عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وسكرتارية الجبهة الديمقراطية، اليوم الجمعة 26 كانون أول/ديسمبر، اجتماعا تأبينيا مشتركا، برحيل الرفيق القائد، رئيس الجبهة الديمقراطية، وبحضور عائلة الراحل ورفيقات ورفاق من جميع انحاء البلاد. شارك في الاجتماع أعضاء من قيادة الحزب والجبهة، إلى جانب شخصيات سياسية واجتماعية ورفاق درب، فيما توافد المئات إلى المقر لتقديم واجب العزاء، ومواساة العائلة، والتعبير عن حزنهم العميق لرحيل مخول، في أجواء طغى عليها التأثر الشديد ومحاولات استيعاب الفاجعة والموت المفاجئ. وقد عكس الحضور الواسع حجم المكانة التي احتلها الراحل في الوجدان السياسي والاجتماعي، والدور الذي لعبه على مدى عقود في النضال من أجل قضايا السلام والعدالة والمساواة وفي حياة الحزب الشيوعي والجبهة. كان دومًا في طليعة النضال افتتح التأبين الرفيق عادل عامر، الأمين العام للحزب الشيوعي، بكلمة مؤثرة عبّر فيها عن عميق الحزن والأسى لرحيل الرفيق عصام، واصفًا الفقدان بأنه ثقيل وصعب على الجميع. وقال إن هذا الرحيل المفاجئ شكّل صدمة كبيرة، إذ كان الرفيق عصام قامة وطنية وأممية وفكرية بارزة، ولم يكن أحد يتوقع رحيله السريع. وأوضح أن الرفاق تعاملوا مع الوعكة الصحية التي ألمّت بالراحل على أنها حالة عابرة، وكان الأمل كبيرًا بأن يعود مجددًا إلى دوره الطبيعي مفكرًا وسياسيًا وحزبيًا ومرشدًا، وأن يستعيد موقعه في طليعة النضال ضد الحرب التي عصفت بالجميع، وفي النضال من أجل السلام والمساواة، إضافة إلى حضوره الجريء في الساحة الفكرية، مدافعًا عن فكره وعن فكر حزبه وجبهته. وخلال كلمته، دعا الأمين العام الحضور إلى الوقوف دقيقة حداد تكريمًا لروح الراحل، مؤكدًا أن هذا الرحيل لا يزال غير مستوعب حتى اللحظة. وأشار إلى أن قيادة الحزب على تواصل مستمر مع العائلة الكريمة، من أجل ترتيب جميع المراسيم المتعلقة بالتشييع والجنازة، بما يضمن تكريم الرفيق عصام بما يليق بدوره الكبير في مسيرة شعبنا وحزبنا. ولفت إلى أنه منذ ساعات الصباح الأولى، ومع انتشار نبأ الوفاة، تلقّت قيادة الحزب سيلًا من الاتصالات المتفاجئة والمعزية، من بينها اتصالات من رفاق الحزب الشيوعي الأردني، ورفاق حزب الشعب الفلسطيني، إضافة إلى العديد من الاتصالات التي تلقاها الرفيق أبو السعيد. وفي ختام كلمته، أعلن الأمين العام أن البرنامج سيستكمل بإلقاء كلمات تأبين قصيرة من قيادة الحزب والجبهة وأصدقاء الرفيق عصام، على أن يُبحث لاحقًا كيفية مواصلة الفعاليات التأبينية. الرفيق محمد بركة، رفيق درب الرفيق الراحل عصام مخول، قال إن الكلمات والوقت لا يكفيان للتعبير عن هول الصدمة والفجيعة. وأوضح أن نبأ الوفاة جاء في ساعات الصباح الباكر، وهو توقيت اعتاد فيه تلقي اتصالات روتينية كل شهر أو شهرين، لكنه هذه المرة شعر منذ اللحظات الأولى، وقبل أن يقول "صباح الخير"، بأن أمرًا جللًا قد وقع. وأضاف أن قلبه مع زوجة الراحل سعاد، ومع أبنائه، وأشقائه وشقيقاته، مؤكدًا أن الفقدان شخصي وجماعي في آن واحد. وقال: "عندما أنظر إلى نفسي، أرى أننا كنا من الطلاب في العمل الطلابي منذ البدايات، مشينا طريقًا طويلًا معًا، اصطدمنا واختلفنا أحيانًا، لكننا بقينا قلبًا واحدًا، مخلصين لفكرة واحدة". وتابع أنه لا يرى في حياته محطة نضالية أو سياسية لم يكن عصام مخول حاضرًا فيها، مشيرًا إلى أنهما أسسا معًا اتحاد الطلاب الجامعيين العرب، وكان مخول أول رئيس للاتحاد، فيما تولى هو الرئاسة بعده. كما دخلا الكنيست معًا، وعملا سويًا في الحزب والجبهة، معربًا عن سعادته الكبيرة عندما انتُخب الراحل قبل نحو عامين رئيسًا للجبهة، معتبرًا ذلك تتويجًا لمسيرة طويلة. وأوضح أن الحديث عن عصام يحتاج إلى وقت طويل، إذ كانا شريكين في أحلام كبيرة، أحلام الثورة والحرية، كما كانا شريكين في الأحلام الصغيرة واليومية، وفي الحديث الدائم عن الأبناء والعائلة. ولفت إلى أن الراحل كان في الأشهر الستة الأخيرة يعيش سعادة خاصة مع عائلته وأولاده، وكان يشعر بالرضا والفخر، مضيفًا بأسى: كان يفترض أن يخرج اليوم… لكنه خرج بطريقة لم نردها ولم نتمناها. وأشار إلى اتصالات التعزية المؤثرة التي وردت من قوى وأحزاب مختلفة، من بينها حزب الشعب الفلسطيني، و الحزب الشيوعي الأردني، إضافة إلى اتصال مؤثر جدًا من الرفيق وليد العوض في غزة، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، حيث قال: "لم نقل كلمة واحدة، فتحنا الهاتف وبكينا معًا". كما أشار إلى اتصال من الأخ جبريل الرجوب، عن اللجنة المركزية لحركة فتح، نقل فيها التعازي برحيل مخول. وختم بركة كلمته بالتأكيد على الأمل في أن يكون الرفاق والأصدقاء على قدر المسؤولية والتاريخ الذي تركه عصام مخول، سياسيًا وإنسانيًا ونضاليا، قائلاً: "نأمل أن نكون جديرين بأن نعطيه حقه، وأن نكون على مستوى ما يستحقه هذا الرجل". كان رمزًا للصلابة والالتزام وقال الرفيق أمجد شبيطة، سكرتير الجبهة، واصفا الصدمة التي أصابت الجميع بوفاة الرفيق عصام مخول بأنها لحظة صعبة وثقيلة على الحزب والشعب الفلسطيني. وأوضح أن رحيل عصام جاء في فترة شهدت خسائر كبيرة للقيادة، مشيرًا إلى أسماء قيادية رحلت في السنوات السابقة، وأن عصام كان ضمن هذه السلسلة من القادة الذين تركوا فراغًا سياسيًا وشخصيًا كبيرًا. وأشار إلى أن الحزن على فقدان الرفيق لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يشمل الجانب الشخصي لكل من عرفه وعمل معه على مدار سنوات طويلة. وأضاف أن الجبهة والحزب مطالبون اليوم بتحمل المسؤولية واستمرار المسيرة التي قادها عصام، مشددًا على أن "هذا البيت متعلق بكل واحد منّا، وليس عبئًا يقع فقط على عاتق بعض القادة". وأضاف أن عصام كان رمزًا للصلابة والالتزام، مؤكدًا أن رسالته وأثره يجب أن تصل لكل رفيق ورفيقة في الجبهة. وختم شبيطة حديثه بالتأكيد على العهد بالاستمرار على خطى الراحل، قائلاً: "يا شعبي يا عود الند، يا حزبي يا عود الند، يا جبهتي يا عود الند… إنا باقون على العهد" وسنواصل المسيرة التي بدأها الرفيق عصام مخول. الرفيق أيمن عودة قال إن عصام مخول شكّل العنوان الفكري المركزي له ولجيل كامل منذ سنوات الشباب، موضحًا أنه كان المرجعية الأساسية في النقاشات السياسية والفكرية. وأضاف أن النقاشات كانت في كثير من الأحيان مشحونة بالعاطفة الشبابية، فيما كان مخول يقودهم دائمًا نحو ما وصفه بـ"ميناء الموقف الحكيم". وأوضح أن عصام مخول كان يردد رسالة ثابتة لا تتغير: "أولًا نحدد الموقف الصحيح، وبعد ذلك نعمل على إقناع الناس بهذا الموقف". واعتبر أن عصام أصبح "وحدة قياس" للمواقف، بحيث كان السؤال الدائم عند اتخاذ أي موقف هو: ما هو موقف عصام؟ مؤكدًا أن هذا النهج شكّل ركنًا ركينًا في العمل السياسي والمبدئي. وأشار إلى أن العلاقة مع الراحل لم تكن خالية من النقاشات الحادة والاصطدامات الفكرية، قائلاً: "ناقشنا واصطدمنا واختلفنا وأحببنا"، معتبرًا أن هذه السجالات كانت تعبيرًا عن المبدئية والصدق، وعن اختلاف نابع من عمق الوجدان لا من الخلاف السطحي. وتطرق إلى الأثر الشعبي العميق لوفاة مخول، موضحًا أنه كان قبل وقت قصير في وادي النسناس، حيث عاش الناس هناك سنوات من القتل والموت المتكرر خلال العامين الأخيرين، ومع ذلك فإن وفاة عصام مخول أحدثت شعورًا مختلفًا، وبرزت بقوة رغم كل الموت المحيط، وهو ما يعكس مكانته العميقة في وجدان الناس. وأكد عودة أن الواجب الحقيقي تجاه عصام مخول ليس فقط تجاهه شخصيًا، بل تجاه الأجيال القادمة، داعيًا إلى جمع مقالاته وإسهاماته الفكرية في كتاب يُدرَّس للأجيال الناشئة. وختم بالقول إن عصام مخول كان جزءًا أصيلًا ومؤثرًا من المسيرة النضالية المشتركة، متعهدًا بالوفاء لطريقه ونهجه، قائلاً: "نبقى على هذا العهد، وعلى طريقك أيها الرفيق الأصيل والحبيب عصام مخول". مرشدٌ يُلجأ إليه عند اشتداد الأزمات وقالت الرفيقة عايدة توما-سليمان إن صباح رحيل الرفيق عصام مخول كان "ثقيلاً على الجميع"، معبّرة عن صعوبة حبس مشاعرها، ومؤكدة أن عصام لم يكن رفيقًا عاديًا، بل شخصية استثنائية ذات مكانة خاصة في حياتها السياسية والشخصية. وأوضحت أن مخول كان من الذين هدَوها إلى درب الحزب الشيوعي، مشيرة إلى أنه، إلى جانب الرفيق أمير مخول، وقّعا على طلب عضويتها في الحزب. وأضافت أنه بقي بالنسبة لها على الدوام رفيقًا قريبًا، لكنه كان في الأساس مرشدًا يُلجأ إليه عند اشتداد الأزمات وضيق السبل. وقالت إنها كانت، كلما احتاجت إلى استشارة، ترفع الهاتف وتتواصل مع الرفيق عصام. وكشفت أنهما أجريا قبل أسبوعين فقط مكالمة طويلة، قالت له خلالها إنها تشعر بأن الموت يحوم من حولهم بعد رحيل رفيق تلو الآخر. وأضافت أن عصام ردّ عليها بروحه المعهودة وبابتسامة خفيفة، داعيًا إياها للاهتمام بنفسها، ومؤكدًا أن كل إنسان مسؤول عن صحته وحياته. وتطرقت إلى الدور التاريخي لعصام مخول في الأجيال التي مهّدت الطريق، مشيرة إلى أن دخولهم الجامعات ترافق مع سماع قصص نضاله ونضالات الرفيق محمد بركة. واعتبرت أن عصام كان من القلائل الذين نجحوا في الجمع بين موقف إنساني أممي حقيقي وموقف وطني صلب لا يساوم. وأضافت أن البعض كان يرى أحيانًا أن صلابته المبدئية تفوق الحدّ، إلا أن الأيام الصعبة أثبتت أن هذه الصلابة كانت "المنارة" التي يهتدي بها الجميع. وأكدت أنه في المرحلة المقبلة سيتم استحضار مواقفه السابقة وقياس المواقف القادمة على أساسها. وختمت توما-سليمان كلمتها بالقول إن الحديث عن عصام مخول ليس سهلًا، مشيرة إلى أنها فقدت اليوم أخًا ورفيقًا في آن واحد. وقال الرفيق عوفر كسيف إن الأيام الأخيرة كانت صعبة وثقيلة، واصفًا الراحل عصام مخول بأنه كان "منارة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأضاف أن هذا الوصف هو الأدق للتعبير عنه، إذ كان حضوره طاغيًا، فما إن يدخل الغرفة حتى لا يمكن تجاهله، سواء بحضوره الجسدي أو بمكانته المعنوية. وأوضح أن عصام لم يكن مجرد "منارة" في حضوره، بل كان "برجًا من نور"، لأنه كان يضيء من حوله بالقيم التي حملها، من نزاهة وشجاعة وثورية حقيقية، وبالتزام عميق تجاه رفاقه والطريق التي اختارها، لا سيما خلال أصعب الفترات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني في العامين الأخيرين، وكذلك في مسيرة الحزب والجبهة، وعلى مستوى الوضع العام ككل. وأشار إلى أن عصام جسّد عمليًا المقولة التي تُنسب إلى تشي غيفارا، والتي مفادها أن الثوري يجب أن يكون صلبًا من دون أن يفقد حساسيته الإنسانية. وبيّن أن عصام كان ثوريًا صلبًا من الناحية الأيديولوجية والسياسية، لكنه لم يفقد يومًا حساسيته ولا إنسانيته. وأضاف أن هذه الحساسية العميقة قد تكون هي ما كسر قلبه في مواجهة المعاناة الهائلة، والإبادة والتهجير والتطهير العرقي والقمع، خصوصًا خلال العامين الأخيرين، مؤكدًا أن عصام ظل إنسانًا حساسًا رغم مظهره الثوري الصلب. وتابع بأسى أن قلب عصام انكسر، لكنه ترك رفاقه أيضًا بقلوب مكسورة، معربًا عن تعازيه الحارة لعائلته ولكل رفاقه ومحبيه. وختم بالقول إنهم سيواصلون السير على دربه، التزامًا بالنهج الأممي، وبالشراكة اليهودية-العربية العميقة والشجاعة، في مواجهة الإمبريالية والاحتلال والصهيونية والرجعية، مؤكدًا أن هذا الطريق هو ما وجّه عصام وسيبقى يهديهم من بعده. وقال الشيخ يوسف سويد (أبو علي) إنه عندما سمع خبر وفاة الراحل الرفيق عصام مخول، شعر بأنه أقل واجب عليهم هو الحضور لتقديم واجب العزاء، مؤكدًا أنه مهما قيل لن يوفيه حقه. وأضاف أن الراحل ترك أثرًا كبيرًا في المجتمع، وعبّر عن شعوره بأن الموت قضاء وقدر لا يمكن مواجهته إلا بالصبر، مشيرًا إلى أن ذكرى الراحل ستظل باقية في قلوب أولاده وأقاربه وكل من عرفه، معتبرًا أن الاحتفاظ بذكراه واجب دائم. خسارة كبيرة للحزب وللشعب الفلسطيني وقال الرفيق توفيق كناعنة (أبو إبراهيم) إن فقدان الرفيق عصام مخول جاء مفاجئًا وثقيلًا، خاصة في ظل الأشهر الأخيرة التي ودّع فيها الرفاق عددًا كبيرًا من الأعزاء. وأضاف أن هناك رفيقين كانا يمزحان معه دائمًا بالقول: "عندما تموت سترى ماذا سنقول عنك" وهما عصام مخول ومحمد نفاع، مؤكدًا أن هذا الرحيل لم يكن متوقعًا. وأوضح أنه عرف الرفيق عصام مخول منذ سبعينيات القرن الماضي، وعمل معه لسنوات طويلة في الحياة النضالية المشتركة، مشيرًا إلى أنه تعرّف فيه على الرفيق المبدئي، المخلص للفكر الأممي، والثابت على قناعاته ومواقفه. وأشار إلى أنه تحدث مع الراحل قبل يومين فقط، حيث قال له عصام حينها إن الأمر مسألة يومين أو ثلاثة وسيكون أفضل، لكن الواقع كان قاسيًا، وجاء الفقدان في وقت بالغ الصعوبة. وقال الرفيق رجا زعاترة، رئيس قائمة الجبهة في بلدية حيفا، إن وجوده في القاعة أعاده إلى أولى محطاته النضالية، حين التقى الراحل عصام مخول للمرة الأولى في هذه القاعة، في فترة كان فيها عصام مسؤول المنطقة الحزبية ورئيس الحركة الطلابية، بينما كان هو طالب سنة أولى يحمل نزعات قومية. وأوضح أن عصام مخول كان له فضل كبير عليه شخصيًا، وعلى جيله، وعلى الأجيال التي سبقته والتي تلته في الحركة الطلابية، وهو تأثير ما زال حاضرًا حتى اليوم بين رفاق الشبيبة وشباب الاتحاد. وأضاف أن عصام كان، كما وصفه العديد من الرفاق، منارة وبوصلة ومرساة ثابتة في الموقف الوطني والموقف الأممي، وتميّز دائمًا بالثبات والوضوح. وأشار إلى أنه على مدار نحو ثلاثين عامًا من العمل الحزبي، لم يكن عصام مخول يدخل أي مؤتمر أو انتخابات داخلية دون أن يضع دائرة إلى جانب اسمه دعمًا له، مؤكدًا أنه حتى في آخر مرة قبل نحو عامين، عندما كان هو نفسه مرشحًا، واجه للمرة الأولى في حياته صعوبة حقيقية في عدم وضع الدائرة إلى جانب اسم عصام مخول. وختم زعاترة بالقول إن رحيل عصام مخول يُعد خسارة كبيرة للحزب وللشعب الفلسطيني، معربًا عن أمله بأن يكون الرفاق جديرين بحمل الإرث والمسيرة التي تركها الراحل، ومواصلة الطريق الذي كرّس حياته له. وقال الشيخ الرفيق غالب سيف رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية إن الرفيق عصام مخول كان بمثابة نور ومنارة ونار، نور الفكر الماركسي الذي يحيز بالكامل للعدالة والمساواة، ومنارة لرفاقه وحزبه وللطبقة العاملة بشكل خاص. وأكد أن الراحل كان نارًا على الظلم والظالمين والاحتلال، مشيرًا إلى أنه كان قائدًا مستقيمًا، إنسانيًا، تقدميًا ووطنيًا. وأضاف أن ذكرى الرفيق عصام تستحق أن تُخلّد من خلال نقل قيمه ومواقفه للجيل القادم، مؤكدًا أن الحفاظ على إرثه هو الحفاظ على الطبقة العاملة والشعب الفلسطيني الذي تعرض لإبادة وجرائم. وقال الرفيق عمر سعدي إن الرفيق الراحل عصام مخول ترك إرثًا كبيرًا، مضيفًا أنه كان دائمًا حاضرًا على شاشات التلفزيون، يقدم تحليلات دقيقة ويعطي إجابات لكل من يحتاجها، مؤكدًا أن قلة من الأشخاص يضاهونه في هذا. وأضاف أن عصام كان مختلفًا ومتميزًا في شخصيته، لكنه كان متسامحًا جدًا مع الجميع. وتابع أن لقائه الأخير معه رغم نقاش صاخب دار بينهما قبلها، إلا أن الرفيق الراحل استقبله برحابة صدر، وهذا ما جعله يدرك عمق التزامه بالشيوعية والعمل الجماعي، موضحًا أن الخلافات بين الشيوعيين كانت دائمًا بنّاءة وأن عصام كان مثالًا على ذلك. وقال الرفيق يوسف العطاونة إن رحيل الرفيق عصام مخول المبكر يشكل خسارة فادحة ليس فقط للعائلة، بل لحزبه ولجبهته، وللشعب الفلسطيني بشكل عام، مؤكدًا أن الكلمات تعجز عن التعبير في هذه اللحظات الصعبة والحزينة. وأضاف أن الراحل كان يمثل مرجعية فريدة على المستوى الشخصي والسياسي والتنظيمي، حيث كان دائمًا المعيار الذي يُقاس به القرار الصحيح والموقف السياسي. وأشار إلى آخر حديث جمعه بالرفيق عصام قبل شهر، حيث أبدى الأخير نيته زيارة منزله قريبًا، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب وفاته المفاجئة. وختم العطاونة كلمته بالتأكيد على أن الرفاق مستمرون على العهد، ملتزمين بمواقفه وفكره. الرفيق ماجد أبو يونس قال إن رحيل الرفيق عصام مخول يمثل صدمة كبيرة، موضحًا أن الخسارة عظيمة على صعيد الجبهة، والمجتمع، والحركة الوطنية. وأشار إلى أن الراحل كان إنسانًا فذًا ومفكرًا يعرف دائمًا ما يريد، مؤكّدًا أن الجميع كانوا ينتظرون ظهور الرفيق عصام على وسائل الإعلام لاستقاء الفكر المتنور والمبدئي والملتزم منه. وأضاف أن واجبهم الآن هو الاستمرار على الطريق الذي رسمه، والتمسك بفكره ومبادئه، والعمل على نهضة الفروع في كل بلد، تكريمًا له ووفاءً لإسهاماته الكبيرة. معلم ومرشد في العمل الطلابي والشبابي وقال الرفيق د. شرف حسان إن رحيل الرفيق عصام مخول ترك فراغًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن عصام كان بالنسبة لجيله أول معلم ومرشد في العمل الطلابي والشبابي، وكان دائمًا عنوانًا وأثرًا على العديد من الناشطين على مدار الأجيال. وأضاف أن الراحل لعب دورًا هامًا في حياة الحزب والجبهة، وكان جزءًا من العمود الفقري للمواقف التنظيمية، لا سيما في الأوقات التي شهدت أزمات وعزلات عميقة. وأكد أن عصام كان له دور كبير في توضيح المواقف السياسية وصياغتها ومواجهة الأزمات الكبيرة التي مرّت بها الحركة. وأشار إلى النشاط الاستثنائي لعصام في حمل لواء إحياء الفكر، حيث قاد حملات ثقافية واسعة امتدت من مركز لآخر، ومن بلد لآخر، وكان دائمًا مصدر روح جديدة وإلهام للجميع. وختم الرفيق شرف حسان بتقديم التعازي لعائلة الراحل، مؤكّدًا أن إرثه الفكري وكتاباتهم الهامة ستظل آثارها باقية في المستقبل، وأن الجميع مدينون له بالوفاء لهذا الإرث. وقال الرفيق دوف حنين إن رحيل الرفيق عصام مخول تمثل خسارة كبيرة للحزب والجبهة وللشعبين في البلاد ولمدينة حيفا. وأضاف أن هذه الخسارة شخصية أيضًا بالنسبة له، حيث فقد صديقًا عزيزًا كان مثالاً للتفكير الواضح والتحليل العميق والالتزام بالمبادئ. وأوضح أنه يتذكر جميع محادثاته مع الراحل، مشيرًا إلى أن جزءًا منه ذهب مع عصام، وأن نبأ وفاته سبب صدمة كبيرة حتى لأولئك الذين كانوا معه في الكنيست. وأكد حنين أنه نُقل إليه تعازي العديد من أعضاء الكنيست والوزراء الذين عملوا مع الراحل في فترات مختلفة، مشيرًا إلى أنهم جميعًا اختلفوا معه أحيانًا، لكنهم قدّروا بشدة موقفه ونزاهته ومساهماته الكبيرة. ووصف الرفيق سمير خطيب يوم وفاة الرفيق عصام مخول بأنه يوم مؤلم وعاصف وصعب على الجميع، مؤكدًا أن الراحل كان بمثابة نور ومنارة ونار لكل من عرفه. وأضاف أن عصام كان قيمة كبيرة وحاملًا لمقام رفيع داخل الحزب والشعب والحركة الوطنية بأكملها. وتطرق إلى الجانب الشخصي في حديثه، موضحًا أن عصام كان بالنسبة له المعلم الأول، حيث بدأ بتعلم الحزب وقراءة أعماله ومقالاته ودراساته. وأكد أنه كان يعتبر جميع كتابات الراحل مرشدًا ودليلًا له، حتى لو لم يكن دائمًا متفقًا معه بنسبة 100%. وأشار إلى أن الراحل لم يكن مجرد رفيق أو قائد، بل كان مرشدًا حقيقيًا، معتبرًا أن الخسارة التي خلفها عصام ستكون أكبر مما يشعرون به الآن. وأكد خطيب على أهمية جمع جميع كتابات وأعمال الراحل ودراسة فكره وتعليمه للأجيال القادمة، مع تقديم التعازي الحارة لعائلته ولكل محبيه. وقالت الرفيقة أمنة أبو أحمد: أعجز عن تمالك أعصابي أمام هذا الفقدان، فهو يفوق أي قدرة على الاحتمال. لقد فقدنا رفيقًا وقامة من قامات النضال الوطني، مناضلًا كان منخرطًا بعمق في نضالات شعبنا، وكل شعبنا الفلسطيني يشعر اليوم بالألم ذاته على رحيله. وأضافت أن الراحل كان حاضرًا في الندوات التثقيفية في مختلف أنحاء البلاد، ومشاركًا في المخيمات التطوعية في الضفة الغربية المحتلة، مؤمنًا بدوره وبواجبه تجاه شعبه وقضيته، حتى اللحظة الأخيرة. وأكدت أن إرثه الوطني والتزامه الثابت سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، مشيرة إلى أن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للجبهة والشعب الفلسطيني على حد سواء. صلبٌ بمبدئيته، متسامحٌ مقنعٌ بحكمته العميقة وقالت الرفيقة سعاد نصر مخول، زوجة الرفيق الراحل أبو حنا، إن ذكريات حياتها مع الرفيق عصام مخول مليئة بالتفاصيل اليومية والسياسية التي تظهر عمق شخصيته ومبادئه. وذكرت كيف كان عصام يولي احترامًا كبيرًا للجميع، مضحيًا بكل شيء من أجل مواقفه الصلبة والمبادئ التي تمثل جوهر حياته. وأضافت أن عصام كان شديد الالتزام بمواقفه السياسية، حتى في مواجهة المعارضين، وكان دائمًا صلبًا لكنه متسامح ويقنع الآخرين بحكمته العميقة. وتطرقت إلى دعمه المتواصل للشباب، مشيرة إلى أنه كان يرى الإمكانيات في الآخرين ويشجعهم على تطوير شخصياتهم السياسية، وأوضحت أنه رغم انشغاله الدائم بالمؤتمرات والاجتماعات خارج حيفا، كان عصام بسيطًا في حياته اليومية، بل ظل ملتزمًا بحضور الاجتماعات والعمل على تطوير الجبهة والحزب. وأكدت أن عصام كان يجهز عدة كتب ويعمل على توثيق أفكاره ومبادئه، وكان دائمًا يوازن بين واجباته السياسية ومهامه الفكرية، مشيرة إلى أنه في الفترة الأخيرة كان يعاني من بعض المشاكل الصحية، لكنها لم تمنعه من الاستمرار في نشاطه اليومي حتى اللحظات الأخيرة. وختمت نصر مخول حديثها بالتأكيد على أن إرث الرفيق عصام ومبادئه سيستمرون، وأن رفاقه سيواصلون مسيرته ويعملون على حفظ تراثه، معربة عن امتنانها لحضور الجميع ومؤكدة أن ذكراه ستظل حية بين كل من عرفه وعمل معه. وقدم الرفيق عبد كناعنة تعازيه لجميع الحضور وعائلة الرفيق الراحل أبو حنا، مؤكّدًا أن أبو حنا كان له مكانة خاصة في قلبه وقلوب الجميع. وأوضح أنه رافق أبو حنا في الفترة الأخيرة أكثر من المعتاد، مشيرًا إلى أنه ما زال يشعر بوجوده بين الناس، متخيلاً ابتسامته ومزاحه وصلابته المعتادة. وأشار إلى ذكريات العمل المشترك مع الراحل، بما في ذلك الاحتفال بمرور 40 عامًا على الرفيق إميل توما في المعهد، وذكر أن أبو حنا كان ملتزمًا بمتابعة الملفات والبرامج والمقالات والكتب، وكان يسعى دائمًا لتطوير العمل في المعهد والحزب. وأضاف أن كل جهوده كانت مكرسة لتقدم العمل الجماعي وتحقيق أهداف الحزب. وأكد أن المصاب مشترك بين الجميع، مشددًا على أهمية الاستمرار في الدروس التي تركها الراحل والعمل وفق النهج الذي رسمه أبو حنا، كواجب على جميع رفاقه للحفاظ على إرثه ومسيرة النضال التي ساهم فيها. وقال الرفيق شحدة بن بري، نائب رئيس الجبهة، إنه يشعر بحيرة كبيرة أمام فقدان الرفيق الراحل عصام مخول، مشيرًا إلى أنه لا يعرف من يعزي أولًا: حيفا، أم العائلة، أم الرفاق، أو حتى نفسه. وأوضح أن هذا الفقدان كان مفاجئًا وصادمًا، مؤكدًا أن أثره كبير وثقيل على الجميع في الأيام الأخيرة. وأشار إلى أن الواقعة حدث جلل في تاريخ الجبهة والحزب، مضيفًا أن الراحل عصام مخول ترك إرثًا كبيرًا في تخليد ذكرى الرفاق السابقين ومواصلة مسيرتهم، وهو ما يجعل على الجميع واجب الاستمرار في الطريق الذي رسمه. وأكد شحدة بن بري أن الخسارة كانت مؤلمة، لكنها تذكّر الجميع بأهمية التضامن والعمل الجماعي، مشددًا على أن الحزب والشعب قادران على إخراج قيادات جديدة تحمل الرسالة والمبادئ التي أرسى أسسها الراحل، ومواصلة المسيرة نحو المستقبل. وختم كلمته بالدعاء للراحل بالرحمة وللجميع بالصبر والعافية. وفي الختام قال أمير مخول، شقيق الراحل أبو حنا، مخاطبًا الحضور: نعم، رفاقي وأخواتي، الجميع هنا. بالفعل، بدأت الأمور هنا في هذه القاعة، وفي النادي الآخر كانت نقطة البداية أيضًا. لكن اليوم نحمل الألم، ونسقط الدموع، ونحمل الوجع. وأضاف أن رحيل عصام مخول ليس نهاية الطريق، مؤكدًا أنه طوال حياته لم يرَ أي مسار على أنه نهاية، بل كان يعتبر المسيرة هي الأساس. وأوضح أن فقدان عصام اليوم يشبه فقدان المؤتمن في كل مناسبة، فهو حاضر في كل جنازة ويعطيها معناها، ولكن اليوم يفتقده الجميع بشكل خاص، سواء على المستوى الشخصي أو السياسي. وأشار إلى أن العصام ليس فقيد العائلة فقط، بل الحزب والجبهة ورفاق الدرب والمجتمع في الشمال وفي حيفا وفي كل البلاد، مؤكّدًا أن تأثيره وتركه أثرًا كبيرًا يشمل الجميع. وأضاف: "كان عصام يشغل باله دائمًا، سواء من يتفق معه أو يختلف معه، لكنه كان دائمًا البوصلة والمعلم". واختتم بالقول: على الرغم من انهيار إحدى القلاع اليوم وقبل يومين، إلا أن المسيرة ستستمر، وسنحمل دموعنا ونواصل الطريق الذي رسمه الراحل عصام مخول.