أصدر الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة بيان نعي للفنان الكبير والرفيق محمد صالح بكري، مشيدَين بدوره الوطني والفني والإنساني، وبمواقفه الصلبة في مواجهة القمع والملاحقة، وبإرثه الذي سيبقى حاضرًا في وجدان الشعب الفلسطيني وأحرار العالم. وجاء في البيان: "ببالغ الحزن والأسى، ينعي الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إلى جماهير شعبنا، وإلى كل الأحرار في العالم، رحيل الفنان والمناضل الوطني الكبير محمد بكري، الذي شكّل برحيله خسارة فادحة للثقافة الوطنية الفلسطينية وللحركة التقدمية والإنسانية". وأضاف: "لقد كان محمد بكري صوتًا حرًا شجاعًا في وجه القمع الفاشي، وفنانًا ملتزمًا بقضايا شعبه، منغرسًا بعمق في هموم الجماهير العربية داخل إسرائيل، وفي النضال ضد الاحتلال وفضح جرائمه، وفي الدفاع عن الحق الفلسطيني في السرد والذاكرة والكرامة. لم يفصل يومًا بين الفن والموقف، ولا بين الإبداع والمسؤولية الأخلاقية، فجعل من المسرح والسينما ساحة مواجهة إنسانية وسياسية في آن. خلف محمد بكري ارثًا فنيًا وإنسانيًا ووطنيًا لا حدود له.وشكل حالة فريدة في تاريخ شعبنا، فحمل قضيته ومعاناة أهله إلى خشبات المسرح وشاشات السينما، وحوّل واقعنا المعاش إلى لوحات فنية صادقة اخترقت الحدود، وأصبحت مرجعًا حيًا لكل من أراد فهم التجربة الفلسطينية بعمقها الإنساني والسياسي". وتابع: "دفع محمد بكري ثمن مواقفه الصلبة التي رفضت المساومة، وتعرّض لملاحقات سياسية وعنصرية وقضائية قاسية بسبب أعماله ومواقفه، لكنه بقي ثابتًا، شامخًا، رافضًا الانكسار، ورفض أن ينتج فنًا منزوع الصلة عن واقع شعبه، ورفض أن يتزحزح قيد أنملة عن دربه، مؤمنًا بأن الحقيقة لا تُحاكم، وبأن الفن لا يُكمّم.ويعتز الحزب الشيوعي والجبهة بأنهما وقفا دائمًا إلى جانب بكري في مواجهة حملات التحريض والملاحقات الإسرائيلية، بما في ذلك المعارك القضائية في المحاكم، دفاعًا عن حرية التعبير، وعن حقه وحق شعبنا في قول الحقيقة، وفي مواجهة القمع والظلم". وخنم "إن محمد بكري لم يكن فنانًا كبيرًا فحسب، بل كان رمزًا وطنيًا وإنسانيًا عميقًا، عبّر بصوته وأدائه وموقفه عن أعماق وجداننا، وتجربتنا النضالية والكفاحية بما تحمله من ألم وصمود، ومن مقاومة وأمل. برحيله، نفقد قامة فنية ونضالية استثنائية، لكن إرثه سيبقى حيًا في وجدان شعبه، وفي ذاكرة محبيه، وفي كل عمل فني حرّ يواجه القمع ويقف إلى جانب الإنسان".