائل تخطيطية وحقوقية تضمن حقوق الناس وتخلق التوازن الصحيح بين الحفاظ على الحي وبين تطويره لمصلحة أهله.

 

 

أخبار ذات صلة