قالت معطيات قضائية إنّ أيوب محمد طوخي (22 عامًا)، الشاب الذي قُتل الأسبوع الماضي قرب مفترق هار كيرن في منطقة نيتسانا، على ما يبدو لم يكن متورطًا في عمليات تهريب، بحس بما نقل موقع صحيفة "هآرتس". قررت محكمة الصلح في بئر السبع الإفراج عن المواطن الإسرائيلي الذي أطلق النار على سيارة طوخي وتسبّب في مقتله، ووضعه رهن الإقامة الجبرية بشروط مقيّدة. كما أُطلق سراح ابن عم الضحية، محمد طوخي، الذي كان برفقته في السيارة، من دون عقد جلسة في قضيته، بعد عدم العثور على أدلة تربطه بعمليات تهريب، وذلك خلافًا لادعاءات الشرطة خلال جلسات تمديد توقيفه. وخلال الجلسة التي عُقدت أمس، قالت الشرطة إن تناقضات ظهرت في روايات المشتبه بإطلاق النار، وإنها تنسب إليه شبهة التسبب بالوفاة نتيجة الإهمال. وأضافت أن المشتبه كان برفقة جندي أثناء الحادثة، وأن إطلاق النار يخضع لتحقيق يجريه طاقم تحقيق خاص مشترك من الشرطة والشرطة العسكرية. وعم المشتبه، أنه خلال مطاردته سيارة طوخي شاهد أحد ركّابها يُخرج من نافذة السيارة جسمًا بدا له كأنه قنبلة يدوية أو مسدس، فأطلق النار باتجاه إطارات السيارة بدافع شعوره بخطر على حياته. وقال مصدر في الشرطة لصحيفة "هآرتس" إن الجهات المختصة تميل في هذه المرحلة إلى تصديق أقواله بشأن شعوره بالخطر، لكنها تثير تساؤلات حول مدى ضرورة إطلاق النار. وأضافت الشرطة أن المشتبه والجندي الذي كان برفقته "أدخلا نفسيهما إلى وضع من الخطر على الحياة". ومن جهته، قال الشاب الذي كان برفقة القتيل في السيارة إن إطلاق النار أصابه بشكل مباشر. كما أظهرت صور السيارة آثار طلقات نارية في نوافذ الجانبين، فيما بدا الزجاج الخلفي محطّمًا. وقال ممثل الشرطة في الجلسة: "شخص يعرّف نفسه بأنه مدرّب إطلاق نار وميادين رماية، يُفترض أن يدرك كيف يمكن لكل رصاصة يطلقها أن تُصيب". ووفق معلومات وصلت إلى "هآرتس"، فإن مطلق النار يعمل في شركة تُعنى بالطائرات المسيّرة، وقد وصل إلى المكان ليل الأربعاء في إطار تدريب أجراه مع قوة من الجيش الإسرائيلي. وبعد انتهاء التدريب، تحرّك هو والجندي في سيارة جيب يملكها المواطن، وكان الجندي هو من يقود المركبة. وخلال القيادة في المنطقة، التي قال عدد من المصادر إنها منطقة عسكرية مغلقة، رصد الجندي سيارة اشتبه بأنها تعود لمهرّبين وقرر مطاردتها. ووفق رواية المواطن، فإنه ناشد الجندي مرارًا التوقف، إلا أن الأخير واصل المطاردة. واستمرت المطاردة دقائق طويلة من دون أن يُبلّغ أي من الاثنين أي جهة عسكرية بما يجري. وخلال ذلك، أطلق المواطن الإسرائيلي نحو خمسة أعيرة نارية من سلاحه الشخصي باتجاه إطارات السيارة، بحسب قوله، في محاولة لإيقافها. ووفق إفادته، وبعد أن فشل في إصابة الإطارات، أعطاه الجندي سلاحه من نوع M4، فأطلق منه رصاصتين إضافيتين باتجاه السيارة. أما محمد طوخي، الشاهد الذي كان برفقة أيوب في السيارة، فقال إنهما كانا في طريقهما إلى قريتهما بير هداج. وأوضح أن سيارة جيب بيضاء اندمجت في الطريق، تجاوزتهما، ثم بدأت تُبطئ بمحاذاتهما. وأضاف أن أيوب واصل القيادة وانحرف إلى المنطقة الترابية على جانب الطريق، كونه كان يقود من دون رخصة، ولخشيته من أن يكون هناك من يحاول إيذاءهما. وذكر أنه بعد ذلك بدأت السيارة البيضاء بملاحقتهما، وعندما عادا إلى الطريق بعد قطع نحو 400 متر، بدأ إطلاق النار. وقال في شهادته، التي أُدلي بها: "لم نكن نعرف من هم، ولم يكن لديهم أي تعريف. عندما عدنا إلى الطريق بدأ إطلاق النار. أُطلقت علينا النار من الخلف ومن الجانب، طلقات كثيرة، وكانت الرصاصات تمر بالقرب من رأسي". وأضاف: "رأيت الشخص الذي أطلق النار، كان جالسًا إلى جانب السائق. في كل مرة حاولنا التوقف، واصل إطلاق النار. حاولنا تشغيل إشارات السيارة ليكفّ عن إطلاق النار، لكن ذلك لم يُجدِ نفعًا". وأشار إلى أن السيارة توقفت وانحرفت فقط بعد أن أُصيب أيوب بالرصاص. وتابع: "عندما توقفت السيارة، اقترب مني وهو يشهر سلاحه، أجبرني على الاستلقاء على الأرض، ثم غادر المكان. ولم تصل قوات أخرى إلا لاحقًا". كما أفاد بأن سيارة الإسعاف احتاجت إلى نحو نصف ساعة حتى تمكنت من الوصول إلى المكان، وقال: "عندما خرجت من السيارة، كان لا يزال على قيد الحياة. كان من الممكن إنقاذه".